هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر
موقع "ميدل إيست آي" تقريرا ترجمته "عربي21" حول استفادة شركات اللوبي (جماعات الضغط)
والعلاقات العامة من الخلاف القطري-الإماراتي.
وقال كاتب التقرير جوليان بيكيه إن دول الخليج أنفقت 100 مليون دولار على شركات الضغط الأمريكية منذ
بداية الأزمة عام 2017.
وأشار
إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي افتتح الحوار الاستراتيجي
الأمريكي- القطري الاثنين، حيث قال إن الوقت قد حان لطي صفحة الخلاف بين الدول
الخليجية ولاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينها.
ويستدرك
الكاتب: "لكن 100 مليون دولار تقول إن الأزمة يمكن أن تطول أكثر". وهو حجم
الأموال التي أنفقها البلدان (قطر والإمارات) على جماعات الضغط الأمريكية.
وأُنفقت
معظم هذه الأموال على مواجهة بعضهما البعض، حيث حاولت أبو ظبي تصوير الدوحة بالراعية
للإرهاب، فيما دافعت قطر عن نفسها كحليف موثوق به للغرب.
اقرأ أيضا: خبير أمريكي: لوبي المغرب الأقوى عربيا.. ماذا عن الفلسطينيين؟
وقال
بن فريمان، مدير مبادرة الشفافية في التأثير الأجنبي: "ربما كانت أكبر معركة أعرفها
في الذاكرة الحديثة"، مضيفا: "لا أستطيع التفكير بمشاجرة كبيرة كهذه درت
الأرباح (على اللوبيات) مثل هذه المعركة".
وبدأت معركة كسب الرأي
والتأثير في واشنطن في حزيران/يونيو 2017 عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين
ومصر عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومحاصرتها من البر والبحر والجو.
واتهمت
الدول الأربع قطر بالتعاطف مع حركة الإخوان المسلمين وإقامة علاقات دافئة مع
إيران.
وقادت الإمارات عملية التأثير حيث زادت النفقات على جماعات الضغط في الفترة ما بين 2016- 2017 من 10.4 ملايين دولار إلى 21.4 مليون
دولار، حسب أرقام مركز "ريسبونسف بوليتكس".
وجاءت
قطر في المرتبة الثانية حيث زادت من نفقاتها على جماعات الضغط من 4 ملايين دولار
إلى 12.9 مليون دولار.
ولا
يزال التنافس على التأثير حيا وناشطا إلى اليوم حيث تحوز قطر على خدمة 16 شركة، أي بزيادة خمس شركات عن عام 2016.
وقال
جوناثان شانزر، نائب مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن والناقدة لقطر: "لا يزال الإنفاق متواصلا، حسبما أراه وعلى الأقل في الولايات المتحدة"،
وأضاف: "بالطبع ليس موجها ضد الآخر ولكنه يركز على العدو وهذا لا ينذر
بخير".
ويقول بن فريمان الذي كتب تقريرا عن نفقات دول
الخليج على جماعات الضغط إن الزيادة في النفقات السعودية والإمارات بدأت بعد
انتخاب الرئيس دونالد ترامب مباشرة، مضيفا أن قطر فوجئت ولم تكن جاهزة عندما تلقت
الضربة (المقاطعة).
وقال:
"كانت في الحقيقة اللحظة التي اكتشف اللوبي القطري أن لديه مشكلة هنا في
الولايات المتحدة وأنه خلف السعودية والإمارات عندما يتعلق بالتأثير هنا"،
وأوضح: "وعليه بدأوا بزيادة الزخم وإضافة شركات وضم لاعبي قوة إلى ترسانة
اللوبي" الخاص بهم.
وظهر تأثير اللوبي السعودي
والإماراتي داخل الإدارة سريعا عندما أعلنت دول الخليج عن الحصار، وكان ترامب قد
عاد من أول رحلة خارجية له إلى الرياض ووقف معها ضد قطر.
وبعد
أقل من عام استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كصديق وتحدث عن العلاقات
الأمريكية- القطرية. وقال فريمان إن "الطريق لهذا التحول مهد له اللوبي
القطري".
ورغم صغر حجم الإمارات مقارنة مع السعودية، إلا
أنها قادت المعركة ضد قطر، حسبما تظهر السجلات ووفقا لما ذكره الموقع.
ويعود السبب أو جزء منه إلى انشغال السعودية بالدفاع عن نفسها ضد ردة الفعل الغاضبة في الكونغرس على اغتيال جمال خاشقجي وحرب
اليمن.
ويقول
حسين إبيش، الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، إن الخلاف متعلق بحرب
الأفكار بين قطر والإمارات بشأن الإسلام السياسي.
ويوضح
إبيش: "من ناحية قطر فإن الإخوان المسلمين وحماس هي حركات تصحيحية بديلة عن
التيار الراديكالي (الأكثر تطرفا)، أما بالنسبة للإمارات فإنهما بوابة للإرهاب".
