هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفع البيت الأبيض، السرية عن نص مكالمات أجريت بين الرئيس السابق جورج بوش الأب، والملك فهد بن عبد العزيز، عند غزو العراق للكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
المكالمات التي ترجمتها صحيفة "الأنباء" الكويتية، بدا فيها العاهل السعودي الراحل ممتعضا للغاية من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إذ نعته بـ"الكاذب والمجنون والمغرور".
وقال الملك فهد مخاطبا بوش إن صدام حسين لم يف بوعده بعدم غزو الكويت، وأن لا حل أمامهم سوى استخدام القوة لردعه.
وأبدى بوش الأب استعداده للتدخل عسكريا من خلال تلك المكالمة، قائلا للملك فهد إن القوات الأمريكية ستبقى إلى حين طرد القوات العراقية من الكويت، وإعادة حكومتها إلى رأس عملها.
ويأتي نشر هذه المكالمات في الذكرى الـ30 لغزو الكويت.
وتاليا نص المكالمات كما نشرتها الصحيفة الكويتية:
بوش: جلالتك، كيف حالك؟
الملك فهد: آسف للتأخر في أخذ مكالمتك.
بوش: لا بأس، أردت إطلاعك على ما نفكر فيه، والأهم أن نسمع آراءك حول الغزو الرهيب.
الملك فهد: بداية أشكرك على اهتمامك بهذه القضية الأشد
خطورة في الشرق الأوسط من قبل دولة لا تعرف معنى الجوار.
رأيي في هذا الموقف أنه صعب جدا.
يجب إيقافه بأسرع وقت وبأي طريقة لأنه أمر خطير جدا، عندما ينشأ مبدأ أن تقوم دولة بمهاجمة دولة أخرى صغيرة بواسطة الجيوش.
بوش: بالضبط.
الملك فهد: هذا الهجوم بدأ في الساعة الـ2:30 فجرا بتوقيت
السعودية، كما تعلم كان لدينا ممثلون من العراق والكويت قبل يومين.
حاولت التوفيق بين المواقف، وعبر الجانبان عن استعدادهما لذلك.
كان من المقرر أن يذهب وفد من الكويت لزيارة العراق، وجلسة أخرى
تعقد في الكويت للتوصل إلى اتفاق.
ولكن مع الأسف، مع أن صدام أكد أنه ليست لديه نية بمهاجمة الكويت،
إلا أن الذي حدث هو العكس..
لأنه مغرور.. لا يدرك أن عواقب ما فعله
تغضب النظام العالمي. يبدو أنه لا يفكر إلا في نفسه، إنه يتبع خطى هتلر في خلق
مشاكل للعالم، مع فارق وحيد، أن أحدهما مغرور والآخر أكثر غرورا ومجنون.
اعتقد أنه لا يوجد شيء ينفع مع صدام سوى استخدام القوة.
تحدثت مع صدام في الساعة الرابعة بالتوقيت السعودي وأخبرته أنه يرتكب
خطأ، بأي قانون أو منطق تهاجم دولة صغيرة بقوات عسكرية؟ وذكرته أنه اقترح في قمة
بغداد ميثاق عدم اعتداء بين الدول العربية، وعدم التدخل في شؤون بعضها الداخلية..
إنه كذاب.
مكالمتي معه اليوم كانت حازمة وقوية وأخبرته أنه يجب عليه أن ينسحب
من الكويت الآن، ولن نقبل بأي نظام يمثل الرأي الكويتي والعربي.
وأخبرني صدام أنه حاول التوصل لاتفاق مع الكويت، ولكن الكويت لم
ترد عليه.
أخبرته أن هذا ليس عذرا، إذا لم ترد عليه الكويت فكان يمكن أن يتصل
بنا ونحاول التوصل لاتفاق.
لا عذر له لاستخدام [ذلك] في حديثه.
لهذا السبب، أقول إنه متغطرس، يظن أن ما فعله سيمر بسهولة.
بعدها قال لي اسمح لي أن أرسل إليك نائب الرئيس للقائك غدا الساعة الـ11 صباحا بتوقيت السعودية.
قلت له إذا أدركت خطأك وانسحبت من الكويت عندها من الممكن أن أقابل
نائب الرئيس.
ثم كرر إذا كان يمكن أن أقابل ممثله غدا للتوصل إلى حل.
أخبرته أن عليه مسؤولية سلامة جميع من في الكويت، كويتيين وغيرهم.
