هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز
ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن
اكتشاف بلاده أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي في تاريخها، بحجم مبدئي يقدر بحوالي
320 مليار متر مكعب.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الخبراء الغربيين يعتقدون أن تركيا بعد
هذا الاكتشاف العظيم ستتوقف عن شراء الغاز الروسي، مما سيعرض مشروع السيل التركي
للخطر.
وأضاف الموقع أن حقل
الغاز الذي وقع اكتشافه حديثا في البحر الأسود من قبل سفينة الحفر
"فاتح" يقع بالقرب من حدود رومانيا وبلغاريا. وقال الرئيس رجب طيب
أردوغان في مؤتمر صحفي انعقد يوم 21 أغسطس/آب إن بلاده تدخل حقبة جديدة.
وحسب التقديرات تبلغ
هذه الاحتياطيات حوالي 320 مليار متر مكعب، وستواصل أنقرة العمل البحثي في هذا
المجال. وأوضح أردوغان أن الاحتياطيات المكتشفة ليست سوى جزء من الموارد.
وذكر الموقع أن تركيا
تعتمد حتى الآن على إمدادات الغاز الأجنبية، بما في ذلك الروسية. وقبل وقت قصير من
الإعلان الرسمي، أفادت مصادر تابعة لوكالة "رويترز" بأنه تم العثور على
ما بين 800 مليار و26 تريليون متر مكعب من الغاز في المياه الإقليمية التركية،
وستكفي هذه الاحتياطيات تركيا لمدة عشرين سنة، مما يدعو البعض للتساؤل حول مستقبل
إمدادات تركيا من الغاز الروسي.
ونقل الموقع عن
كريستوف ميركل، العضو المنتدب لشركة "ميركل إنرجي للاستشارات"، أنه
"من غير المفاجئ ظهور اكتشافات جديدة، وقد تكون دول مثل بلغاريا وأوكرانيا
واليونان، من أشد المهتمين بشراء هذا الغاز إذا قررت تركيا تصديره. واعتمادا على
حجم الاكتشاف، من المتوقع أن تتراجع عمليات الاستيراد عبر خط السيل التركي".
مع ذلك، يؤكد محللون
آخرون أن السعر والطلب على الغاز وصل أدنى مستوياته التاريخية بسبب الظروف التي
يمر بها العالم حاليا، لذلك من غير الواضح مدى ربحية إنتاج الغاز التركي وما إذا
كانت أنقرة ستقوم بتصديره.
ونقل الموقع عن المحلل
البارز في الصندوق الوطني لأمن الطاقة، إيغور يوشكوف، أنه من الضروري انتظار
المراجعة الرسمية لحقل الغاز التركي قبل التحدث عن مدى ربحيته.
ويضيف يوشكوف أن
"الاحتياطيات التي تم العثور عليها، والتي يقدر حجمها بـ320 مليار متر مكعب،
ليست كبيرة الحجم. من الممكن استخراج الغاز من هناك لفترة طويلة، لكن لن يكون حجم
الإنتاج السنوي كبيرا جدًا. وبالنظر إلى عمق البحر الأسود وتكلفة الإنتاج العالية،
يتساءل الكثيرون عن الخيار الأكثر ربحية بالنسبة لتركيا في الظروف الحالية، سواء
كان شراء الغاز أو إنتاجه بشكل خاص، وهو أمر غير مكلف وغير مربح في الوقت
ذاته".
وأشار يوشكوف إلى أنه
"لا شيء يهدد إمدادات الغاز الروسي على المدى القصير. وتواجه روسيا مشاكل
أخرى مثل مشتريات أنقرة البديلة والأسعار المنخفضة في الأسواق، مما يسمح لتركيا
بشراء الكثير من الغاز الطبيعي المسال وبتكلفة زهيدة. وفي الحقيقة، أصبحت السوق
التركية أكثر قدرة على المنافسة، مما يحرم روسيا من مركزها السابق، عندما كانت
تركيا ثاني أكبر مورد للغاز الروسي".
كما أعرب الخبير عن
ثقته في استمرار الطلب على مشروعي السيل التركي وبلو ستريم، مشيرا إلى أن التنقيب
عن الاحتياطيات الكبيرة لا يعني البدء فورا في استخراجها. فعلى سبيل المثال، قبل
بضع سنوات، اكتُشف واحد من أكبر مصادر الغاز الصخري في بولندا، ولكن حتى الوقت
الراهن، لم يستخرج متر مكعب واحد منه.
ووفقا لما ذكره الخبير، يمكن أن يبدأ إنتاج
الغاز التركي بعد خمس أو سبع سنوات، الأمر الذي سيهدد مصالح روسيا حينها.
وأورد الموقع أن
اكتشاف حقول غاز بالنسبة لتركيا لا يعود عليها بفوائد اقتصادية فقط، بل بمزايا
جيوسياسية أيضا، وسيسمح لها ذلك بتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة وتجاهل صفقات
الغاز مع روسيا والقوى الأخرى التي تشتري منها الطاقة.