علقت نخب يمنية على المسيرة الحاشدة التي شهدتها محافظة شبوة ضد ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم
إماراتيا.
وجاب آلاف المتظاهرين، شوارع عدة في مدينة عتق،
عاصمة المحافظة، رافعين شعارات مؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي، وطالبوا بتشغيل
ميناء بلحاف، الذي حولته قوات التحالف السعودي الإماراتي إلى ثكنة عسكرية منذ
سنوات.
وحظيت الحشود التي خرجت استجابة لدعوة
"الائتلاف الوطني الجنوبي"(مكون سياسي مؤيد للشرعية)، باهتمام واسع في
الأوساط الحكومية والسياسية في البلاد.
"ليس
بجديد"
وتعليقا على المسيرة، كتب حاكم شبوة، محمد صالح
بن عديو عبر تويتر: "ليس جديدا، ولا غريبا؛ أن يقف أبناء شبوة مع شرعية فخامة
الرئيس المشير عبدربه منصور هادي ومع الدولة ومؤسساتها".
وقال ابن عديو؛ "إن كانوا قد احتشدوا اليوم
للتعبير سلما عن موقفهم الداعم للشرعية، فقد دافعوا عنها قبل ذلك بأرواحهم وقاوموا
مشاريع الانقلاب والتمرد عليها وحددوا
خياراتهم بالانحياز لها"، على حد قوله.
من جانبه، علق السفير
اليمني لدى ماليزيا، عادل
باحميد أن الفعالية التي شهدتها محافظةُ شبوة الأحد، أرسلت العديد من الرسائل
المهمة في العديد من الاتجاهات، وحريٌّ بالجميع أن يستوعبها.
وقال باحميد في صفحته بـ"فيسبوك"، إن
توقيت هذه المسيرة حرج وبالغ الحساسية مع الذي يمرّ به اليمنُ والمنطقة بشكلٍ عام،
وأضاف أن توقيتها في وقت يشهد عودة لدوران عجلة
اتفاق الرياض من جديد، بعد جهودٍ مُضنية من الشقيقة الكبرى، وتَفهّمٍ وتغليبٍ
للمصلحة الوطنية العليا من القيادة الشرعيّة الدستورية، وعودةٍ محمودةٍ من الإخوةِ
في المجلس
الانتقالي الجنوبي للاصطفاف مع المشروع الوطني لدحر الانقلاب الحوثي
الإيراني الذي يهدد الجميع.
وبحسب السفير اليمني، فإن فعالية شبوة أعادت
التوازنَ المفقودَ للشارعِ الجنوبي، الشارع الذي من الطبيعي والواقعي أن تتعدد فيه
المشاريعُ والآراءُ والأفكار، كغيره في كل البلدان والمجتمعات.
وتابع: "كما أن هناك قطاعا كبيرا في
الشارع الجنوبي يرى الانفصالَ حلّا لقضيّته وبلسما لمعاناته الطويلة، فهناك قطاع
آخر كبير يرى أن اليمن الاتحاديّ ومشروعه المستقبلي الواعد هو المخرج الآمن من كل
هذه المعاناة والألم الذي طال، وبينهما ومعهما آراء أخرى لها من ينتمي لها
ويتبناها".
وأشار إلى أنه "تبقى الرسالة الواضحةُ بلا
لبسٍ التي بعثتها الجموعُ الشبوانية أنّهُ لم يعد لسياسةِ الفكرِ الواحدِ واللونِ
الواحدِ والرأي الواحدِ والصوتِ الذي لا يعلو فوقه صوت مكان أو قبول، بل هي
حريّة التعدّد الفكريّ والسياسي، وحريّة التعبير وثقافة الرأي والرأي الآخر،
والتعايش في ظل الاختلاف والتنوع.
وأوضح الدبلوماسي اليمني أن شبوة بفعاليتها وما
سبقها من فعاليات في أبين والمهرة وسقطرى، "نسفت الادعاء بالتمثيل الشرعي
والوحيد لشعب الجنوب".
ووصف تلك المزاعم أنها "الأكذوبة التي حاول
الكثيرُ الترويجَ لها محليّا وإقليميّا ودوليّا، بل وأصبحت مصدر مشروعيتهم بما
أسموه التفويض الشعبي"، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم
إماراتيا.
وذكر السفير باحميد أن "شبوة اليوم أعادت
الألقَ للصوتِ الجنوبي الهادر، وانتصرت لقضيّة الجنوب العادلة، مشددا أنها بكل
تأكيد أعادت القضية الجنوبية والحق الجنوبي المسلوب إلى مساره الصحيح أو
تكاد"
"يصنع اليمن
الاتحادي"
من جهته، قال مستشار الرئيس اليمني، أحمد عبيد
بن دغر، إن في شبوة وأبين وحضرموت والمهرة وسقطرى (جنوب وشرق اليمن) هناك يصنع
اليمن الاتحادي الجديد، وتقال كلمة الحق، ويعلو صوت الشعب الهادر بقيم سبتمبر
وأكتوبر ومايو العظيم.
وتابع ابن دغر عبر صفحته بـ"فيسبوك":
"هناك ينتصر نور الوحدة، وينتفض الشعب اليمني دفاعا عن هويته اليمنية
وشرعيته الدستورية".
وأضاف ابن دغر: "يدرك شعبنا مكمن خطره
القادم في ثوب الإمامة العنصرية السلالية".
وبحسب مستشار هادي، فإنه لم يصمد كثيرا الوعي
المزيف، بل رفرف من جديد علم الوحدة وأنشد نشيدها الوطني، مشيرا إلى أنه "لن
تنطلي على أهلنا في بقية المحافظات الأكاذيب، وسيعود الوعي الثوري الوطني
لمنبعه".
وأكد رئيس الحكومة السابق أن "العدو هو
الحوثي وإيران".
ومضى قائلا: "لدي القناعة التامة والثقة
المطلقة أن عدن ولحج والضالع، جنوبا، لن تتأخر".
وفي الأسابيع الماضية، تظاهر الآلاف في
محافظتي أبين ( جنوبا)، وأرخبيل سقطرى
الواقعة في المحيط الهندي قبالة خليج عدن، تأييدا للشرعية ورفضا لانقلاب ما يسمى
"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من أبوظبي.