أكدت
صحيفة عبرية أن
الإمارات تسعي للبروز بشدة، كي تصبح قوة عظمى إقليمية، زاعمة أن
اتفاق التطبيع مع "
إسرائيل" يساهم في دفعها من الهامش إلى المركز.
الغسيل
القذر
وأوضحت
صحيفة "
معاريف" في مقال للباحثة في شؤون الإمارات في معهد
"ميتافيم" وفي مدرسة "حايكين الاستراتيجية" التابعة لجامعة
حيفا العبرية، موران زاغا، أن "الإمارات من الدول النشطة الفاعلة في السياسة
الخارجية".
وتساءلت:
"كيف للإمارات التي أعلنت مقاطعة قطر، وهي غارقة في حرب اليمن وليبيا، أن
تصبح رمزا للسلام في الشرق الأوسط؟".
واعتبرت
أن "كل هذه الخطوات يمكن تفسيرها بتطلع أبو ظبي كي تكون مؤثرة ورائدة،
وبخلاف جاراتها العربية في الخليج، توجد لديها كل الأوراق والقدرات لعمل ذلك..
وحرصت الإمارات في كل مرحلة منذ تأسيسها على أن تضع لنفسها أهدافا، وأن تندفع
نحوها".
في
العقد السابق، "تغيرت القيادة في معظم الإمارات التي يتشكل منها الاتحاد،
والجيل الجديد من الزعماء بدأ يملي سياسة تفعيل القوة تجاه الخارج، الرقيقة
والشديدة على حد سواء، ولهذا الغرض كانت بحاجة جرأة، وكسر قواعد تقليدية في شبه
الجزيرة العربية، وقاعدة واحدة كهذه، كانت الإبقاء على الغسيل القذر في
البيت".
ولفتت
الصحيفة إلى أن "عداء الإمارات والبحرين والسعودية لقطر تواصل لسنوات عديدة،
قبل أن تقع القطيعة السياسية، وفي 2017 كسرت أبوظبي القواعد، وخرجت في أقوال حادة
تجاه قطر، وعلى الفور قررت إغلاق المعبر البري والجوي والبحري مع الدوحة".
رغبة
البروز
وقالت:
"هذه هي خطوة متطرفة جدا، بشرت بتغيير تكتيكي في الخليج كله، وفي خلفية
الخطوة، رفعت الإمارات مستوى تدخلها في الحرب باليمن، وانشغلت بالتسلح بأسلحة
متطورة، وإلى جانب هذه الخطوات العنيفة، استخدمت القوة الرقيقة تجاه الخارج كي
تعزز نفوذها".
وأشارت
إلى أن "الإمارات كانت من أوائل الدول التي تصالحت مع بشار الأسد، واستخدمت
منظومة إنسانية من المساعدات لدول العالم العربي الضعيفة، بما في ذلك للفلسطينيين،
ولدول أخرى في العالم".
ورأت
الباحثة في مقالها أن "كل هذه الخطوات تشهد على رغبة شديدة لدى الإمارات كي
تصبح قوة عظمى إقليمية، وبقدر كبير فإنها تعمل هكذا بالفعل في السنوات الأخيرة،
والكثير لا يفهم ذلك اليوم"، بحسب زعمها.
وزعمت
أن "اتفاق التطبيع مع إسرائيل يشكل وتدا آخر في مبادرات القوة الرقيقة
للإمارات، ويبث رغبتها في البروز في المنطقة".
وفي
مقارنة بين تأسيس الإمارات وإقامة "إسرائيل" على أرض فلسطين المحتلة،
وجدت الباحثة أن هناك تشابها بين الطرفين، وذكرت أن "التحولات التي اجتازتها
الإمارات تذكر بانطلاق إسرائيل في كل المجالات؛ الاستيطان، العلم والتكنولوجيا،
الثقافة، الأمن، صناعة الفضاء، خلق لوبي سياسي في نقاط أساسية في العالم، وغيرها".
وأكدت
"معاريف" في نهاية مقالها، أن "الاتفاق بين إسرائيل والإمارات يدفع الأخيرة إلى الأمام خطوة أخرى، من هوامش شبه الجزيرة العربية إلى مركز الشرق
الأوسط".