السيد الرئيس، سنستقبل ممثله غدا ونتحدث معه باختصار،
إما أن تنسحب القوات العراقية بسلاسة، أو على ممثله أن يعود أدراجه بسرعة.
على صدام أن يسحب قواته من الكويت بسرعة وإلا فالحل الآخر الوحيد
هو استخدام القوة.
السيد الرئيس، هذه مسألة خطيرة للغاية، تنطوي على مبدأ
لا يمكن قبوله بأي منطق أو أخلاق.
مبارك اتصل بي حول طلب عقد قمة عربية.
أخبرته أنها خطوة جيدة، يجب أن يقتنع القادة العرب أن ما حدث أمر
بالغ الخطورة، ومن خلال مبارك وأنا، سنعمل على عقد قمة بعد غد.
ممثل صدام سيطلعني غدا ما إذا كان سيصحح الأمور وينسحب من الكويت
أم لا.
وأي معلومات من ممثل صدام سأبلغها لك.
السيد الرئيس، لا يمكن السكوت عما فعله صدام.
أتمنى أن تحل الأمور سلميا، وإن لم يكن، فعلينا أن نلقن
صدام درسا لن ينساه ما بقي حيا.
أريد أن أشكرك وأشكر الشعب الأميركي والأوروبيين والعالم
على موقفكم الثابت تجاه ما فعله صدام ليدرك خطأه القاتل ضد الكويت.
اسمح لي أيضا أن أقترح الاستعداد لأننا نعرف ما الذي سيفعله صدام.
هذه المعلومة لك، والآن هل لديك أي أسئلة؟ أرجو أن تسأل كصديق
وسأجيبك كصديق.
بوش: لدي سؤال واحد، هل القيادة الكويتية في السعودية، الأمير وولي العهد، هل هم بأمان وسلام؟
الملك فهد: عدد كبير من الأسرة الحاكمة في السعودية الآن
بأمان ومحل ترحيب.
بوش: جيد جدا، سنقوم بعمل بيان مشترك مع السوفييت يدين الغزو العراقي عندما يصل بيكر إلى موسكو قريبا لإصدار بيان قوي ومشترك بيننا وبين السوفييت.
الملك فهد: هذه أخبار جيدة جدا.
بوش: هدفنا يتفق مع هدفهم بإخراج العراق واستعادة السيادة الكويتية.
الملك فهد: أخبرت صدام أننا لن تنطلي علينا هذه الحكومة
الوطنية في الكويت (الحكومة التي شكلها صدام)، نعلم أنه لا أحد في الكويت يقبل
بعزل الحكومة الشرعية، وإذا أحضروا قيادة من العراق إلى الكويت فإن ذلك سيكون غير
مقبول تماما.
بوش: سيكون احتيالا كاملا.
الملك فهد: سنعرف في أي وقت من الآن إلى غد حقيقة الموقف.
بوش: شكرا، في هذه الأثناء، نحن نفعل ما عبرت عنه، نقوم في حكومتي بالاستعداد للخيارات على المستوى الديبلوماسي والعسكري والاقتصادي.
وسندرس المزيد من الخيارات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.
لقد طبقنا عقوبات اقتصادية شاملة، وندرس حاليا إجراءات اقتصادية أخرى ضد العراق طبقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
إجراءات أخرى ستؤخذ بعين الاعتبار لوقف امكانية تصدير النفط العراقي، إما بإغلاق أنابيب النفط أو من خلال الحصار المفروض على العراق.
واضح أننا بحاجة لمزيد من الحديث للتباحث حول مجموعة من الخيارات الأخرى، لكنني أتمنى أن تسفر الجهود العربية عن انسحاب وعودة الشرعية إلى الكويت.
الملك فهد: نحن أيضا نتمنى أن تنجح الجهود العربية، ولكن كل الإجراءات التي تم اتخاذها والخيارات التي ذكرتها ستكون مفيدة في ردع صدام.
بوش: في السعودية، نعتقد أنه يجب دراسة TACAIR والتي نحتاج إلى مناقشتها معك لأن أمنكم مهم بالنسبة لنا ونريد أن نفعل أي شيء ممكن لمنع صدام من اتخاذ أي إجراءات عدائية ضد المملكة، ولنعمل معكم لاتخاذ أي خطوات ضرورية لإجبار صدام على الانسحاب من الكويت.
