سياسة عربية

زعيم تنظيم الدولة "ليس من أصول عربية".. وهذه أهدافه

في 24 آذار/مارس الماضي حددت وزارة الخارجية الأمريكية رسميا المولى، الملقب بالقرشي، كزعيم جديد لتنظيم الدولة- حسابات التنظيم
في 24 آذار/مارس الماضي حددت وزارة الخارجية الأمريكية رسميا المولى، الملقب بالقرشي، كزعيم جديد لتنظيم الدولة- حسابات التنظيم

نشرت وكالة "فرانس برس"، معلومات جديدة عن زعيم تنظيم الدولة الذي خلف أبو بكر البغدادي، بعد مقتله بعملية أمريكية.

 

وأكدت الوكالة أن زعيم تنظيم الدولة الجديد يدعى محمد سعيد عبد الرحمن المولى، مؤكدة أنه يشتهر بألقاب عدة منها "البروفسور" أو "المدمر"، لكنه غير معروف على نطاق واسع.

 

وكشفت عن أنه ليس من أصول عربية، بل من أصل تركماني عراقي.

 

وأكدت أنه حظي بهذه الألقاب في ظل ما ينسب له من مسؤولية عن "المجزرة الوحشية بحق الأقلية الأيزيدية في شمال العراق"، وفق تقريرها.

 

ويحمل المولى أسماء مستعارة عدة، إذ يقدمه تنظيم الدولة على أنه "الأمير" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، ويسعى إلى ترسيخ سلطته من خلال إعادة بناء تنظيم لا يزال قادرا على التحرك رغم خسارته المساحات التي كان يسيطر عليها.


ونصب المولى في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2019 من قيادة تنظيم الدولة خلفا لأبو بكر البغدادي الذي قتل في هجوم أمريكي، لكن لم تؤكد المخابرات العراقية والأمريكية رسميا من يكون إلا بعد أشهر عدة.

 

اقرأ أيضا: ما وراء تعزيز النظام قواته بمحيط جبل الزاوية وقرى إدلب؟

ويبدو أن المسار الذي أوصل هذا الرجل، المولود على الأرجح في العام 1976، إلى سدة القيادة، غير واضح.

وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإشارة في تقرير صادر في كانون الثاني/يناير 2020، إلى أنه "خيار مؤقت، إلى حين إيجاد التنظيم "أميرا" يتحلى بشرعية أكبر".

ففي الرابع والعشرين من آذار/ مارس الماضي، حددت وزارة الخارجية الأمريكية رسميا المولى، الملقب بالقرشي، زعيما جديدا لتنظيم الدولة، وأدرجته على قائمة أكثر "الإرهابيين" المطلوبين في العالم.

وانضم هذا الضابط السابق في جيش صدام حسين، وهو خريج العلوم الإسلامية من جامعة الموصل، إلى صفوف تنظيم القاعدة، بعيد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، بحسب مركز "مشروع مكافحة التطرف" البحثي.

الصعود السريع


وسُجن المولى في العام 2004 في سجن بوكا الأمريكي، الذي كان يعد أرضا خصبة للفكر المتطرف، وهناك التقى بالبغدادي.

وبعدما أطلق سراحه لأسباب غير معروفة، انضم إلى زميله في السجن، الذي سيطر في العام 2010 على الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، قبل إنشاء تنظيم الدولة في العراق، ثم تنظيم الدولة في العراق والشام.

وبحسب مركز الأبحاث نفسه، فإن "المولى صعد سريعا إلى الصفوف القيادية في التنظيم، وكان يلقب بـ"البروفيسور" و"المدمر"، واكتسب سمعة الرجل المتوحش، لا سيما من خلال القضاء على خصوم الأمير داخل تنظيم الدولة.

وشهد مسقط رأسه في تلعفر التي تبعد نحو 70 كيلومترا عن الموصل كبرى مدن محافظة نينوى بشمال العراق، طفرة في مصانع المتفجرات وغرف التخطيط لشن هجمات.

إحياء التنظيم


ويعمل المولى اليوم على إعادة إحياء تنظيم موهن مقارنة بـ"العصر الذهبي" (2014-2019)، ولكنه يستفيد من بداية تراجع الالتزام الأمريكي في المنطقة، وانخراط القوات التي تنشرها أجهزة الدولة العراقية في مكافحة وباء كوفيد-19.

فخلال الأشهر الأخيرة في سوريا، شن تنظيم الدولة في المعدل هجوما واحدا كل ثلاثة أيام، وفقا لـ"مركز السياسة الدولية" الأمريكي.

وكان هشام الهاشمي، أحد أفضل الخبراء في شؤون تنظيم الدولة، والذي اغتيل في بغداد مؤخرا، قدّر دخل التنظيم الشهري في العراق بسبعة ملايين دولار، موزعة بين الاستثمارات والضرائب المختلفة.

 

اقرأ أيضا: العراق يعلن مقتل قائد عسكري بارز في "عمل إرهابي"

وأكد المحلل والصحافي السوري عبد الله الغدوي في الملف المنشور عن المركز نفسه أنه "على الرغم من الخسائر الجسيمة التي لحقت بالأراضي والأفراد، فإن داعش يبقى قادرا على حل المشاكل المالية ومبتكرا وفتاكا، ويملك ما يكفي من الثقة لتهديد أولئك الذين ينتهكون مبادئه".

ومن الآن فصاعدا، سيضطر المولى إلى تطوير أنشطة التنظيم على المستويين المحلي والدولي، بحسب ما يقول سيث جونز، المتخصص بشؤون الإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن.

وقال لـ"فرانس برس" إن لدى التنظيم "استراتيجية قصيرة وطويلة المدى على حد سواء، وسيعمل على تنفيذها".

وقد يعزز التنظيم سطوته من خلال ضربة كبيرة، على غرار هجمات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، بحسب جونز، "ولكن هيكل العمليات الخارجية لداعش قد تأثر بشدة".

 

ورجح جونز، أن يلجأ التنظيم إلى الهجمات الانتهازية التي ينفذها مؤيدون له، من دون تنسيق مركزي، وهي "أقل تدميرا بشكل عام".

وأضاف: "إذا نجح المولى بإعادة بناء خلافة، وإذا سحبت الولايات المتحدة قواتها، وإذا كان قادرا على التوسع في بلدان أخرى، فسيكون ذلك إنجاز بالنسبة له".

التعليقات (0)