هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في
بحث علمي حمل عنوان "الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه سدّ النهضة
الإثيوبي"، للباحث الدكتور وليد عبد الحي، أكد ضلوع إسرائيل في أزمة المياه
مع مصر والسودان ودورها الكبير في دعم إثيوبيا في المفاوضات والبناء فنيا
ومخابراتيا ومعلوماتيا وعسكريا عبر فريق متكامل.
وأكد
البحث المنشور في مركز "الزيتونة للدراسات والاستشارات"، وجود طابق كامل
في مبنى وزارة المياه والكهرباء الإثيوبية يقيم فيه خبراء المياه الإسرائيليون،
وهم يقدمون الخبرة التفاوضية والفنية للفرق الإثيوبية.
واستشهد
البحث بتصريحات وزير الري والمياه المصري السابق محمد نصر علام، التي أشارت لدور خبراء
المياه الإسرائيليين في أزمة سد النهضة، وهو الأمر الذي كرره مسؤولون سودانيون من
ذوي العلاقة بالمؤسسات الخاصة بالري والمياه. كما أعاد ذكره نائب رئيس الأركان
المصري محمد علي بلال في أيار/ مايو 2013 متحدثا عن وجود أعداد كبيرة من
الإسرائيليين يعملون في السد الذي يتم بناؤه بتمويل غربي وأمريكي (البنك الدولي،
وإيطاليا، وبنك الاستثمار الأوروبي)، وبنك التنمية الإفريقي، والصين، وإسرائيل.
كما
استشهد بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، التي قالها خلال
زيارته إلى إثيوبيا في تموز/ يوليو 2016 ضمن جولة في دول الشرق الإفريقي، حيث أعلن
عن سعادته لأنه أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور إثيوبيا، وأكد استعدادهم لتقديم
العون التكنولوجي لإثيوبيا لاستكمال مشاريعها مركزا في خطابه أمام البرلمان
الإثيوبي على قطاع الزراعة، وقد ورد في خطابه حرفيا: (هذه هي رؤيتي لتعاوننا: أن
يتمتع المزارعون الإثيوبيون بفوائد المعرفة الإسرائيلية، ويعملون معنا لتوجيه
المياه إلى كل اتجاه يريدونه)".
ويوضح
البحث أن "إثيوبيا تقف على رأس الدول الإفريقية التي تحظى باهتمام الدوائر
السياسية الإسرائيلية، سواء لما تروجه الدعاية الإسرائيلية لجذور تاريخية وأخرى
حديثة ومعاصرة، سواء زمن الامبراطور هيلا سيلاسي (أسد يهوذا) أم الأبعاد التي ركز
عليها بنيامين نتنياهو في خطابه سنة 2016 أمام البرلمان الإثيوبي (مشيرا إلى الملك
سليمان)، أم من خلال الإشارة للروابط السكانية (يبلغ عدد اليهود الإثيوبيين في
“إسرائيل” نحو 140-150 ألف نسمة).
ناهيك
عن تطور العلاقة الإثيوبية الإسرائيلية، خصوصاً الدعم العسكري والتقني الإسرائيلي
في فترة الصراع الإثيوبي الأرتيري، وفي مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وهو ما يؤكد
الاهتمام الإسرائيلي الكبير بتطوير العلاقة بين تل أبيب وأديس أبابا".
اقرأ أيضا: خبير سدود: هذه تأثيرات سد النهضة على السد العالي؟ (صور)
وتابعت
الورقة البحثية: "بعد تصاعد الخلاف بين إثيوبيا ومصر حول آثار السد الإثيوبي،
تواترت تقارير إسرائيلية، وغربية، وعربية، في 2019، عن قيام إسرائيل بنصب نظام
دفاع جوي من نوع سبايدر إم آر Spyder-MR حول سد النهضة الإثيوبي يمكنه من إسقاط الطائرات الحربية من على
بعد 5-50 كم، وقد قامت ثلاث شركات إسرائيلية هي شركة رفائيل المتخصصة في الصواريخ،
وفرع إم.بي.تي للصواريخ التابع للصناعات الجوية الإسرائيلية، وشركة أنظمة إلتا Elta المتخصصة في الرادارات،
بإنجاز هذا النظام الدفاعي لإثيوبيا".
وأشارت
الورقة البحثية إلى "تنامي المصالح الإسرائيلية في الشرق الإفريقي يدفع إسرائيل
لإيجاد قاعدة آمنة لحركتها في هذه المنطقة، ويبدو أن التوجه العام الإسرائيلي هو
نحو اعتماد إثيوبيا ركيزة لهذه الحركة".
وأكدت
أن "إسرائيل رفعت من حجم استثماراتها في قطاع الطاقة سنة 2018 بقيمة 500
مليون دولار من خلال شركة جيجاوات جلوبال Gigawatt Global، وهي شركة لها علاقات مع عشر
جامعات إثيوبية، وهناك عشر مؤسسات أخرى إسرائيلية تعمل في إثيوبيا، كما أكد النائب
المصري أحمد العضوي أن النشاط الإسرائيلي في إفريقيا، وخصوصا في إثيوبيا، يستهدف
التأثير على المصالح المصرية وأبرزها حصة مصر من النيل من خلال الدعم الإسرائيلي
لمشروع سد النهضة".
وأشارت
الورقة البحثية إلى أن "إسرائيل معنية بإضعاف أي دولة عربية أكثر من عنايتها
بإضعاف الأنظمة العربية مع أهمية إضعاف الأنظمة، لأن تغير النظام السياسي غير
المعادي في دولة ضعيفة وتحوله إلى نظام معادٍ لإسرائيل لن يكون له تأثير استراتيجي
نظرا لضعف الدولة، لكن تنامي قوة دولة عربية تقنيا أو اقتصاديا أو عسكريا أو
اجتماعيا هو رصيد لأي نظام سياسي يأتي معاديا لإسرائيل، وعليه فالضمان الحقيقي
لأمن إسرائيل هو بقاء الدولة ضعيفة".
وتلفت
النظر إلى أن "إسرائيل تدرك مركزية المكانة المصرية في النظام الإقليمي
العربي، وعليه فإن تغير النظام في مصر إلى نظام معادٍ لها سيكون له مخاطر أمنية
كبيرة على إسرائيل إذا كانت مصر قوية، وعليه لابد من إبقائها ضعيفة سياسيا (بإضعاف
مركزيتها الإقليمية والدولية)، واقتصاديا (بحرمانها أو التأثير على مواردها
المركزية ومنها النيل)، وعسكريا بإغراقها في مواجهات داخلية (في سيناء)، وعلى
حدودها مع ليبيا والسودان (حول حلايب وغيرها)، ومع إثيوبيا…إلخ".