هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أربكت التظاهرة التي شهدتها إحدى مناطق مدينة السويس،
إحدى مدن منطقة قناة السويس، حسابات السلطات المصرية، بالتزامن مع الذكرى الأولى
لاحتجاجات 20 أيلول/ سبتمبر العام الماضي.
وتداولت وسائل إعلام وشخصيات مصرية معارضة، مساء الجمعة،
مقاطع مصورة قالوا إنها لتظاهرة شهدتها مدينة السويس شرق القاهرة.
وأظهرت المقاطع التي تناقلتها وسائل إعلام، تجمعا محدودا
لعشرات المواطنين في منطقة عرب المعمل بالسويس، عقب صلاة الجمعة.
وردد المتظاهرون هتافات ضد نظام السيسي، من قبيل:
"مش هنام ولا نرتاح.. يسقط يسقط عبد الفتاح"، و"مش خايفين مش
خايفين.. بيننا وبينك يومك 20 (سبتمبر)"، في إشارة إلى دعوات التظاهر التي
دعا لها ناشطون ومقاول الجيش السابق، محمد علي يوم غد الأحد.
وردت السلطات المصرية على الفور، بشن حملة اعتقالات في
منطقة عرب المعمل بمحافظة السويس بعد الوقفة الاحتجاجية، وفق وسائل إعلام محلية
ومعارضة.
"تعزيزات جديدة"
وكشف مصدر إعلامي نقلا عن مصادر أمنية
لـ"عربي21" أن "هناك تعليمات جديدة بزيادة التعزيزات الأمنية في
محافظات القناة (السويس، بورسعيد، الإسماعيلية) تحسبا لاندلاع أي احتجاجات أخرى
قبيل حلول الذكرى الأولى لاحتجاجات 20 أيلول/ سبتمبر".
وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن
"قيادات الداخلية مستاءة جدا من الوقفة وتصويرها وانتشارها على وسائل التواصل
الاجتماعي"، لافتا إلى أن "هناك حالة طوارئ في القنوات الفضائية
وماسبيرو من أجل مناهضة دعوة المغرضين والداعين للنزول".
اقرأ أيضا: مظاهرة ضد السيسي بالسويس وأنباء عن اعتقالات (شاهد)
"استنفار أمني"
ورصد مراسل "عربي21" استنفارا أمنيا إلى جوار
بعض مراكز الشرطة في عدد من المناطق، وسط حديث عن إلغاء إجازات أفراد الأمن
والشرطة، وتشديد الحراسات الأمنية حول بعض المناطق وخاصة الكنائس والسجون ومراكز
الشرطة، وشن حملات مرورية وأمنية.
كما انتشرت الكمائن الأمنية على الطرق الداخلية
والسريعة، وقامت قوات الأمن بتسيير دوريات شرطية على بعض الأحياء والمقاهي واصطحاب
بعضهم في عربات الشرطة، والتأكد من هويات المارين، ولكنه لم يصدر أي بيان رسمي حتى
الآن عن استعدادات وزارة الداخلية.
ولم تسبق دعوات التظاهر، الأحد، أي احتجاجات أو تجمعات
باستثناء التي شهدتها مدينة السويس وتداولتها وسائل التواصل الاجتماعي طوال
الساعات الماضية، وكانت السويس أول مدينة مصرية تشهد اندلاع شرارة ثورة 25
يناير 2011.
وتسببت إجراءات السلطات المصرية لإزالة آلاف المباني
والمنازل بدعوى مخالفة قانون البناء خلال الشهرين الماضين، وفرض رسوم باهظة
للتصالح، في غضب ملايين المصريين، وخروج بعض الأهالي في مناطق عدة بالإسكندرية
والقاهرة ومحافظات أخرى في وقفات ومظاهرات احتجاجية.
"تعقيدات قوات الأمن بمصر"
وفي تعليقه على استعدادات القوات الأمنية، قال رئيس المكتب
السياسي للمجلس الثوري المصري، عمرو عادل، إن "الأجهزة الأمنية كثيرة وشديدة
التعقيد في مصر، ولديها خبرات واسعة في التعامل مع الاحتجاجات الكثيفة العدد، لكن
أحد وسائل المواجهة هو الانسحاب المؤقت لإعادة التموضع والهجوم المضاد كما حدث في
2011 و2013".
وبشأن الفرق بين استعدادات اليوم والأمس، أكد
لـ"عربي21" أن "المؤسسة العسكرية عندها خطة طوارئ في حالة سقوط
الجهاز الأمني وعدم قدرته على المواجهة، خاصة أن الأجهزة الأمنية لا تدخل في معارك
تخسرها بل تفضل الانسحاب بقوتها حتى لا تنهار تماما".
وحذّر الضابط السابق بالجيش المصري، من الوقوع في أخطاء
الماضي، قائلا: "إذن تكتيك وأسلوب المظاهرات باتت قوات الأمن على دراية به،
وبالتالي تكرار نفس الفعل في نفس التوقيت بنفس الطريقة ربما لا يكون مفيدا"،
لافتا إلى أن "ما يربك النظام هو عدم معرفته من يدير الأمر أم هو مجرد عمل
شعبي عفوي، ولكننا نحتاج لتغيير أدوات الصراع التي أتقن العسكر التعامل
معها".
"كل يوم هو 20 سبتمبر
للسيسي"
من جهته؛ رأى السياسي والحقوقي المصري، عمرو عبد الهادي،
أن "أول شيء أربك نظام السيسي هو نجاح الأهالي في صد الشرطة وآليات
المحليات، ومنع إزالة منازلهم، لكن مظاهرات السويس كانت رعبا بالنسبة له ومؤشرا على
احتمالية خروج المصريين، خاصة أنها كانت شرارة يناير".
وأضاف لـ"عربي21": "مَن حكموا قبل
السيسي كانوا ضباطا لكنهم قضوا في اللباس المدني والوظائف المدنية باعا طويلا
فتعلموا السياسة وفهموا معنى المواءمات، بينما السيسي تطوع في الجيش وظل من حينها
عسكريا إلى أن لبس البدلة المدنية، ولكنه ارتداها فوق البدلة العسكرية فهو لا يعرف
معنى السياسة أصلا ولا يعيها، والقمع عنده هو الأسلوب الوحيد والمفضل".
وتابع: "مَن سبقوه (السيسي) باستثناء الرئيس الراحل
محمد مرسي، كانوا ديكتاتوريين، ولكن السيسي لا يمت للدكتاتورية بصلة؛ لأنه فاشي
وسادي"، واصفا الاستعدادات الأمنية الجارية بأنها "لحظات يستعد لها
السيسي منذ وقت، لأنه مرعوب وخائف من هبة الشعب في أي وقت ضده، وكل يوم يمر عليه
هو بمثابة خطر حتى لو مر 20 أيلول/ سبتمبر عليه بردا وسلاما".