هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "لوريون لو جور" الفرنسي تقريرا، تحدث فيه عن التحديات التي قد تواجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حال استلامه الحكم من والده، الذي نُقل إلى المستشفى للعلاج.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد أعلنت، الاثنين، أنه تم نقل الملك سلمان بن عبد العزيز (84 عاما) إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض؛ لإجراء فحوصات جراء التهاب في المرارة. وتسبب ذلك في تأجيل الزيارة الرسمية التي كان من المقرر أن يؤديها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى المملكة.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن دخول الملك سلمان إلى المستشفى أعاد إلى الواجهة موضوع خلافته، الأمر الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام منذ فترة، حيث تتواتر الأنباء باستمرار عن احتمال تنازل الملك عن منصبه لابنه وولي عهده محمد بن سلمان.
وأكد الموقع أن المراقبين يتابعون عن كثب تطورات الوضع الراهن في السعودية، لأن مسألة انتقال الحكم في المملكة سيشكل لحظة فارقة في تاريخ المنطقة.
صعود محمد بن سلمان
في خضم أزمة كوفيد-19، لم يظهر الملك السعودي في أي مناسبة بشكل علني، لكن وكالة الأنباء السعودية تنشر منذ بدء الحجر الصحي صوره بشكل متكرر خلال الاجتماعات الافتراضية لمجلس الوزراء.
والملك سلمان هو أحد السديريين السبعة في العائلة المالكة، وهم أبناء المؤسس عبدالعزيز آل سعود من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وقد استلم مقاليد الحكم في المملكة منذ سنة 2015.
ومنذ ذلك الحين بدأ نجله المفضل محمد يتدرج في المناصب حتى أصبح الرجل الثاني في المملكة، ففي البداية تم تعيينه وزيرا للدفاع ونائبا لولي العهد، ثم عُيّن في 2017 وليا للعهد، بعد إعفاء ابن عمه محمد بن نايف من المنصب.
وينقل الموقع عن الباحثة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن إيمان الحسين، قولها إن "الخلافة ستتم بشكل سلس. لقد وقع اختيار محمد بن سلمان وليا للعهد من قبل هيئة البيعة التي تضم 34 أميرا من بين أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز".
وكان الأمير محمد بن سلمان قد شنّ حملة اعتقالات واسعة على عدد من الأمراء وأفراد العائلة الحاكمة فيما يُعرف بعملية الريتز كارلتون في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، بحجة مقاومة الفساد. وفي آذار/ مارس الماضي اعتقل أربعة من أبرز الشخصيات في العائلة المالكة، ومنهم ولي العهد السابق محمد بن نايف، وهو ما فسّره المراقبون برغبته في إزاحة أي منافسين محتملين على حكم المملكة.
تحديات كبيرة
أكد الموقع أن محمد بن سلمان، الذي حظي بدعم والده على امتداد السنوات الماضية، اكتسب الكثير من الخبرة في إدارة شؤون البلاد، وأصبح يُنظر إليه على أنه الحاكم المستقبلي للمملكة.
في سنة 2016، أعلن ابن سلمان عن سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي تهدف إلى تطوير البلاد وتحسين صورتها في الغرب. وفي مقدمة المشاريع المستقبلية التي تبناها ولي العهد السعودي، رؤية 2030ـ التي تقوم على تنويع مصادر الدخل، والحد من الاعتماد على النفط.
وحسب الصحيفة، فإن طموحات الأمير الشاب أصبحت على المحك بعد الأزمات الأخيرة، حيث أثرت أزمة وباء كورونا وحرب أسعار النفط على اقتصاد المملكة بشكل كبير، وستشكل تحديات كبيرة في الفترة القادمة.
وبحسب الباحثة إيمان الحسين، فإن زيادة ضريبة القيمة المضافة بمقدار ثلاثة أضعاف وإيقاف بدل غلاء المعيشة ألقى بالمزيد من الضغوط على كاهل المواطن السعودي في هذه الفترة الصعبة.
وعلاوة على التحديات الاقتصادية، ترى إيمان الحسين أن الحاكم المنتظر للسعودية سيكون أمام تحد كبير على المستوى الاجتماعي، إذ إنه مطالب بتحقيق التوازن بين ثوابت المجتمع السعودي وبين تطلعاته لتنفيذ إصلاحات إضافية لدعم حقوق المرأة.
ويضيف الموقع أن التحديات الخارجية التي تنتظر ابن سلمان لن تكون سهلة أيضا، حيث تنتظره عدة ملفات شائكة على أكثر من جبهة، أبرزها العلاقة المتوترة مع إيران، والحرب في اليمن، والمنافسة على زعامة العالم السني مع تركيا، والحصار المفروض على قطر، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
واعتبر الموقع أن ابن سلمان مطالب على الصعيد الدولي بتحسين صورة المملكة، التي أصبحت مشوهة إلى حد بعيد نتيجة الدور السعودي في حرب اليمن، والقمع الممنهج للمعارضين، الذي بلغ ذروته في 2018 باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
اقرأ أيضا: توقعات بتولي ابن سلمان الحكم قبل نهاية العام الجاري
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)