هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "كويداتي بلوس" الإسبانية تقريرا، فسرت فيه عملية التنويم المغناطيسي ومراحلها، وكيفية الاستفادة منها في المجال الطبي، ومختلف الخرافات والأفكار المغلوطة التي ترتبط بهذه الممارسة.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أغلب الناس سبق لهم أن شاهدوا عرضا مسرحيا أو رسوما متحركة أو برنامجا تلفزيونيا، يتم فيه استضافة منوم مغناطيسي يقوم بالتلاعب بشخص وافق على أن يتم تنويمه.
ولكن أغلب هذه العروض والتجارب ليست إلا فقرات للترفيه والضحك، وهذه الفكرة كما ينظر إليها كثيرون هي محض خيال، لأننا في الواقع لا يمكن أن نقوم بأفعال عكس مشيئتنا أو نتصرف ونحن نيام، استجابة لأوامر المنوم.
وفي نفس الوقت تؤكد المجلة أن هذه الممارسة ليست مجرد ألعاب سحرية أو عروض ترفيهية مثيرة، بل قد تكون لها تأثيرات علاجية عند استخدامها في إطار التنويم المغناطيسي السريري، الذي يمارسه بعض علماء النفس والأطباء لتخفيف بعض الأعراض الجسدية أو العقلية التي يعاني منها المريض.
وتقول المجلة إن هنالك عديد المجالات التي يتم البحث فيها الآن لفهم كيفية الاستفادة من التنويم المغناطيسي الذي تم إثبات قدرته على تخفيف الآلام الحادة والمزمنة، وبعض المشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب والأرق، إلى جانب التخلص من بعض العادات السيئة كالتدخين واضطرابات الأكل.
اقرأ أيضا: 5 عادات للأشخاص ذوي الشخصية المغناطيسية.. كيف تتقنها؟
ويستخدم الأطباء أيضا التنويم المغناطيسي في مجالات علاجية أخرى، مثل إعداد المريض للخضوع لعملية جراحية، أو تحضير المرأة للولادة، إلى جانب الاستفادة من هذا التنويم في علاج الأورام واضطرابات الجهاز الهضمي والربو وارتفاع ضغط الدم.
وتضيف المجلة أن التنويم المغناطيسي يمكن الاستفادة منه أيضا لعلاج الاضطرابات المتعلقة بالتناغم بين العقل والجسد، وهو يساعد أيضا على تحسين بعض جوانب الشخصية مثل تعزيز الثقة في النفس والشعور بالأمان والتخلص من الرهاب، إلا أن دوره يبقى التخفيف والمساعدة وهو في حد ذاته ليست علاجا نهائيا.
وتنقل المجلة عن الأخصائية النفسية لورينا بلمونتي، الأستاذة في جامعة مورسيا الإسبانية قولها: "في الواقع التنويم المغناطيسي هو ظاهرة طبيعية موجودة في الإنسان، وهو لا يتعدى كونه القدرة على توجيه التركيز بشكل كامل نحو أمر محدد، وإذا قام الإنسان بربط عقله بالمشكلة الصحية التي يعاني منها، وذلك بشكل عاطفي وليس عقلاني، فإنه سوف يشعر بأن كل شيء يتدفق سلسا وبسيطا وطبيعيا".
وتؤكد بلمونتي، الخبيرة في التنويم المغناطيسي السريري، أنه من وجهة نظر العلم فإن التنويم المغناطيسي ليس إلا أداة للعلاج النفسي، إذا تم فهمه والعمل على تطويره فإنه يسمح للمريض بالدخول إلى عقله وتحقيق تغييرات طبيعية وسهلة وسريعة.
وتقول المجلة إن عملية التنويم المغناطيسي تعتمد على فهم الجزء الواعي من الدماغ، وهو الذي يكون عادة مرتبطا بالعواطف والتصرفات الآلية.
