هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقال رأي للكاتبة مارينا هايد، سلطت فيه الضوء على التقرير الذي نشرته لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني عن التدخل الروسي المحتمل في الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي سنة 2016.
وقالت الكاتبة في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إن التقرير الذي نُشر مؤخرا يكشف مزيدا من الجوانب المظلمة في السياسة البريطانية، ويشكّل ضربة جديدة للحكومات المتعاقبة وأجهزة المخابرات التي تجاهلت مثل هذه القضايا المصيرية.
وقد علّق النائب العمالي وعضو لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني كيفان جونز قائلا: "المشكل لا يتعلّق بحقيقة ما إذا كان هناك تدخل في الاستفتاء، وإنما بواقع أنه لا أحد في الحكومة يريد أن يعرف شيئا عن هذا التدخل".
وأكدت الكاتبة أنه باستثناء قلة من السياسيين الذين يُريدون إخفاء الحقائق، فإنه من الواضح تماما للجميع أن روسيا سعت للتأثير على نتائج الاستفتاء في بريطانيا، وتدخلت أيضا في دول أخرى.
اقرأ أيضا : التايمز: بريطانيا ليست بحاجة لحرب باردة مع الصين
وأوضحت الكاتبة أن روسيا وظفت جيشا من العملاء على شبكة الإنترنت للقيام بعمليات اختراق وقرصنة وبث للمعلومات المضللة في عدد من البلدان.
وتتحدث التقارير عن نجاح روسيا في استقطاب عدد من السياسيين في بريطانيا، بمن فيهم أعضاء في مجلس اللوردات.
كما تشير تسريبات جديدة إلى أن موسكو حاولت مؤخرًا سرقة لقاح محتمل لفيروس كوفيد-19 من مختبرات جامعة أكسفورد.
استراتيجية "القط الميت"
وحسب الكاتبة، فإن الأدلة على التدخل الروسي في السياسة الداخلية البريطانية دامغة وواضحة، لكن بعض الأطراف في المملكة المتحدة تعمل على تجاهلها للحفاظ على امتيازاتها، وتطبّق استراتيجية "القط الميت" التي تقوم على إلهاء الناس عبر إثارة قضايا هامشية لصرف أنظارهم عن القضايا المصيرية.
ويُعتبر السير لينتون كروسبي، وهو أحد مديري حملات حزب المحافظين، من أبرز الشخصيات التي تطبق استراتيجية "القط الميت"، كما استحوذت هذه الاستراتيجية على عقول عدد من السياسيين الصاعدين وأضحت شائعة الاستخدام في مختلف أنحاء العالم كما تقول الكاتبة.
وتؤكد الكاتبة أنه من المهم للغاية في هذه المرحلة فهم "المناورات السياسية" على الساحة البريطانية بعد قرار الانسحاب من الأوروبي، والأسباب التي جعلت الحكومة الحالية والحكومات السابقة تتجاهل التحقيق بجدية في تدخلات موسكو في الشأن البريطاني.