هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتبر خبراء سياسيون فلسطينيون أن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي كشف عن التوجهات الحقيقية للقيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، عبر مشاركته في تنفيذ أجندة بعض الدول العربية.
وبحسب تصريحات الخبراء لـ"الأناضول" فإن الاتفاق أفصح عن أن "دحلان" تحول إلى أداة لتمرير مخططات الإمارات، وبعض الدول الأخرى.
وروجت صحف إسرائيلية في تقارير منفصلة ترجمتها "عربي21" أن اتفاق التطبيع الإماراتي يمهد لإعادة دحلان إلى الساحة الفلسطينية.
وفي 13 آب/ أغسطس الماضي،
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن توصل الإمارات والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق لتطبيع
العلاقات بينهما.
وقوبل الاتفاق
الإماراتي الإسرائيلي بتنديد فلسطيني، وتأييد ثلاث دول عربية: عمان ومصر والبحرين،
إلى جانب تأييد "دحلان".
اقرأ أيضا: كاتبة إسرائيلية: اتفاق الإمارات يعيد دحلان للساحة مجددا
وعن هذا التأييد، قال
عبد المجيد سويلم، الخبير بالشأن الفلسطيني، إن "اتفاق التطبيع أكبر من شخص
دحلان، وقد كشف تأييده للاتفاق أن هناك ما يربطه بالإمارات".
وتابع: "الاتفاق
كشف عن توجه القيادي المفصول المناوئ للحق الفلسطيني، ولإجماع الفصائل التي ترى في
الاتفاق خطرا على القضية الفلسطينية".
واستبعد المتحدث "سهولة
عودة دحلان للمشهد السياسي الفلسطيني، نتيجة الرفض الشعبي والفصائلي لتياره".
ووفق سويلم، فإن
"لدى الشعب الفلسطيني هموما ومشاكل وقضايا أكبر من أن يفكر بشخص دحلان وعودته".
من جانبه، رأى أيمن
يوسف، أستاذ العلوم السياسية، في الجامعة العربية الأمريكية بمدينة جنين (شمال الضفة)، أن لاتفاق التطبيع تأثيرا على الأبعاد السياسية والاستراتيجية للقضية
الفلسطينية، وستنعكس عليها بشكل مباشر.
وأضاف: "لا أعتقد
أن الاتفاق سيؤثر إيجابا على تيار دحلان، فعمق التيار في الشارع الفلسطيني ما زال
ضيقا، وهناك مقاومة مجتمعية لهذا التيار، ومثل هذا التحول في تبني الاستراتيجيات".
وقال: "دحلان
وتياره (الموالون له)، تحولا إلى أداة بيد بعض الأنظمة العربية وخاصة الإمارات
وبشكل مجاني".
واستبعد المتحدث، قدرة
دحلان على العودة للحكم في السلطة الفلسطينية، عبر بوابة الإمارات، وحتى إسرائيل.
وتوقع أستاذ العلوم
السياسية، استغلال التيار لإثارة بعض الإشكاليات في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكي
يروج لنفسه بأنه البديل.
وبحسب يوسف، فإن
"العمق الشعبي الفلسطيني، وعدالة قضيته، ومدى واقعية اتفاق التطبيع ستكون
عوائق أمام تيار دحلان".
وقال: "في المدى
القصير، والمتوسط لن يكتب لتيار دحلان النجاح، رغم محاولات تسويقه للفلسطينيين على
أنه البديل".
وأشار إلى أن
"تيار دحلان هو الوحيد فلسطينيا الذي أيد اتفاق التطبيع، ما يعني أنه شذ عن
الإجماع الفلسطيني".
بدوره، ذهب الباحث
الفلسطيني بمؤسسة "يبوس" للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، سليمان
بشارات، إلى أن مستقبل دحلان السياسي مرهون بعدة محددات، أولها الدعم السياسي
الخارجي أمريكيا وعربيا، وهذا ربما حصل عليه من خلال الأدوار التي لعبها سابقا.
اقرأ أيضا: موشيه إلعاد: الإمارات تخطط لعودة دحلان للساحة الفلسطينية
أما المحدد الثاني،
بحسب بشارات، فهو "القبولية الفلسطينية"، فما زال هناك عدم وجود مقبولية
كبيرة على المستوى السياسي ابتداء من رئيس السلطة الفلسطينية وصولا لعديد من
القطاعات المهمة وهذا واضح منذ إقصائه من حركة فتح، بالإضافة إلى عدم قبوله شعبيا.
ووفق بشارات، فإن
المحدد الثالث، وربما الحاسم، هو القدرة المستقبلية له في تجنيد دعم مالي وسياسي
يجعل الأطراف الرئيسية السياسية في السلطة الفلسطينية ترى أنه مخلص لها من واقع
يتأزم مع مرور الوقت.
وأضاف: "يحاول
دحلان استغلال علاقاته (الإماراتية الأمريكية الإسرائيلية)، لكي يحقق تجنيد هذا
الدعم المالي والسياسي".
واستطرد: "الرئيس
الفلسطيني محمود عباس، عقبة أساسية أمام تحقيق أهداف دحلان للعودة للضفة الغربية،
والعودة للمشهد السياسي".
وفي الوقت نفسه، قال
بشارات إن "الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يعزز من دور دحلان، وقد يحاول
استغلاله لتعزيز مجموعة من القوى أو الجماعات السياسية أو المؤسسات المغلفة
بالغطاء الاجتماعي والخيري في الضفة الغربية بشكل خاص لبناء القاعدة الشعبية أو
الحاضنة التي قد تسهل عليه العودة في حال توفر حالة الفراغ السياسي الذي ينتظره".
والإمارات هي أول دولة
خليجية تقيم علاقات رسمية مع الاحتلال الإسرائيلي، وثالث دولة عربية بعد مصر (1979) والأردن
(1994).