الملك فهد: شكرا لك على ما قلته عن المملكة العربية
السعودية، استنادا إلى ما سيحدث غدا، سأكون سعيدا في بحث ذلك معك.
بوش: تعلم أننا نحرك حاملات الطائرات بالقرب من الخليج، نعتقد أن العمل العربي الجماعي سيكون مفيدا، نحيي جهودك، ونأمل في النجاح غدا، أتطلع للسماع منك عن النتائج.
الملك فهد: شكرا لاهتمامك، وأشكرك باسم الشعب السعودي.
بوش: لدي طلب آخر، أرجو أن تنقل تحياتي الشخصية للأمير الشيخ جابر، وأبلغه أنني أحتقر بعمق هذا العمل الوحشي الفظيع ضد بلاده، وأبلغه أننا ندعمه. أثمن دورك في إبلاغه.
الملك فهد: سأبلغ ذلك للأمير.
بوش: شكرا لك، بارك الله فيك وفي الشعب السعودي. حظا أوفر مع جهودك البطولية تجاه السلام.
الملك فهد: شكرا لك، شكرا للصداقة بين المملكة والولايات المتحدة لأكثر من 60 عاما.
نص مكالمة أخرى:
بوش: مرحبا جلالتك، كيف حالك؟ أسمعك بوضوح.
الملك فهد: كيف حالك سيد بوش؟
بوش: جيد، وأنت؟
الملك فهد: جيد، وأريد أن أشكرك كثيرا، كثيرا على اهتمامك واتصالك.
بوش: أعلم أن كلينا كان مشغولا جدا خلال الـ 48 ساعة الماضية. كنت
على اتصال بعدد من قادة العالم، وهم قلقون بشكل رهيب، كما أخبرنا سفيركم، نريد أن
نساعد بالحل العسكري. اطلعت على التقرير، ولكنني أردت أن أسمع منك عما يجري في
الساحة هناك.
الملك فهد: أولا، أشكرك السيد الرئيس، لاهتمامك بالمملكة العربية
السعودية، الدولة الصديقة. وأشكر أصدقاءنا في أوروبا وكل مكان على قلقهم حول هذا
الحدث الفظيع. في نفس الوقت، نحن ننتظر وصول الفريق الأميركي لنتمكن من تنظيم
الأمور بالطريقة المرغوبة والفعالة.
بوش: ما الذي ينبغي على هذا الفريق أن يفعله؟ لم أكن على علم به. أنا
على استعداد لتوجيه الجنرال (كولن) پاول للبدء بنشر القوات في المملكة. هل هذا ما
تتحدث عنه؟
الملك فهد: كلا، ما فهمته من سفيرنا أن هناك فريقا سيتم إرساله
لتنظيم الأمور وتنسيق العمل حسب ما اتفقنا عليه.
بوش: لم يتم إخباري، لكن من السهل القيام بذلك. سنضعهم على الطريق
فورا. لكن نحتاج رأيك حول وجود القوات الأمريكية. أنا قلق للغاية حول إمكانية تحرك
القوات العراقية جنوبا باتجاه حدودكم. وأريدك أن تعلم أننا سندعمكم وأن نبقى بقدر
ما يتطلبه الأمر لحمايتكم، لإخراج العراقيين وإعادة الحكومة الكويتية. وصفت هذا
الرجل أنه هتلر وكاذب، وأنت على حق تماما.
الملك فهد: أشكرك على اهتمامك بالشؤون السعودية. أنا أتحدث عن فريق
سيصل إلى السعودية للتنسيق بطريقة مريحة لنا ولكم من أجل التوصل إلى حل.
بوش: أفهم ذلك، لكن أنا قلق من هذا الرجل الذي يتحدث عن الانسحاب في
حين أنه ينصب حكومة عميلة (دمية). هذا غير مقبول بالنسبة لنا ولدول أخرى. تحدثت مع
عدة قادة وهناك اتفاق في الرأي لاتخاذ موقف مع أصدقائنا العرب ضد هذا العدوان
الفاضح. كما أريد أن أفهم كيف تشعر حول سبب تأجيل هذا الاجتماع وما الذي سمعته من
الجانب العراقي الآن.
الملك فهد: أتفق معك. فهمت أن الفريق سيصل اليوم. هذا ما فهمته أمس.
الفريق سيتمكن من الحديث وتنسيق الأمور بشكل مُرضٍ.
