هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة إسرائيلية، الجدل المثار حول رغبة الإمارات بشراء طائرات أف-35 الأمريكية، والحديث أن هذه الصفقة، جرى إدراجها ضمن بنود اتفاقية التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب، برعاية رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
وأشارت
صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال ترجمته "عربي21"، إلى أن
الكونغرس الأمريكي أقرّ تشريعا خاصا، يتطلب من الولايات المتحدة "إجراء
مشاورات مع إسرائيل، قبل توقيع صفقات الأسلحة في الشرق الأوسط"، موضحة أن
"إسرائيل لديها ما يشبه حق النقض على أمريكا وليس العكس".
ولفتت
الصحيفة إلى أنه في عام 1994، حصلت على الولايات المتحدة على موافقة إسرائيلية من
رئيس الحكومة آنذاك إسحاق رابين، لأجل السماح للرئيس الأمريكي بيل كلينتون ببيع
طائرات مقاتلة أمريكية من طراز أف-16 إلى الإمارات العربية المتحدة.
وتابعت
الصحيفة: "في عام 2020، السؤال هو ما إذا كانت إسرائيل ستوافق أيضا على بيع
مقاتلات أف-35 الأمريكية إلى أبو ظبي، بعد صناعتها للسلام مع تل أبيب"، معتبرة
أن "الواقع مجنون ويفوق الخيال، حينما تنتظر دولة عظمى أخرى صغيرة للحصول على
إذن سماح".
اقرأ أيضا: NYT: واشنطن تخطط لبيع F-35 إلى الإمارات رغم رفض الاحتلال
وتساءلت:
"من أين يأتي هذا الجنون الذي سمح لإسرائيل بإفشال صفقات السلاح بين دول
أخرى"، منوهة إلى أن "الغواصات الألمانية إلى مصر كانت تعتمد على موافقة
تل أبيب، رغم أن السلام بين القاهرة وإسرائيل مقام منذ فترة طويلة".
وأكدت الصحيفة أن "هذا يدلل على قوة اللوبي الإسرائيلي واليهودي في واشنطن، وما تمتلكه إسرائيل من نفوذ قوي على ألمانيا أيضا"، مشيرة إلى أن تل أبيب حاولت إفشال صفقة بيع خمس طائرات أمريكية إلى السعودية، عام 1986، لكن الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان رفض هذا التدخل، وباع الطائرات.
ورأت
الصحيفة أن النفوذ الإسرائيلي على الولايات المتحدة "لا يشتكي منه أحد، لكن
هل سيستمر إلى الأبد؟"، مضيفة أن تل أبيب تعتقد أن لديها حقا وحيدا بتسليح
نفسها من كل العالم، بالمقابل طلبت نزع السلاح من الدولة الفلسطينية
"الخيالية، التي لن تنشأ أبدا".
اقرأ أيضا: يديعوت: الإمارات طبّعت لأجل طائرات أف-35 لا لوقف الضم
وفسّرت
الصحيفة الإسرائيلية "استئذان" القوى العظمى من تل أبيب قبل بيعها
السلاح لمنطقة الشرق الأوسط، بالقول؛ إن "اللعبة تتمثل في التفوق العسكري
النوعي لإسرائيل، حتى على الدول التي ليس لديها أي فرصة تقريبا لخوض حرب
معها".
وشددت
على أن الرؤية الإسرائيلية تتمثل بأنه "ربما سيحدث تغيير في هذه الأنظمة يوما
ما"، مضيفة أنه "بحال حدث تغيير، من يستطيع أن يضمن عدم ظهور زعيم، يريد
غزو الشرق الأوسط كله؟".
وبحسب
"هآرتس"، فإن "إسرائيل تفعل كل ما بوسعها لإبعاد الأسلحة عن
الآخرين، لكن من المستحيل تجاهل مسألة جدوى هذا السلوك والابتزاز، وإذا ما كان
سيؤتي ثماره إلى الأبد"، لافتة إلى أن التساؤل من ناحية أخرى: "كيف
يُسمح لإسرائيل بامتلاك طائرة أف-35؟".