هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصلت المظاهرات الإسرائيلية مساء الثلاثاء، احتجاجا على أداء حكومة الوحدة التي يتزعمها المتهم بالفساد بنيامين نتنياهو، في حين ظهرت مؤشرات على تصدع الائتلاف الحكومي.
وشارك الآلاف من الإسرائيليين في
مظاهرة حاشدة قبالة منزل نتنياهو، مطالبين إياه بالاستقالة لكونه متهما بالعديد من
"جرائم الفساد"، بحسب ما أوردته قناة "كان" العبرية الرسمية.
واعتقلت قوات شرطة الاحتلال التابعة
لمدينة القدس المحتلة، "50 إسرائيليا للاشتباه فيهم بالإخلال بالنظام العام،
وإلقاء الأغراض المختلفة والزجاجات على قواتها، وسد مسار القطار الكهربائي الخفيف
وإلحاق الأضرار بالممتلكات خلال المظاهرة الليلية التي انتقلت من قبالة منزل رئيس
الوزراء إلى وسط المدينة".
وأوضح قائد شرطة القدس الميجر جنرال
دورون يديد، أن "أعمال الشغب كانت عنيفة، واضطرت الشرطة إلى استخدام القوة
لتفريقها".
وذكرت القناة، أن مئات الإسرائيليين
تظاهروا في "تل أبيب بحديقة تشارلز كلور بمناسبة مرور تسع سنوات على الحراك
الاجتماعي في إسرائيل الذي طالب في حينه بخفض الأسعار وتحسين مستوى المعيشة".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: رهان نتنياهو على إفشال النووي الإيراني "خاسر"
وأكدت دافني ليف من مبادري الحراك
عام 2011، أن "إسرائيل في بداية أزمة كبيرة، غير أنه لا توجد قيادة قادرة على
توفير الحلول".
من جانبها، أوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في تقرير لها بعنوان "احتجاج مشتعل"، أن "المشهد في مظاهرات أمس مختلف؛ حيث سجل حضور عال للشبان".
ونوهت الصحيفة إلى أن "الطلاب والشبيبة هتفوا "بيبي ارحل" و"إسرائيل ليست دولة نتنياهو"، مبينة أن "المواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة بدأت عندما اندفع العشرات منهم نحو حواجز منزل رئيس الوزراء محاولين إسقاطها، وألقى بعض المتظاهرين البيض على الشرطة، وردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه واعتقلت عددا منهم".
وقالت أفرات سبيرن (37 عاما)، وهي من المتظاهرات المواظبات: "شاركت في الكثير من المظاهرات، ولكني لا أتذكر مظاهرة كهذه؛ غضب وطاقات متفجرة، خيل لي للحظة أننا قبيل انفجار"، مؤكدة أن "الأزمة الاقتصادية أخرجت الشبان إلى الشارع".
الطالب الإسرائيلي أوري شتاين (27 عاما)، أوضح أن "الاحتجاج ينال الزخم، وهذا لم يعد احتجاج كبار السن فقط"، مضيفا أن "حكومة الوحدة هذه هي خرطة، هم يستغلون كورونا كي يمرروا قوانين تذكر بألمانيا"، أما أرئيل برنشتاين (26 عاما)، فأكد أن "إسرائيل تنهار وعندنا شخص فاسد يقودها نحو الهاوية".
اقرأ أيضا: إسرائيليون يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو.. صدامات واعتقالات
ووجه المستشار القضائي للحكومة
الإسرائيلية، أفيخاي ماندلبليت، إلى رئيس الوزراء نتنياهو تهم "الفساد وتلقي
الرشوة والتحايل وخيانة الأمانة" في القضايا الأربعة التي أجري التحقيق معه
فيها، والمعروفة إعلاميا بملفات 1000، 2000، 3000، و4000.
وفي شأن متصل، كشفت مصادر في حزب
الليكود الإسرائيلي، عن "امتعاض نتنياهو الشديد من تصرفات حليفه في الائتلاف
الحكومي، حزب "أزرق أبيض"، بزعامة بني غانتس"، بحسب ما أورده موقع
"i24" الإسرائيلي الذي أكد وجود "تصدع
في الائتلاف الحكومي في إسرائيل؛ لأن نتنياهو غاضب من حليفه غانتس".
وأوضحت المصادر، أن نتنياهو يرى أن
تلك التصرفات "تتعارض مع توجهات
الحكومة حيال التعامل مع أزمة كورونا سواء على الصعيد الصحي أو الاقتصادي، متهما
غانتس بأنه يسعى إلى تبني مواقف شعبوية لكسب رضا الجمهور الإسرائيلي وهي ليست فعالة
عمليا".
ونقل مصدر رفيع في الليكود على
لسان نتنياهو قوله: "غانتس و"أزرق أبيض"، أفشلوا الإجراءات
الضرورية للحد من انتشار كورونا وإنقاذ أرواح الناس، لأسباب سياسية".
وأوضح المصدر على لسان نتنياهو، أن
"عدم مسؤولية "أزرق أبيض" ستؤدي حتما إلى فرض الإغلاق الكامل
وإلحاق أضرار اقتصادية"، مضيفا: "لقد عارض غانتس أي إجراء لكبح انتشار
الوباء، ما يمكنه من تجنب الحاجة للإغلاق الشامل والعام في وقت لاحق، لقد أحبط
"أزرق أبيض" كل قرار لا يتوافق مع اعتباراته الشعبوية".