هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ارتفعت عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا حول العالم إلى 12.3 مليون، مع تسجيل أكثر من 556 ألف حالة وفاة.
معدل الارتفاع القياسي خلال الأيام الماضية وصل إلى نحو مليون حالة في كل خمسة أيام، وهي الفترة التي استغرقت للانتقال من المليون رقم 11 إلى المليون رقم 12 بحالات الإصابة.
إلا أن المثير للانتباه مؤخرا حدوث علاقة عكسية بالنسبة للوفيات، خصوصا في الولايات المتحدة، التي سجلت انخفاضا ملحوظا في معدل الوفيات اليومية.
بحسب ما رصدت "عربي21"، فإن الولايات المتحدة سجّلت في شهر أيار/ مايو الماضي 41 ألف وفاة، من أصل نحو 700 ألف حالة إصابة في الشهر ذاته، بينما سجّلت في حزيران/ يونيو الماضي 21 ألف وفاة، من أصل نحو 900 ألف إصابة بكورونا.
انخفاض الوفيات خلال الشهرين الماضيين، بنسبة تقريبية 5.8 من إجمالي المصابين إلى 2.3، أثار تساؤلات عديدة.
صحيفة "ذا أتلانتيك" أجابت عن هذه التساؤلات، بالإشارة أولا إلى احتفاء الرئيس دونالد ترامب بانخفاض المعدل، وتحذير مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنطوني فوتشي، من الانخداع بهبوط هذه الأرقام.
وفي تقرير ترجمته "عربي21"، قدّمت الصحيفة 5 أسباب محتملة لانخفاض معدل الوفيات، رغم ازدياد حالات الإصابة.
الفارق الزمني
بحسب الصحيفة، فإن أحد أهم عوامل هذ الانخفاض هو الفارق الزمني بين تسجيل الإصابة والوفاة، إذ أن جل الذين ظهرت فحوصاتهم إيجابية خلال الفترة الماضية، لم تمض عليهم المدة التي قد تتدهور فيها حالتهم الصحية.
وذكر الموقع أن تأخر إصدار شهادات الوفاة إلى مدة تصل شهرا كاملا في بعض الولايات تسبب في تضليل الأرقام الرسمية، وإعطاء مؤشر على انخفاض المعدل.
انحياز المهلة
نقلت الصحيفة عن عالم الأوبئة، إيلي موراي، أن ذلك ما يعرف بـ"انحياز المهلة"، والمقصود به الفارق الزمني بين التشخيص المبكر للمرض، وبين التشخيص بمجرد النظر للحالة.
إذ ساهم ارتفاع عدد الفحوصات اليومية في اكتشاف حالات حاملة لكورونا، دون أن يظهر عليها أي أعراض، وبالتالي يمكن تقديم الرعاية اللازمة لها؛ تحسبا لتفاقم حالتها.
الفئة العمرية
لعبت الفئة العمرية للمصابين دورا في انخفاض معدل الوفيات، ففي ولاية فلوريدا على سبيل المثال، كان متوسط أعمار المصابين بالمرض في آذار/ مارس 65 عاما، بينما هبط بشكل كبير في حزيران/ يونيو إلى 35 عاما، وبالتالي فإن مناعة وقدرات الشباب على تحمل المرض أكبر.
وبحسب "ذا أتلانتيك"، فإن معدل وفيات المصابين بكورونا ممن تجاوزا الـ70 عاما، يزيد بنحو 100 ضعف عن المصابين ما دون الـ40 عاما.
خبرة الكوادر الطبية
قالت الصحيفة إن اكتساب الأطباء والكوادر الطبية للخبرة في التعامل مع هذه الجائحة، ربما ساهم بشكل كبير في انخفاض معدل الوفيات.
واستشهدت الصحيفة بتقارير تشير إلى أن مستشفيات ميلانو شهدت انخفاضا في معدل الوفيات من آذار/ مارس إلى أيار/ مايو، بنسبة وصلت لـ22 بالمئة، دون أن يكون هناك تغير في متوسط أعمار المرضى.
وذكرت الصحيفة أنه في بداية تفشي الفيروس لم يكن الأطباء لديهم الفكرة الكافية عن التعامل معه، وافترضوا أنه مرض تنفسي يتسبب في تجلط الأوعية الدموية، وتلف الأعضاء، لكن مع وجود دراسات تنفي أجزاء من هذا التشخيص، ووجود علاجات مستحدثة لتقوية المناعة، تم بالفعل خفض معدل الوفيات.
الصيف
بحسب "ذا أتلانتيك"، فإن دخول فصل الصيف قد يكون حمل معه فائدة للمصابين بكورونا.
وأوضحت أنه ليس بالضرورة أن يكون الصيف يساعد بالقضاء على "كورونا"، إلا أنه يقضي على أمراض أخرى قد تضعف المناعة، وبالتالي يسهم بشكل أو بآخر بالتغلب على "كوفيد 19".
وخلصت الصحيفة إلى أن "كورونا ربما أصبح أكثر تفشيا، إلا أنه لم يعد الأكثر فتكا وحصدا للأرواح".
اقرأ أيضا: يابانيون يستخدمون أسرع حاسوب بالعالم لمكافحة كورونا
تحذير
حذّرت "ذا أتلانتيك" من أن انخفاض معدل الوفيات لا يعني نجاحا بالضرورة، وأن المقياس الأساسي يكمن في عدد الحالات المرتفع، الذي أظهر فشلا في طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الجائحة.
وتابعت بأن "هذا الفيروس شيطان خفي، يمكن أن يتوغل في أجساد البشر لأسابيع وشهور حتى لو لم يقتلهم، ويمكن للمصابين به دون علمهم أن ينقلوه لآخرين، وبالتالي فإن فتح النشاطات (المدارس، الرياضة، وإعادة الحياة بشكل طبيعي) أمر مستحيل.
وأضافت أن "الرئيس ترامب يحاول تضليل شعبه بالحديث عن انخفاض معدل الوفيات، وبالتالي "النصر على كورونا"، متابعا: "يموت مئات الأمريكيين كل يوم بسبب مريض يصيب عدة آلاف منهم، فإذا اعتبرنا هذا نجاحا، فما هو الفشل؟".
موقع "فوكس" الأمريكي، حذّر من أن هذا الانخفاض قد يجّر معه فخّا؛ عبر السماح بإعادة الحياة الطبيعية.
وتابعت نقلا عن مجوعة خبراء في الصحّة، تحذيرهم من أن حالات الحرجة ووفيات مرتبطة بأعداد المصابين الكبيرة مؤخرا ستظهر خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وحذّر التقرير من أنه حتى لو بقي معدل الوفيات في انخفاض، فإن الخطر الأكبر هو زيادة أعداد المصابين، لا سيما من فئة الشباب، الذين وإن كانت احتمالية تسجيل وفيات بينهم قليلة، إلا أن نسبة منهم سيواجهون مشاكل حقيقية في الجهاز التنفسي، وربما تلف بأجزاء من الرئة.
وخلصت إلى أنه "طالما الفيروس يواصل الانتشار، فإن فهناك خطرا متزايدا من أن يفتك بالأشخاص الأكثر ضعفا".
يشار إلى أن إجمالي وفيات كورونا في الولايات المتحدة وصل إلى أكثر من 135 ألفا، ونحو 3.2 مليون حالة إصابة.