هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "وول
ستريت جورنال" إن لبنان يحاول ملأ الفراغ في السلطة وسط أسوأ أزمة تمر عليه
منذ عقود، مشيرة إلى التركيز على تشكيل حكومة جديدة، خلفا للمستقيلة برئاسة حسان
دياب.
وقالت الصحيفة في
تقرير ترجمته "عربي21"، إن "الرئيس ميشال عون، وجد نفسه أمام واقع الحفاظ
على حكومة دياب نظرا لعدم وجود خيار آخر. وقالت مها يحيى مديرة مركز كارنيغي الشرق
الأوسط في بيروت: نحن في حالة سقوط مستمر نحو الهاوية، ولو لم نشكل الحكومة
سريعا وبدأوا بتقديم نوع من خطة طريق للخروج من الهاوية فالطريق الوحيد هو السقوط".
وأشارت إلى أن "أي
حكومة جديدة، ستجد نفسها في مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية لم تمر على لبنان منذ عقود،
ونظام مصرفي مفلس ونسب بطالة عالية ونقص حاد في العملة الأجنبية. كما أنه يتعين عليها
التعامل مع المحتجين الذين يطالبون برحيل كامل النخبة السياسية التي يحملونها
مسؤولية الفساد وسوء الحكم".
وشددت الصحيفة على أن
لبنان "يواجه أيضا ضغوطا من الدول المانحة، التي تطالبه بإصلاحات سياسية
واقتصادية قبل أن تقدم حزم الإنقاذ له. وقدم دياب استقالة حكومته يوم الاثنين بعد
الانفجار القاتل، الذي خلف أكثر من 159 قتيلا، إلا أن استقالته لم تؤد لتخفيف حزن
وغضب سكان بيروت الذين شارك عدد منهم في مسيرة حزينة إلى المرفأ لتكريم الضحايا.
وقرأ المشاركون في المسيرة أسماء القتلى أمام تجمع حول المرفأ المدمر. وارتدى معظمهم
اللباس الأبيض وحملوا لافتات: حكومتي قتلت شعبي".
وقالت إنه عندما انتهت
المسيرة فقد حول المشاركون انتباههم نحو مركز بيروت وهتفوا "ثورة". وترى
الصحيفة أن استقالة حكومة دياب ترمز للكثيرين إلى انتقال لبنان من أزمة إلى أزمة.
وشكلت حكومته في كانون
الثاني/ يناير بعد الاحتجاجات نهاية 2019 التي أطاحت بحكومة سلفه سعد الحريري، وقال وزير الاتصالات السابق شربل نحاس: "لم يكن هناك أبدا حكومة، بل كانت واجهة
اختفى وراءها 6 رجال يحكمون البلد وخلال الـ 8 أشهر الماضية".
اقرأ أيضا: حصيلة جديدة لقتلى الانفجار.. وغضب مستمر رغم استقالة دياب
وقالت الصحيفة إن معظم
أفراد النخبة الحاكمة، هم من أمراء الحرب الأهلية الذين يحملهم اللبنانيون مسؤولية
عقود من الفساد الذي توج بانفجار الأسبوع الماضي.
وأصبح شعار الحشد ضد
الطبقة السياسة منذ عام 2015 "كلن يعني كلن" هو الحاضر مرة أخرى في
احتجاجات ما بعد الانفجار. ولا يمكن تشكيل حكومة جديدة بدون توافق الفصائل
اللبنانية التي تتراوح من جماعات سياسية إلى دينية.
وكانت المفاوضات في الماضي من أجل تشكيل الحكومة
تستغرق أشهرا. وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية فقد دعا رئيس البرلمان نبيه بري إلى
اجتماع عاجل مع أفراد كتلته البرلمانية.
وأشارت الصحيفة إلى
طبيعة المحاصصة الطائفية في النظام السياسي، وحصة كل طائفة في الحكم وتوزيع
الوظائف في الحكومة والمقاعد في البرلمان حسب الانتماءات الطائفية التي تتحكم في
تمثيلها مجموعة قليلة من الأحزاب السياسية. ومن المتوقع أن تلعب القوى الخارجية
دورا في تشكيل الحكومة، من إيران الداعمة لحزب الله والسعودية التي كانت تقليديا
تدعم القوى السنية، فيما تقوم الولايات المتحدة بحملة تهدف لتخفيف أثر إيران
ووكيلها حزب الله في لبنان.
ويواجه لبنان أزمة
فيروس كورونا حيث سجل يوم الاثنين 295 حالة جديدة وأربع وفيات. وتعاني المستشفيات
من ضغوط شديدة بعد الانفجار حيث تعاملت مع أعداد كبيرة من المصابين بالإضافة لمرضى
كوفيد-19.
ويتوقع برنامج الغذاء
العالمي ارتفاع أسعار الغذاء في لبنان أضعافا مضاعفة نظرا لدمار المرفأ الذي كان
يخزن فيه لبنان احتياجاته من الطعام.