سياسة تركية

تشاووش أوغلو يخاطب أثينا عبر صحيفة يونانية.. هذا ما قاله

تشاووش أوغلو شدد على أن الحوار والمفاوضات هما بالفعل الوسيلة الأولى لمعالجة قضايا الحدود البحرية- الأناضول
تشاووش أوغلو شدد على أن الحوار والمفاوضات هما بالفعل الوسيلة الأولى لمعالجة قضايا الحدود البحرية- الأناضول

كتب وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء، مقالا في صحيفة يونانية، دعا فيه أثينا للحوار بشأن شرق المتوسط.

وقال تشاووش أوغلو في المقال على صحيفة "كاثيميريني" الصادرة في أثينا، وترجمته "عربي21"، إن تركيا واليونان البلدين اللذين يتشابك ماضيهما وحاضرهما ومستقبلهما أمامهما خياران في شرق المتوسط.

وأوضح تشاووش أوغلو، أن تركيا واليونان أمامهما خياران فقط وهما، إما إغلاق الأبواب بينهما ما يفتح المجال للصراع، أو البحث عن صيغة لتحديد طريقة ملائمة للطرفين.

وشدد الوزير التركي، في مقاله بعنوان "أولويتنا في شرق البحر الأبيض المتوسط الدبلوماسية غير المشروطة" على أن اختيار الطريق المناسب متروك للزعماء اليونانيين.

وتابع أن "منطق "الجار الدائم" يستلزم بطبيعة الحال الاحترام المتبادل لحقوق الآخر، ولكن لسوء الحظ لا يبدو الوضع على هذا النحو تجاه تركيا".

وأكد أنه ينبغي التحلي بالاحترام المتبادل المبني على الالتزام بحل كافة القضايا العالقة أو النزاعات المعلقة بالوسائل السلمية والحوار، وبهذه الروح لا يسعى الجيران للتصعيد، بل للدبلوماسية المباشرة والحوار المبني على حسن النية وإيجاد حلول حقيقية للنزاع.

وأضاف تشاووش أوغلو، أن حكومات مثل فرنسا أظهرت مؤخرا نهجا مرفوضا مستوحى من ماضيها الاستعماري، متسائلا: "هل نسينا بسرعة أن عصر الاستعمار لم يجلب سوى معاناة كبيرة لكثير من الشعوب؟".

وأجاب قائلا: "لقد ولت الأيام التي يقبل فيها سلوك أسياد العواصم الكبرى القائم على فرض إرادتهم على المناطق الأخرى".

وأشار إلى أن الرئيس التركي من أجل إقامة نظام دولي أكثر إنصافا، يؤكد على أن "العالم أكبر من الدول الخمس".

وأضاف أن السياسة الخارجية التركية، قائمة على روح المبادرة واللاإنسانية والقيم التي تسعى تركيا لتحقيقها، مستندة على مبدأ "السلام في الوطن، والسلام في العالم" الذي أطلقه مصطفى كمال أتاتورك الذي تم ترشيحه لجائزة نوبل من طرف رئيس وزراء اليونان الأسبق إلفثيريوس فينيزيلوس.

وتابع قائلا: "ولهذا نؤكد على الاحترام المتبادل والحلول المنصفة للمشاكل".

وأكد أن تركيا لذلك، تدعم مبادرة حلف شمال الأطلسي لتفادي النزاع بين أنقرة وأثينا، ومبادرة ألمانيا للتخفيف من حدة التصعيد بشكل كامل، وإحياء آليات ثنائية بين البلدين.

وأضاف أن أهداف تركيا في شرق المتوسط واضحة وهي قائمة على التحديد العادل والمنصف للحدود البحرية، وحماية حقوقنا المتعلقة بالجرف القاري ضد الأطروحات الباطلة، وحماية حقوق القبارصة الأتراك في الموارد البحرية للجزيرة من خلال إنشاء آلية عادلة لتقاسم العوائد، وإنشاء آليات تعاون حقيقية وشاملة وعادلة ومنصفة في مجال الطاقة البحرية بمشاركة جميع الأطراف، بما في ذلك القبارصة الأتراك".

وشدد الوزير التركي، على أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه السلطة لتحديد المناطق البحرية في شرق المتوسط، ولا يمكن فرض أي مزاعم متطرفة على تركيا بهذا الشأن.


وتابع: "لا يمكن منع تركيا من الوصول إلى عمق البحار وإلى مياهها بزعم أن جزيرة صغيرة جدا تتمتع بجرف قاري مساحته 40 ألف كيلومتر مربع مثل ميس أو كاستيلوريزو، التي تبتعد بكيلومترين فقط عن تركيا و580 كيلومترا عن البر اليوناني".

وقال: "إن محاولات حرمان دولة مثل تركيا، التي لديها أطول ساحل في المنطقة، وعدد متزايد من السكان، وقدرة إنتاجية وطلب على الطاقة، من الثروة المحيطة بها غير واقعية".

وأضاف: "ولهذا السبب، تتخذ تركيا موقفا حازما بعدم السماح بمحاولات الإضرار بمصالحها الأساسية".

وأشار إلى أن تركيا تحاول "الحفاظ على وجودها في المنطقة ليس لأغراض هجومية، ولكن للدفاع المشروع ضد التدخل في أنشطتنا البحثية الزلزالية داخل الجرف القاري الخاص بنا والذي تم الإعلان عنه وفقا للقانون الدولي منذ 16 عاما".

وشدد على أن الحوار والمفاوضات هما بالفعل الوسيلة الأولى لمعالجة قضايا الحدود البحرية، آملا بالوقت ذاته في أن توافق اليونان على فتح كافة قنوات الحوار مع تركيا دون أي شروط مسبقة.

وأضاف أن "الشروط المسبقة تخلق شروطا مسبقة مضادة، ويمكننا أن نأتي ببعضها من جانبنا، وبالتالي فهذه ليست طريقة جيدة للبحث عن فرص تفاوض بين جارتين".

وأشار إلى أن كل أزمة قد تخلق فرصة يجب اغتنامها للمضي قدما للسلام، مضيفا: "نحن بحاجة إلى قيادة قوية وفعالة وعقلانية من أجل تحقيق السلام والأمن للأجيال القادمة".

التعليقات (0)