هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تمر ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 لهذا العام، على وقع أزمات عميقة تتمثل بارتفاع معدل الجريمة، وانتشار المشردين، إلى جانب انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتشكل الذكرى الـ19 لهجمات سبتمبر،
رهانا كبيرا في المعركة السياسية الدائرة بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه
الديمقراطي جو بايدن، وذلك مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الأمريكي.
ورغم الجائحة، تقيم كبرى المدن الأمريكية
مراسمها السنوية، إحياء لذكرى نحو ثلاثة آلاف شخص قضوا في الهجمات، التي حصدت
العدد الأكبر من الأرواح في التاريخ، مع الوقوف دقيقة صمت في المواعيد التي ارتطمت
فيها الطائرات المخطوفة ببرجي مركز التجارة العالمي.
وسيكون أفراد عائلات الضحايا مع
وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي، عند النصب المقام في موقع "غراوند
زيرو"، الذي سيفتح المتحف فيه أبوابه للمرة الأولى منذ آذار/ مارس الماضي.
وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة
أكثر من 23 ألفا في نيويورك، لكن المسؤولون يشددون على أن صمود أبناء المدينة، أدى
منذ شهر إلى خفض نسبة انتقال العدوى إلى ما أقل 1 بالمئة، إلا أن هذا الصمود بات
عرضة لضغوط كبيرة، بسبب الآثار الجانبية للجائحة على الصعيدين الاقتصادي
والاجتماعي.
اقرأ أيضا: الظواهري يطل في ذكرى "11 سبتمبر" ويدعو لهجمات مماثلة
وتقول غايل بروير رئيسة منطقة
مانهاتن؛ إن "هذه الجزيرة هي رمز لحيوية نيويورك، تنوء تحت ثقل مشكلات متعددة".
ويأتي بعض هذه المشاكل مباشرة من
فيروس كورونا، فغالبية المصارف الكبرى وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات التي
تعتمد على الوظائف المكتبية، انتقلت إلى العمل عن بعد في آذار/ مارس الماضي، وحافظ على هذا النهج، ما أفرغ
أحياء الأعمال، وأتى على آلاف المطاعم الصغيرة، التي كانت توفر الطاعم لموظفيها
ظهرا.
ويقول المهندس المعلوماتي بوريس
تولشينسكي (26 عاما) إنه يشتاق إلى مانهاتن، لكنه ينوي على غرار الكثير من زملائه
"الاستمرار بالعمل من منزله"، في ولاية نيوجيرزي المجاورة حتى تموز/ يوليو
2021.
وفقدت نيويورك السياح الذين كان يزيد
عددهم عن 60 مليونا سنويا فيما هجرها بعض أبنائها أيضا، فقد غادر مانهاتن ما لا
يقل عن 35 ألف شخص، بالاستناد إلى طلبات التصويت عبر البريد للانتخابات الرئاسية،
وفق ما أوضحت غايل بروير.
وأغلق الكثير من المتاجر أبوابه.
فبين 2017 و2020 تضاعف عدد المحلات الخالية تقريبا، بزيادة قدرها 78 بالمئة، بحسب
بروير أيضا.
وبات بالإمكان مشاهدة المشردين
بأعداد أكبر، مع إغلاق الكثير من مراكز الإيواء، ونقل نحو 13 ألفا منهم إلى فنادق خالية
في مانهاتن.
ويشكل ارتفاع جرائم القتل وإطلاق
النار (47 بالمئة و166 بالمئة على التوالي مقارنة بآب/ أغسطس 2019) أحد المظاهر
اللافتة للأزمة في نيويورك، ولا تزال المدينة بعيدة عن معدلات الجريمة المسجلة
فيها في السبعينيات والثمانينيات، إلا أن نيويورك التي كانت تعتد بأنها من أكثر
المدن أمانا في العالم، عادت إلى معدلات الجريمة التي كانت مسجلة في العام 2012،
بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
ترامب "يريد قتل نيويورك"
وقال كومو: "لا يسعني أن أحصي
عدد الاتصالات التي أتلقاها من أبناء نيويورك (..) القلقين على تدهور
مدينتهم"، لكن كل المسؤولين في نيويورك، يؤكدون أنهم على ثقة بأن المدينة
ستعود إلى مسارها الصحيح. لكن كم من الوقت سيستغرق ذلك؟
وتقول بروير نقلا عن مقاولين في مجال
العقارات؛ إن "الأمر قد يستغرق ثلاث سنوات، فيما تسجل المدينة مؤشرات انتعاش
أولى مع إعادة فتح المتاحف منذ نهاية آب/ أغسطس وقاعات المطاعم في نهاية أيلول/ سبتمبر".
اقرأ أيضا: ترامب يلقي خطابا بذكرى هجمات "سبتمبر" ويتوعد طالبان
وقبل شهرين من الاستحقاق الرئاسي
الأمريكي، أصبحت هذه الأزمة موضع خلاف مع إدارة دونالد ترامب.
ويؤكد الرئيس الجمهوري مرارا وتكرارا
أن ارتفاع معدل الجريمة في هذا المعقل الديمقراطي ومسقط رأسه، أتى نتيجة لعدم
كفاءة المسؤولين المنتخبين فيها وتراخيهم. واتهم رئيس بلدية نيويورك وحاكم الولاية
بـ"تدمير" المدينة.
أما المسؤولون في نيويورك فينددون
برفض ترامب والجمهوريين تخصيص مليارات الدولارات لنيويورك ومدن ديمقراطية أخرى،
لتعويض خسائرها الكبيرة من الإيرادات الضريبية، وقال كومو: "يحاول ترامب قتل
نيويورك، هذا أمر شخصي ونفسي".