بوش: إذا لم يكن الفريق في طريقه الآن، سأرسله فورا. هذه مسألة لها
أولوية قصوى. أنا سعيد أنك ستستقبلهم، سأتأكد من مغادرتهم قريبا.
الملك فهد: شكرا لك، سأهتم بهم وسأقابلهم بنفسي.
بوش: جيد. لكني أريد أن أعرف رأيك حول الوضع على الأرض. ماذا عن
تصريحات العراق حول الانسحاب؟ هل سيعود الأمير؟ هل أنت قلق من تحرك القوات
العراقية تجاه حدودكم؟ نحن قلقون من ذلك كثيرا.
الملك فهد: أولا، الحل الوحيد يجب أن يشمل عودة الأمير إلى الكويت.
بوش: أنا سعيد أنك قلت ذلك. نحن معكم وسنقف بجانبكم بأن هذا هو الحل
الوحيد. هذا تفكير جيد.
الملك فهد: ثانيا، لا توجد وات عراقية بالقرب من الحدود السعودية،
لكن لا يمكن الوثوق بصدام. لهذا السبب من المهم أن يأتي الفريق بأقرب وقت
ممكن لتنسيق الأمور من أجل منع ذلك من الحدوث. بالنسبة للأمير، عائلته وحكومته هنا
في المملكة العربية السعودية، ونحن على اتصال وتنسيق دائمين.
بوش: جيد، لكن أيضا أريد رأيك حول التقرير الذي يتحدث أن صدام سينسحب
غدا. هل هناك أي مصداقية على أي حال؟
الملك فهد: سأخبرك برأيي حول هذا التقرير. مع الأخذ بعين الاعتبار
للموقف في الكويت، أرسلنا جماعتنا إلى الكويت ووصلوا هناك. انها فوضى عارمة. الناس
في الكويت لا يستجيبون لطلب صدام بتشكيل حكومة. الأخبار المؤكدة تقول ان صدام قد
يسحب القوات الثقيلة ولكن سيقوم بتنظيم ميليشيا ليسيطر على الوضع هناك.
بوش: فهمت.
الملك فهد: الرجال الذين أرسلناهم والأخبار التي وصلتنا منهم حول
المنطقة المحايدة تظهر أن صدام لديه بعض الأرقام التقديرية من القوات والآليات
هناك: 20 دبابة، 30 عربة مدرعة و45 شاحنة وسيارة جيب. استنادا للمعلومات التي
تلقيناها ولتقارير شهود العيان، هذه القوات متواجدة بالقرب من الآبار الكويتية في
المنطقة المحايدة. الأسلحة موجهة نحو البحر. من الواضح أن العراق يخشى هجوما من
جهة البحر. في مدينة الكويت، هناك فوضى نتيجة لمحاولة القوات العراقية تنظيم نفسها
هناك. كذلك هم قاموا بنهب المحلات، البنوك، محلات المجوهرات، وجميع الأماكن التي
تحوي أشياء ثمينة، انهم ينهبون بطريقة غريبة.
بوش: يا للفظاعة.
الملك فهد: لهذا السبب عندما يصل الفريق بسرعة قريبا، سنتمكن من
مشاركة التفاصيل حول الموقف والتي لا نستطيع شرحها عبر الهاتف، لنتمكن من التنسيق
من أجل تطوير خطة إيجابية للتعامل مع الموقف.
بوش: هل يمكن أن تخبرني لماذا تأجلت القمة العربية؟
الملك فهد: القمة تأجلت بسبب التصريحات من دول الخليج، مبارك، وزراء
الخارجية، بن جديد، الملك حسين أظهرت أن هذه القمة إذا عقدت فإن النتائج لن تكون
إيجابية. القمة لن تخرج بإجماع، من أجل الجدية، الحل يجب أن يكون بالاجماع. لذلك
نحن نسعى جاهدين لتنسيق الأمور وتنظيمها حتى إذا تم عقد القمة، سنحصل على قرار
بالاجماع.
بوش: دعني ألخص لك شعوري هذه اللحظة حول ذلك.
الملك فهد: أنا سعيد أن أسمع.
