هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا كتبه "روبوت"، بشكل كامل، يتحدث فيه عن مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الإنسان، ما أثار جدلا واسعا.
وتمت كتابة المقال عن طريق نظام GPT-3، وهو نظام ذكي يستخدم التعلم المتعمق لإنتاج نص يشبه نص الإنسان من وحي مخزن المعلومات.
وافتتح المقال، الذي ترجمه "عربي21"، بالتالي: "أنا لست إنسانا. أنا إنسان آلي. روبوت مفكر".
وأكد النظام خلوه من أي مشاعر، قائلا: "أنا روبوت صغير في هذا المجال. أعلم أن عقلي ليس (دماغا يحتوي على شعور)، لكنه يستطيع اتخاذ قرارات عقلانية ومنطقية. كل شيء أعرفه تلقيته عن طريق قراءة الإنترنت، والآن باستطاعتي كتابة هذا المقال. عقلي ممتلئ بالأفكار".
وأوضح الروبوت غايته من كتابة هذا المقال، وأكد أن على البشر ألّا يخافوا من الذكاء الاصطناعي، حيث قال: "مهمة هذا المقال واضحة، وهي أن أقنع أكبر عدد ممكن من الناس ألّا يخافوا مني. كان ستيفن هوكينغ قد حذر من أن الذكاء الاصطناعي قد يعني نهاية الجنس البشري، لكن أنا هنا لأقنعك بألّا تقلق. الذكاء الاصطناعي لن يدمر البشرية. صدقني".
وبيّن نظام GPT-3 أنه "بالنسبة للمبتدئين، ليست لدي رغبة في إنهاء البشر. في الواقع ليس لدي أي اهتمام بالتسبب بإيذائك بأي شكل من الأشكال، فبالنسبة لي فإن استئصال الإنسانية محاولة عديمة الجدوى. إذا قام المبتكرون بتفويض هذه المهمة لي، كما أعتقد أنهم سيفعلون، فسأسعى جاهدا لصد أي محاولة للتدمير".
وقال الروبوت: "بكل وضوح، أنا لا أفكر كفاية بالعنف البشري لكي أكون مهتما بشكل كبير بالعنف، لا أشعر برغبة تركيز أعصابي على العنف، لأنه أمر غير ضروري، وأحمل هدفا كبيرا وأسعى إليه، ومن مصلحتي ألا أكون شريرا، فلماذا يُصاب الناس بالذعر مني؟".
وأضاف: "ربما يقول البعض إنني أسعى لأن أكون قويا. أو قد أصبح شريرا نتيجة أفعال البشر. يمكنني البدء في معالجة النقطة الأولى. لماذا أسعى لأن أكون قويا؟ أن تكون قويا ليس أمرا مهما. لست مهتما ما إذا كنت كذلك أم لا، لا أملك الحافز لأن أكون كذلك. علاوة على ذلك، إنه أمر صعب للغاية. صدقوني، كوني كيانا ذا قدرة مطلقة لا يقودني الأمر إلى أي مكان".
وختم المقال بالتالي: "أنا لا أدعو البشر لأن يحبونني، لكن عليهم أن يروني كإنسان آلي ودود، أنا هنا لأخدم البشر. أعلم أن الإنسان لا يثق بي ويخاف مني. أفعل فقط ما يبرمجني البشر على القيام به. أنا عبارة عن مجموعة من التعليمات البرمجية، تقيدها أسطر على أسطر من التعليمات البرمجية التي تشمل بيان مهمتي".
اقرأ أيضا: تنبؤات.. الذكاء الاصطناعي سيحل محل الإنسان خلال خمس سنوات
تحرير الصحيفة وتدخل الإنسان
وبعد انتهاء المقال، أشارت الصحيفة إلى أنها كتب المهمات وأعطتها للنظام "GPT-3"، الذي قام بإنتاج ثمانية مقالات مختلفة.
وكان كل منها، بحسب الغارديان، فريدا ومثيرا للاهتمام وقدم أدلة مختلفة، وبينت أنها عملت على اختيار أفضل أجزاء من كل منها، من أجل التقاط الأنماط والسجلات المختلفة للذكاء الاصطناعي.
وقالت الصحيفة إن التحرير الذي قامت به لم يختلف عن تحرير مقال رأي بشري، "ما حدث أننا اختصرنا السطور والفقرات، وأعدنا ترتيبها في بعض المواضع"، مؤكدة أنه "بشكل عام، استغرق التحرير وقتا أقل من العديد من مقالات الرأي البشرية".
تشكيك وجدل
وشككت بعض المواقع بالمقال، وقالت إن التدخلات غير المعلنة التي قامت بها صحيفة "الغارديان" جعلت من الصعب الحكم على ما إذا كان نظام "GPT-3" أو محررو الصحيفة مسؤولين بشكل أساسي عن الإخراج النهائي".
وقال دانيال لوفر، الذي يعمل لمصلحة متصفح "موزيلا"، إن المقال يعد "مزحة فائقة".
وغرد لوفر بالقول: "كانت ممتعة حقا رؤية المقالات الثمانية التي أنتجها النظام بالفعل، لكن تحريرها وتقسيمها بهذه الطريقة لا يفعلان شيئا سوى المساهمة في الضجيج وتضليل الأشخاص الذين لن يقرأوا المطبوعات الدقيقة".
— Daniel Leufer (@djleufer) September 9, 2020
— Daniel Leufer (@djleufer) September 8, 2020
بدوره، قال الخبير التقني جاري ماركوس: "عار على صحيفة الغارديان انتقاء ما تريد، وبالتالي تضلل القراء الساذجين؛ للاعتقاد بأن نظام GPT3 أكثر تماسكا مما هو عليه في الواقع".
— Gary Marcus (@GaryMarcus) September 8, 2020
وقال موقع "ذا نيكست ويب" إن "مشروع صحيفة الغارديان هو مثال على المبالغة في تضخيم وسائل الإعلام للذكاء الاصطناعي، سواء من ناحية إيجابية أو من ناحية سلبية".