سياسة عربية

انطلاق المفاوضات اليمنية بملف الأسرى بجنيف الجمعة

تستضيف جنيف عادة مفاوضات دولية عدة قائمة على النزاع
تستضيف جنيف عادة مفاوضات دولية عدة قائمة على النزاع

تننطلق المفاوضات بين الحكومة اليمتية والحوثيين في جنيف، اليوم الجمعة، لنقاش تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى المنبثق عن "اتفاق ستوكهولم" بين الجانبين عام 2018.

 

وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الجمعة، انطلاق المحادثات في مدينة جنيف السويسرية.

وقال غريفيث في تغريدة عبر تويتر : "انطلق اجتماع لجنة أسرى ومعتقلي ‎اليمن اليوم.. أشكر ‎سويسرا للاستضافة واللجنة الدولية للصليب الاحمر للمشاركة في ترؤس الاجتماع".

وأضاف: "رسالتي إلى الأطراف(الحكومة والحوثيين) هي لاستكمال النقاشات ليتمّ إطلاق سراح المحتجزين بسلاسة، وإدخال الراحة الى قلوب آلاف العائلات اليمنية، دون تفاصيل.

 

وكان مصدر يمني مسؤول كشف الأربعاء الماضي، عن ترتيبات أممية لجولة جديدة من المباحثات بين ممثلين عن الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثيين حول ملف الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسريا المتعثر.

وقال ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية وعضو الفريق الحكومي المفاوض،  لـ"عربي21" إن لقاء مرتقبا بين ممثلين عن الحكومة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة، سيعقد في جنيف بسويسرا، حول ملف الأسرى والمختطفين.

وأضاف فضائل أن وفود الطرفين وصل إلى جنيف الخميس.

 

اقرأ أيضا: مسؤول يمني يكشف لـ"عربي21" عن لقاء مرتقب مع الحوثيين

 

وسبق أن تأجّلت محادثات بين الحوثيين وممثلين عن الحكومة، بشأن تبادل أسرى ليوم واحد، بعدما كان من المفترض أن تنطلق الخميس في إحدى المدن السويسرية، حسبما أفاد عضو في الوفد الحكومي.


وذكر المسؤول لوكالة "فرانس برس" أنّ "هناك أعضاء في الوفد الحكومي لم يصلوا بعد، ولذا فقد تقرّر تأجيل المحادثات حول تبادل الأسرى إلى الجمعة".


ويستعد الطرفان لبدء المحادثات برعاية الأمم المتحدة بهدف وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لتبادل 1420 أسيرا.


ووافق الجانبان في محادثات السويد في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.


لكن في حال تحقّقت، ستكون عملية التبادل التي يجري التفاوض حولها، الأكبر منذ بداية الأزمة منذ 2014.


وذكر أعضاء في لجنة شؤون الأسرى والمعتقلين الحكومية،  أنّه من المفترض الاتفاق على إطلاق سراح 900 من أسرى الحوثيين في مقابل نحو 520 من أسرى الحكومة.


وأوضح مصدر حكومي قريب من الرئاسة اليمنية، أن المحادثات "لوضع اللمسات الأخيرة" على العملية بعدما جرى الاتفاق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر على "جميع الترتيبات اللوجستية، بما فيها عملية نقل الأسرى وتحديد مواقع عمليات التبادل".


ويمثّل إتمام العملية بارقة أمل بعد ست سنوات من الاقتتال الذي تسبّب بمقتل وإصابة آلاف وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة، حيث يواجه  ملايين السكان خطر المجاعة.


ومحادثات جنيف هذه تعد الأولى في بلد أوروبي منذ مفاوضات السويد.

 

مأرب واتفاق ستوكهولم

 

وتتزايد مطالبات شعبية ورسمية في اليمن بإلغاء اتفاق ستوكهولم، الموقع بين الحكومة وجماعة الحوثي، بالتزامن مع تصاعد هجمات الحوثيين ، لى محافظة مأرب النفطية شرقي البلاد.


وطلب 26 من أعضاء مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان)، الاثنين، من الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته ضرورة إلغاء الاتفاق، والبدء في تحرير مدينة الحُديدة (غربا) من الحوثيين، المسيطرين عليها منذ ست سنوات.

 

جاء ذلك بعد أيام فقط من طلب مشابه تقدم به 28 نائبا في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان).
وأبلغ وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، الأحد، مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، مارتن غريفيث، بأن اتفاق ستوكهولم "لم يعد مجديا ولا أهمية له"، وفق "الأناضول".

 

اقرأ أيضا: منظمات يمنية ودولية قلقة من تصاعد القتال في مأرب

وشدد الحضرمي على ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته، ويدين التصعيد والانتهاكات الحوثية المستمرة، لافتا إلى أن مأرب تحتضن أكثر من 3 ملايين مواطن، جلهم من النازحين والمهجرين بسبب "حروب الحوثي العبثية".


وقبلها بأسبوعين، صرح رئيس البرلمان، سلطان البركاني، بأن الحكومة تواجه ضغوطات شعبية شديدة مطالبة بإلغاء اتفاق ستوكهولم؛ بسبب التصعيد العسكري المستمر للحوثيين في عدة جبهات، خصوصا مأرب.

 

مدينة مأرب هي آخر معقل للحكومة الشرعية في المناطق الشمالية لليمن، وفيها مقر وزارة الدفاع وهيئة الأركان، وهي أهم موطن للنازحين، حيث تشير تقديرات إلى أنها تحوي قرابة مليون نازح.


وفي كانون الأول/ ديسمبر 2018، وقعت الحكومة والحوثيين اتفاق ستوكهولم، بعد مشاورات في العاصمة السويدية، برعاية الأمم المتحدة.


وكان الهدف الرئيسي من الاتفاق حل الوضع المضطرب ووقف المواجهات العنيفة آنذاك في محافظة الحُديدة، التي تحوي ميناء استراتيجيا يسيطر عليه الحوثيون حتى اليوم، ويستقبل قرابة 70 بالمئة من واردات اليمن، كأكبر منفذ حيوي في البلاد.


وجاء هذا الاتفاق بعد ضغوطات دولية وأممية كبيرة، نجحت في إيقاف هجمات قوات موالية للحكومة ضد الحوثيين في مدينة الحُديدة، مركز المحافظة.

التعليقات (0)