بوش: أولا، انزعجت من الرد الذي تلقيته من نائب الرئيس العراقي. كما
فهمت لم يكن كافيا. ليس فقط الانسحاب يجب أن يكون فوريا، شاملا وغير مشروط، وإنما
يجب أن يشمل عودة الحكومة الكويتية الشرعية، وأنا سعيد أنك متفق حول ذلك، وإنما من
المهم بالنسبة للغرب الابقاء على العقوبات الاقتصادية وخاصة في حال وجود حكومة
عميلة هناك. لا يمكن أن ندع صدام يتحكم بالموارد الاقتصادية للكويت.
ثانيا، أنهيت للتو في كامب ديفيد الحصول على تقارير ملخصة عسكرية
واستخباراتية شاملة، وفي رأيي، لا يمكننا الانتظار أكثر لمنع العراق من التحرك جنوبا
وللضغط على صدام للانسحاب من الكويت والسماح بعودة الحكومة الكويتية. علينا الآن
أن نبدأ باتخاذ الخطوات التي وصفناها بالتفصيل لبندر (الأمير بندر بن سلطان سفير
المملكة في واشنطن حينها)، ولا يمكننا الانتظار حتى فوات الأوان. لهذا، الفريق
الذي طلبته سيكون في طريقه إليكم حالا. وهذا الفريق سيكون مسؤولا عن التخطيط
العسكري الكامل، والمتطلبات اللوجستية وما نعتقد أنه ينفع على الجبهة القتالية،
صحيح؟
الملك فهد: هذا سيكون الأفضل. أتفق أيضا أنه من الجيد جدا أن تستمر
المقاطعة وتجميد الأصول والعقوبات الاقتصادية، سأكمل ردي بعد الترجمة.
بوش: حول الفريق، سيكون في طريقه وسيكون مستعدا لمناقشة ما نعتقد أنه
الأفضل، جميع الخيارات. أنا آسف لسوء الفهم حول هذا.
الملك فهد: كلا، السيد الرئيس، لا يوجد سوء فهم. أتفق معك تماما حول
الفريق. أود أن أضيف أن العدد الأكبر من القوات العراقية غرب الكويت، غير متواجدة
بالقرب من الحدود السعودية. انها هناك كما نعتقد كإجراء وقائي في حال التورط
بالحرب. لذلك التخطيط مهم وضروري للتعامل مع هذا الاحتمال بنجاح.
بوش: أنا على علم بهذه القوات واختلافها عن القوات المتواجدة في
الشرق. نحن لا نزال ننظر إليها بقلق شديد. الآن، بعد إذنك، أود أن استوضح منك نقطة
أو نقطتين.
الملك فهد: جيد.
بوش: الأولى هي نقطة حساسة. أمير الكويت طلب منا التدخل العسكري، لكن
القوات العراقية احتلت مدينة الكويت بالفعل ولا يوجد ما تستطيع الولايات المتحدة
فعله. المسألة تحتاج لوقت طويل لنشر القوات. ولهذا أنا قلق على السعودية. لم يكن
ممكنا مساعدته بعد تجاوز الحدود (أي بعد دخول القوات العراقية للكويت). ربما
نستطيع مساعدته على طول الخط، ولكن الآن نستطيع مساعدة السعودية، ولكن لدينا خطوط
طويلة من الامدادات وعلينا تحريك القوات لمسافات طويلة. صدام كاذب. ولا يمكن
التنبؤ بأفعاله وهو عديم الرحمة. لقد أخبرك، وأخبر سفيرنا، ومبارك بأنه لن يهجم
على الكويت. لقد أخبر الجميع ولكنه كذب.
الملك فهد: أتفق مع ما تقول. من المحتمل أن يهجم العراق، ولكن بعد
ذلك الغزو ربما لن يحدث. لهذا من المهم أن نعمل مع فريقكم على خطة شاملة تضمن
النجاح.
بوش: حسنا، علينا أن نضع الخطط. ولكن علينا أن ننظر لهذا بشكل أكثر
إلحاحا. علينا أن نضع تلك القوات هناك بأسرع وقت وإلا فإن صدام الممتلئ بالنصر
سيستولي على حقول النفط والمنطقة الشرقية. وبدون تعزيزات، لا شيء سيمنعه عسكريا.
الملك فهد: أتفق معك، ولكن وجهة نظري مستندة للمعلومات التي لدينا.
نعتقد أن لدينا بضعة أيام للتنسيق، ولوضع خطة محكمة وناجحة. هذا كل ما أريده. خطة
محكمة ستكون ناجحة وتحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد.
