هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تظهر بيانات دولية رسمية تفوقا للزيادة السكانية في المنطقة العربية، مقارنة بالمعدل العالمي، رغم ما تشهده من حروب واضطرابات.
ووفق بيانات البنك الدولي، التي اطلعت عليها "عربي21"، فقد حققت المنطقة العربية عام 2019 زيادة سكانية بواقع 2 بالمئة، أخذا بالاعتبار معدلات الإنجاب والوفيات والهجرة، مقارنة بـ1.1 بالمئة عالميا.
لكن الدافع الأساسي لتلك الزيادة لم يكن الإنجاب كما هو رائج، إذ تظهر أحدث بيانات البنك الدولي (لعام 2018) أن معدل الإنجاب عربيا لا يتجاوز ثلاثة أبناء لكل امرأة، مقابل 2.4 عالميا، ما يعكس في المقابل أن مستويات الهجرة والوفيات في المجتمعات العربية، المعروفة بأنها "شابّة"، أقل من تلك التي تعيشها المجتمعات الأخرى.
وكان رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، قد أثار مؤخرا، قضية الإنجاب والزيادة السكانية في البلاد، زاعما أن تعداد المصريين سيبلغ 193 مليونا بحلول عام 2050، في سلسلة متواصلة من الضغوط للحد من الإنجاب.
لكن معدل توقعات الأمم المتحدة، وفق بيانات اطلعت عليها "عربي21"، تظهر أن تعداد سكان مصر سيبلغ 160 مليون نسمة في عام 2050، مقارنة بـ102.3 مليون حاليا.
وتتفوق الصومال بالفعل عالميا من حيث الإنجاب، إذ تحل في المرتبة الثانية بعد النيجر، لكن بقية الدول العربية تتدرج وصولا إلى الإمارات، التي يبلغ المعدل فيها 1.4 لكل امرأة، في المرتبة الـ17 من حيث قلة الإنجاب.
وتبرز وفق رصد "عربي21" العديد من الحالات المثيرة، فقد سجلت البحرين على سبيل المثال معدلا يقل عن المتوسط العالمي للإنجاب، لكنها في المقابل سجلت أكبر نسبة للزيادة السكانية عالميا، بالنظر إلى عوامل من بينها ارتفاع مستوى المعيشة، إضافة إلى سياسات حكومية، من بينها التجنيس، التي تثير جدلا واسعا في البلاد.
في المقابل، فإن لبنان، وبالنظر إلى تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية ونزوع الشبان للهجرة وتراجع مستويات الرعاية الصحية ومعدلات الإنجاب، فقد سجل عام 2019 زيادة لم تتجاوز 0.1 بالمئة، وهي من بين الأقل عالميا (باستثناء الدول التي يتناقص عدد سكانها).
اقرأ أيضا: هكذا تغير تمثيل طوائف لبنان منذ "الطائف" (إنفوغرافيك)
وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، يبلغ معدل الإنجاب 3.6 لكل سيدة، ونسبة الزيادة السكانية 2.5 بالمئة سنويا، فوق المعدل العربي، رغم ظروف الاحتلال وما يصاحبها من اضطراب معيشي وصحي، وضغوط لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة عن أراضيهم.
وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، تتوقع الأمم المتحدة أن يبلغ عدد السكان 8.8 ملايين نسمة بحلول 2050، مقارنة 5.1 ملايين حاليا.
أما سوريا، التي تشهد نموا بطيئا بعدد السكان حاليا جراء الحرب والهجرة، فإن بيانات الأمم المتحدة تتوقع زيادة كبيرة حتى عام 2050، بالنظر إلى توقع عودة المهجّرين إلى ديارهم.
وبشكل عام، يشكل سكان المنطقة العربية حاليا 5.6 بالمئة من سكان العالم، فيما يتوقع أن ترتفع النسبة إلى 6.9 بحلول عام 2050.