الاحتلال يسرق "مغطسا" أثريا فلسطينيا ببيت لحم (صورة)

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين الماضي، بالاستيلاء على "كنز" أثري فلسطيني نادر وفريد، في عملية أمنية خاصة نفذت في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.

وفي تعليقه على "عملية السرقة"، أكد خبير الآثار والتراث، ووكيل وزارة السياحة الفلسطينية السابق، علي محمود أبو سرور، أنها "ليست عملية السرقة الأولى للآثار الفلسطينية، فعمليات نهب وسرقة الآثار الفلسطينية النادرة من قبل الاحتلال مستمرة ومتواصلة، وخاصة في المناطق (ج) التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة".

وأوضح أبو سرور في حديثه لـ"عربي21"، أن "عملية سرقة المغطس الأثري تمت تحت حراسة مشددة من قبل جيش الاحتلال، حيث تسللت مجموعة كبيرة من قوات الاحتلال وبمشاركة العديد من الآليات العسكرية ومن بينها ونش لحمل هذا المغطس".

وشدد أبو سرور على أنه "ليس للاحتلال الإسرائيلي أو لليهود أي علاقة أثرية بهذه القطعة الفلسطينية النادرة"، منوها إلى أن "الحجر الأثري كان يحتفظ به في منطقة باب بلدية تقوع، وتمت سرقته وحمله على الونش".

اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: بوادر لفقدان السلطة السيطرة على الضفة

من جانبها، أوضحت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، أنه "بقيادة أفراد وحدة منسق شؤون الآثار في الإدارة المدنية بالتعاون مع مكتب التنسيق والارتباط في بيت لحم، وتحت حراسة قوات تابعة للواء الإقليمي عتصيون، نفذت الحملة الخاصة".

ويزعم الاحتلال أن هذه القطعة الفريدة التي تمت سرقتها، كانت قد "سرقت قبل نحو 20 سنة من الموقع الأثري "تل تقوع"، في منطقة بيت لحم".

وبينت أن "هذه القطعة الأثرية النادرة، هي حوض غطس حجري، ويبلغ ارتفاعه حوالي 1.5 متر، ثماني الأضلاع وهو مزخرف بتطريز صليب وإكليل أنيق، وقد تم استخدام الحوض من قبل السكان المسيحيين خلال مراسم الغطس التقليدية التي جرت في الكنيسة المحلية، وتعود القطعة الأثرية للعصر البيزنطي من القرن الخامس قبل الميلاد".

وذكرت القناة، أن "هذه العملية نفذت في إطار نشاط واسع النطاق تقوده الإدارة المدنية بهدف استعادة قطع الآثار والقضاء على ظاهرة سرقة الآثار في منطقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، واستثمرت خلال السنوات الأخيرة، جهودا كبيرة للعثور على هذه القطعة الأثرية وذلك باستخدام وسائل تقنية متطورة، ويشكل هذا النشاط لبنة أخرى في الأنشطة الكثيرة والمتنوعة التي تنفذها الإدارة المدنية في سبيل القضاء على ظاهرة سرقة الآثار، واستعادة قطع الآثار المسروقة".

منسق شؤون الآثار في الإدارة المدنية التابعة للاحتلال، حنانيا هيزمي، رحب بالاستيلاء على الحوض الأثري الفلسطيني، معتبرا أنه "كنز ثقافي تاريخي".

وقال: "الجهود والموارد الضخمة التي استثمرتها الإدارة على مدار السنوات الأخيرة في سبيل العثور على هذه القطعة الأثرية قد آتت ثمارها"، على حد وصفه.