بوش: أتفق. سنرسل الفريق حالا. نقطة أخرى أود أن أطرحها هنا تتعلق
بكلمة شرف. أمن المملكة العربية السعودية حيوي جدا ـ أساسي ـ بالنسبة للولايات
المتحدة وبالنسبة لمصالح العالم الغربي. وأنا عازم على أن صدام لن يفلت من هذا
العار. عندما نضع خطة، عندما نكون هناك، سنبقى هناك حتى يطلب منا المغادرة. هذه
كلمتي الرسمية حول هذا. لقد تعبت وسئمت من صدام وأكاذيبه على الدول الأخرى.
ومن وجهة نظر اقتصادية، علينا أن نبقى معا ونحتاج أن نفرض ذلك بقوة.
لقد تحدثت مع بوش أوزال (الرئيس التركي آنذاك توركت أوزال) والناتو يأخذ موقفا
جماعيا. تركيا عضو في الناتو. والناتو يرى أن هذا الوضع عاجل بشكل كبير.
الملك فهد: أتفق مع جميع ما قلته، بصورة عامة وخاصة. كل ما أريده هو
أن نضع خطة محكمة، خطة منسقة لتكون ناجحة مائة بالمائة.
بوش: أتفق، والفريق في طريقه. نحن أيضا حركنا اسطولنا والفرنسيون
والبريطانيون حركوا سفنهم نحو الخليج. نحتاج لعمل متضافر حول العقوبات الاقتصادية.
نحن ندفع بالفصل السابع في الأمم المتحدة لاحكام العقوبات. الجميع عليه أن يتعاون
لاخضاع هذا الرجل على ركبتيه اقتصاديا. لقد تحدثت مع رئيس الوزراء الياباني، والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني ومستشار ألمانيا الغربية وجميعهم إلى جانبكم. وقد
أعربوا جميعهم عن الغضب لما جرى للكويت وللتهديدات ضد السعودية، أصدقائنا المقربين
جدا.
الملك فهد: أتفق مع كل ذلك بكل اخلاص. أشكرك على كل ما قلته. وأنا
على يقين أن هذا الرجل سينتهي بجهودنا.
بوش: أريدك أن تعرف أنني قد خاب ظني من بعض الأصدقاء العرب. لن أذكر
أي أسماء في هذه المكالمة. أفهم أن هناك بعض الضغوطات التي يمارسها صدام على هذه
الدول. ولكن هذه الخيبة يشعر بها الجميع في أميركا، في الكونغرس وغيره. وهذا يجعل
العمل مع هذه الدول التي تبرر لصدام صعبا.
الملك فهد: أقدر ما قلت. عندما تكون الأمور صعبة، يرتفع البعض إلى
مستوى التحدي بينما يفشل البعض.
بوش: أحترم كثيرا قيادتك، لهذا نحن مستعدون لتقديم تضحية كبيرة من
جانب الولايات المتحدة لدعمكم في أي حال. هناك احساس كبير بالأولوية. سنجعل فريق
الخبراء يأخذ طريقه إليكم حالا، وإذا كان ذلك ضروريا، خذ القيادة لتظهر لصدام بكل
قوة أنه لن يستطيع أن يتنمر علينا. لدي عظيم التقدير لكم وأعلم أنك في موضع صعب
جدا. لهذا لديكم الدعم الكامل من الولايات المتحدة. عندما تنتشر قواتنا، لن يخرجوا
قبل تحقيق العدالة. أحييك وأحترمك. ولكن علينا أن نعمل على الجبهتين الاقتصادية والعسكرية.
الملك فهد: أود أن أنقل تحيات حكومتي وشعبي. عندما سمعنا تصريحكم،
أدركنا أن الولايات المتحدة هي خير صديق للمملكة العربية السعودية.
بوش: حسنا، نود أن نفعل المزيد وبأسرع وقت. اعتقد أن هذا لمصلحتكم
ولمصلحة العالم. إلى اللقاء واحترامي. وأرجوك اتصل بي في أي وقت ليلا أو نهارا.
الملك فهد: كلمة شكرا لا تكفي. أثمن غاليا صداقتك. أثمن الصداقة التي
لدى السعودية مع قائد العالم الذي يقف مع الحق بكل مصداقية.
بوش: بوركت وبوركت بلادكم.
الملك فهد: أنت صديقي المقرب جدا.
بوش: أشعر أنني جنبا إلى جنب معك ونحن نواجه هذه المشكلة الرهيبة.
شكرا لك وإلى اللقاء.