ويعتبر
أن الصراع بين الدوحة وأبو ظبي "أيديولوجي" وفقا لتعريف الثقافة السياسية،
أما بالنسبة للسعودية فالخلاف حول "سلوك قطر".
وقال
إن كل طرف استخدم نقاط القوة التي يمتلكها في الحرب على التأثير.
فالإمارات،
ممثلة بسفيرها يوسف العتيبة ذي العلاقات القوية في واشنطن، بدأت بالعمل على
الكونغرس والسلطة التنفيذية. واعتمدت على حلفاء مثل إليوت برويدي الجمهوري وجامع
التبرعات لحملة ترامب والذي قام بتمويل مؤتمر
لمنظمة الدفاع عن الديمقراطية عام 2017 وركز على علاقات قطر مع حركة الإخوان
المسلمين.
وفي
ذات الوقت أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الجمهوري إد رويس عن
مشروع قرار لتصنيف قطر دولة "راعية للإرهاب".
أما
قطر فأقامت علاقات مع الكونغرس والإدارة الأمريكية، ولكنها حاولت تغيير النقاش في
واشنطن والتعاون مع مراكز البحث والإعلام وإعادة تأطير النقاش حول ما هو الأنفع
للمنطقة، ونظمت عددا من المناسبات والمؤتمرات والزيارات.
وأنفقت
قطر أموالا لترتيب زيارة المسؤولين الأمريكيين إلى الدوحة من خلال المعهد
الأمريكي- القطري. وحصل المعهد من السفارة القطرية على تعهد بمبلغ 5.2 ملايين دولار
وذلك بعد أشهر من بداية الأزمة الخليجية. وأجبر على التسجيل بداية هذا العام على
أنه وكيل عن حكومة قطر في وزارة العدل.
واستطاعت
الدوحة الاعتماد على علاقتها في البنتاغون، فلديها مقر قاعدة "العديد"،
التي لا مثيل لها في المنطقة ولديها مهابط تستوعب طائرة بي-52.
ويقول
إبيش إن كلا البلدين (قطر والإمارات) أنفقا أموالا طائلة، ولكنهما كانا يلعبان
لعبة مختلفة.
اقرأ أيضا: ندوة "عربي21": ابن سلمان تورط بأمريكا ولوبي الاحتلال لن ينقذه
ومع
رفض البنتاغون قطع العلاقة مع قطر، وتعويل ترامب على القطريين في محادثاته مع
طالبان حولت الإمارات نظرها نحو قناة "الجزيرة".
ووزعت
رئيسة لجنة الشؤون الخارجية سابقا في مجلس النواب، الجمهورية إيلينا روس- ليثنين
وتعمل لصالح الإمارات في شركة "أكين غرامب شتراوس هوير وفليد" تقريرا في الكابيتال هيل يهدف لإثارة الكونغرس
كي يضغط على وزارة العدل لتصنيف القناة كوكيل أجنبي لحكومة قطر.
وردت
الجزيرة باستئجار "دي أل إي بايبر"، ودفعت لها 1.66 مليون دولار منذ أن
استعانت بها في حزيران/يونيو، حسب أوراق اللوبي.
والثلاثاء،
أمرت وزارة العدل قناة "الجزيرة" بتسجيل نفسها في أمريكا على أنها وكيل
أجنبي بناء على قوانين اللوبي. وقررت الوزارة التحرك بعدما وجدت أن منصة الجزيرة "إي
جي بلس" اشتركت في نشاطات تعرف بناء على قانون تسجيل العملاء الأجانب.
وقالت
الوزارة إن القناة المتخصصة بالفيديو عملت بناء على توجيهات القيادة القطرية، وأضافت
الوزارة: "رغم التأكيد على استقلالية التحرير وحرية التعبير إلا أن شبكة
الجزيرة الإعلامية وفروعها تدار وتمول من الحكومة القطرية".
ومع
توقيع الإمارات والبحرين اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل يوم الثلاثاء في البيت الأبيض
يتوقع المراقبون أن قطر المعزولة قد تخفف من دعمها لجماعات مثل حماس.
ويقول
سانشزر، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: "أستطيع القول إن أساسيات النزاع
الخليجي لم تتغير".
وأضاف أن اتفاق التطبيع "أبرهام" أحدث
تغييرا في الطريقة التي ننظر فيها للمنطقة خاصة إذا تبعت عمان والسودان والمغرب نفس
الطريق بالتطبيع مع "إسرائيل".
وتتعرض قطر لضغط شديد كي تحذو حذو جارتيها (في
التطبيع). وفقا لسانشزر.
وفي
الوقت الحالي فالرابح الأكبر من النزاع الخليجي- الخليجي الذي مضت عليه 3 سنوات هي
جماعات الضغط في العاصمة واشنطن.
ويقول فريمان: "كلما سأل أحد عن الرابح في
خلاف مجلس التعاون الخليجي فالجواب على ما أعتقد هو "كي ستريت" الشارع
الذي تعمل به مكاتب الشركات وجماعات الضغط.