وأديب (48 عاما) من مدينة طرابلس حاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية- الوكالة الوطنية اللبنانية
في
لحظة فارقة ومفصلية في تاريخ لبنان الحديث، كلف الرئيس اللبناني ميشيل عون الدكتور
مصطفى أديب بتشكيل الحكومة اللبنانية القادمة.
ويأتي
تكليف أديب بعد تصويت 90 نائبا لاختياره رئيسا للحكومة من أصل 128، في الاستشارات النيابية.
وللمرة
الثانية يجري تكليف رئيس حكومة لبنانية من خارج الشخصيات الحزبية المعروفة، ما
يشير إلى دقة المرحلة من جهة، وإلى الضغوط الشعبية المتزايدة التي باتت تطالب
باستبعاد كامل الطبقة السياسية من جهة ثانية.
وجيء
بأديب من برلين التي يشغل فيها منصب سفير لبنان ليقود ربما أخطر مرحلة يمر بها
لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 1989.
وربما
يحظى أديب ابن طرابلس بفرصة إذ إن زعماء الطوائف يمرون بأضعف لحظاتهم، فمن
كان يظن أن يرحب أمين عام حزب الله اللبناني بمبادرة فرنسية ويعلن توافقه مع دعوات
باريس لعقد سياسي جديد بلبنان.
ومن
هنا يأتي تفاؤل أديب الذي قال في أول تصريح بعد تكليفه: "ندعو الله أن يتم تشكيل الحكومة
بأسرع وقت ممكن"، مؤكدا أن ذلك سيتم في وقت قياسي.
وتابع:
"الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلناها بناء على أن كل القوى السياسية تفهم
ذلك".
وأديب
(48 عاما) من مدينة طرابلس، شمالي لبنان، حاصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم
السياسية، وتولى في عام 2000 منصب مستشار ومدير مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حتى
تعيينه سفيرا لبلاده لدى ألمانيا في يوليو/ تموز 2013.
ولد أديب في 30 آب/ أغسطس عام 1972 في طرابلس
(شمال لبنان). وحاز على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية من جامعة مونبيليه
بفرنسا، وهو متزوج من امرأة فرنسية وله خمسة أولاد.
ورغم أن الزعامات السياسية والطائفية في لبنان تمارس اليوم، سياسة
الانحناء للعاصفة، بعد كارثة انفجار بيروت والاحتجاجات الضخمة التي شهدها البلد
جراء سوء الخدمات والتدهور الاقتصادي، وربما يساعد ذلك بوجود الضغط الفرنسي
والغربي عموما في سرعة تشكيل الحكومة، إلا أن أديب ستظل عيونه مركزة على الشارع
اللبناني المشتعل وكيف سيتعامل مع ذلك.
سيساعد أديب أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، وإن كان قريبا من الرئيس ميقاتي وشغل مناصب حكومية عدة،
كما أنه ليس غريبا عن "السراي" مقر الحكومة اللبنانية، حيث ارتاده طيلة
وجود ميقاتي فيه رئيسا للحكومة، ويعرف كيف يتعامل مع الإعلام، وكما ينقل صحفيون
فإنه غاية في
اللباقة والتهذيب، إضافة إلى كفاءة عالية في الأداء، وفق صحيفة النهار.
بدأ أديب حياته المهنية مدرسًا للقانون
الدولي العام والقانون الدستوري والجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية في جامعات مختلفة
في لبنان وفرنسا. وفي العام 2000، بدأ التدريس في كلية بيروت الحربية، وأصبح أستاذاً
متفرّغاً في الجامعة اللبنانية.
تولّى منصب مستشار رئيس الحكومة السابق
نجيب ميقاتي منذ العام 2000 وحتى تعيينه في 18 تموز/ يوليو 2013، في منصب سفير
الجمهورية اللبنانية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية. وكان في عامي 2005 و2006،
مثّل ميقاتي، كرئيس حكومة، أمام اللجنة الخاصة المكلفة بوضع قانون الانتخابات الجديد.
وأديب هو أيضًا رئيس الجمعية اللبنانية
للقانون الدولي، والجمعية اللبنانية للعلوم السياسية، وعضو في جمعية خريجي الجامعات
الفرنسية، والجمعية العربية للعلوم السياسية، والجمعية الدولية للقانون الدستوري،
والمرصد من أجل السلم الأهلي الدائم.