أثارت تسريبات إعلامية حول صحة رئيس الوزراء البريطاني،
بوريس جونسون، لغطا حول احتمال استقالته خلال أشهر، وهو ما دفعه للتعليق.
وكانت صحيفة التايمز أوردت في عمودها الشهير "
مفكرة التايمز"، نقلا عن امرأة قالت إنها تحدثت مع هامفري ويكفيلد، والد زوجة كبير مستشاري جونسون، دومنيك كامينغز، أن جونسون ما زال يعاني من آثار إصابته بفيروس
كورونا في نيسان/ أبريل الماضي، وأنه قد يستقيل خلال ستة أشهر.
وكان جونسون قضى أسبوعا في المستشفى، خمسة أيام منه في قسم العناية المركزة، بسبب إصابته بالفيروس، لكنه عاد لممارسة مهامه الحكومية بشكل كامل بعد أسابيع قليلة.
ونُسب إلى ويكفيلد تشبيهه جونسون بحصان أصيب، لكنه عاد للعمل سريعا، وقال: "إذا أعدت حصانا للعمل وهو ما زال يعاني من الإصابة، فإنه لن يتعافى نهائيا"، موضحا أن جونسون ما زال يعاني من آثار طويلة الأمد نتيجة الإصابة بالفيروس.
وبحسب المرأة التي نقلت عنها الصحيفة، فإنها تحدثت لويكفيلد خلال رحلة سياحية إلى قلعة يملكها في منطقة نورث ثمبرلاند في شمال شرق إنكلترا.
وويكفيلد هو والد ماري، زوجة كامنغز الذي تعرض لكثير من الانتقادات في الأشهر الماضية؛ بسبب خرقه الإجراءات الحكومية الخاصة بمواجهة كورونا، حيث سافر لمنزل والديه، رغم أنه كانت تظهر عليه أعراض مشابهة لكورونا. كما أثار كامنغز الكثير من التساؤلات عن نفوذه في الحكومة وعلى قرارات جونسون.
رد جونسون
من جهته، قلل جونسون من شأن هذه المعلومات، ووصفها بأنها "لا معنى لها".
وقال رئيس الوزراء البريطاني المحافظ خلال زيارة إلى مقاطعة ديفون الثلاثاء، ردا على أسئلة الصحفيين: "إذا كان هناك شيء ما، فإنا أشعر بأنني بت في حال أفضل كثيرا، حيث فقدت بعض الوزن".
وكان جونسون قد أبلغ صحيفة الصاندي تايمز، في أيار/ مايو الماضي، بأنه احتاج للكثير من الأوكسجين خلال مرضه، وقال إن الأطباء كانوا يعدون الترتيبات لاحتمال وفاته.
وقال حينها: "كانت لحظة صعبة، لن أنكر ذلك. كانت لديهم (الأطباء) استراتيجية للتعامل مع سيناريو مشابه لوفاة ستالين". وأضاف: "لم أكن في الوضع الاعتيادي الرائع، وكنت أعلم أنه تم وضع خطط للمرحلة التالية".
وقد أشارت عدة تقارير بعد خروج جونسون من المستشفى إلى أن صحته ما زالت سيئة. لكن مكتب رئيس الوزراء يحرص على تبديد الشكوك بشأن ما يتردد على الآثار الصحية طويلة الأمد التي خلفها الفيروس. وفي هذا السياق، تم توزيع صور لجونسون وهو يمارس التمارين الرياضية، للإشارة إلى أنه بصحة جيدة.
وكان جونسون قد خلف تيريزا ماي في رئاسة
حزب المحافظين ورئاسة الوزراء، في تموز/ يوليو 2019، ثم حقق مع حزبه فوزرا كبيرا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في كانون الأول/ ديسمبر. ويفترض نظريا أن يبقى في منصبه حتى موعد الانتخابات القادمة عام 2023.
مصير جونسون
من جهته، تساءل الكاتب في صحيفة
الإندبندنت، شون أوجرادي، عما إذا كان جونسون يقترب من نهايته.
وأشار الكاتب إلى التخبط في قرار جونسون خلال أزمة كورونا، وآخرها وقوفه ضد ارتداء الكمامات في المدارس الثانوية، قبل أن يتراجع ويترك الأمر لتقدير إدارات المدارس، التي يفترض أن تفتح أبوابها مجددا في الرابع من أيلول/ سبتمبر القادم.