وبحسب لورينا بلمونتي فإن المعلومات يتم تخزينها خلال حياة الإنسان في جزء من الدماغ الذي يسمى النصف الأيمن. وأكثر عمليات هذا الجزء من الدماغ تكون واعية، ولكن هذا الأمر قد يتوقف بسبب ظروف معينة أو بسبب عوامل خارجية لا نعلمها، حيث يمكن التحكم في الدماغ وتحويله نحو أنماط فكرية وعاطفية، وهو الجزء الذي ينتج طرق التفكير والروابط والمشاعر والتصرفات آليا وبشكل مرتبط بشخصية الإنسان.
وتذكر المجلة أن هنالك نوعين من التنويم المغناطيسي، الأول هو الكلاسيكي الذي يعتمد على التوجيه المباشر، وله تأثيرات محددة وواضحة ويستخدم في استشارات الصحة العقلية. هذا النوع من التنويم المغناطيسي يحدث في عقل الإنسان، حيث يجلس المريض ويحاول التركيز على الرسائل التي يستمع لها.
اقرأ أيضا: إليك قائمة بالحقائق العلمية التي لم نتعلمها في المدرسة
وتضيف المجلة أن هناك نوعا ثانيا يسمى التنويم المغناطيسي الإيريكسوني، نسبة إلى الدكتور ميلتون إيريكسون عالم النفس الأمريكي، وهو النوع غير المباشر الذي يستخدم الاستعارات الكلامية التي تناسب احتياجات المريض، وتساعده على الاتصال بمشاكله وتشجع لاوعيه على التأقلم.
أكاذيب بشأن التنويم المغناطيسي
وتؤكد بلمونتي أن التنويم المغناطيسي ليست عملية فقدان للسيطرة على النفس أو النوم، بل على العكس من ذلك هو عملية ذهنية وتوجيه للتركيز. كما أنه من غير الصحيح أن الشخص الذي يتم تنويمه يمكن توجيهه للقيام بأشياء عكس إرادته، أو جعله يبقى في حالة نشوة.
وتوضح هذه الخبيرة أن التنويم المغناطيسي لا يشفي الاضطرابات في الجسم، بل هو مجرد أداة مفيدة لعلم النفس، يمكن استخدامها إلى جانب العلاج النفسي وذلك من أجل تخفيف بعض الأعراض أو إحداث تغييرات. كما أن التنويم المغناطيسي لا يساعد على تقوية الذاكرة أو تذكر أشياء نسيها الإنسان.
كيف تبدو حصة التنويم المغناطيسي
وتقول المجلة إن هذه الحصة تتكون أساسا من عملية المحادثة ثم الدخول والتدخل والخروج من حالة النشوة، وقد تتغير هذه المراحل بحسب نوعية التنويم، إذا كان كلاسيكيا أو باستخدام أسلوب إيريكسون.
ويتم تنظيم جلسات تمتد 45 دقيقة، تخصص في البداية للتقييم وفهم ما يحدث مع الشخص، ومعرفة ما إذا كان يرغب في متابعة هذا النوع من العلاج. بعد ذلك يتم تدريب عقله للدخول في مرحلة التنويم. أما عملية التنويم المغناطيسي في حد ذاتها فهي تستمر نصف ساعة تقريبا. وعدد هذه الجلسات يختلف بحسب عدة عوامل، ولكن بشكل عام فإن استخدام هذا الأسلوب يمتد بين اثنتين وست حصص.
التنويم المغناطيسي لعلاج اضطرابات الأكل
ونبهت المجلة إلى أن الأخصائيين لا ينصحون باستخدام أسلوب التنويم المغناطيسي مع المريض الذي لا يمتلك الثقة في هذه العملية، أو إذا كان يعاني من الصرع أو اضطرابات الطيف الذهاني.
وأشارت إلى أن هنالك مقاربة جديدة لعلاج اضطرابات الأكل، وذلك من خلال استخدام جلسات التنويم المغناطيسي، لتخفيف المشاكل التي تسبب هذه الاضطرابات مثل نقص التقدير للذات أو التوتر والاكتئاب، إلى جانب تشجيع المريض على تناول أطعمة صحية كان يقاطعها وربطها لديه بالمشاعر الإيجابية، وحماية نفسه من الانتكاسات التي قد تحدث.