هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال سياسي إسرائيلي إن "المزاعم التي تتردد في الأوساط السياسية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جيد لدولة الاحتلال، بحاجة لقراءة متجددة ونقدية".
وبحسب ناداف تامير، مستشار رئيس دولة الاحتلال السابق شمعون بيريس، فإن ترامب قلل من نفوذ تل أبيب على الصعيد العالمي، وجعلها غير ذات صلة بالقضيتين الفلسطينية والسورية، وزاد من حدة التوتر مع يهود أمريكا، واكتفى بوجود علاقة شخصية مع بنيامين نتنياهو، وهو أمر لا يكفي".
وأضاف في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنه "من منظور تاريخي، سيكون لرئاسة ترامب عواقب وخيمة على الولايات المتحدة والعالم، خاصة إسرائيل، رغم أنه أقر سياسات دعمت حكومة نتنياهو، وليس إسرائيل بالضرورة".
وأضاف: "سياساته أضرت بإسرائيل ومكانتها".
وأوضح تامير نداف تمير، الدبلوماسي السابق وعضو المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية، أن "ترامب جعل الولايات المتحدة غير ذات صلة بالتسوية مع الفلسطينيين، وهي خطوة حاسمة ضرورية لتمكين إسرائيل بأن تكون الدولة القومية الديمقراطية للشعب اليهودي، وتجاهل وجود الطرف الآخر في الصراع، وهم الفلسطينيون. وفي ظل رئاسته، فقدت الولايات المتحدة تأثيرها على السلطة الفلسطينية".
وأكد أن "ترامب جعل الولايات المتحدة غير ذات أهمية بشأن الموضوع الإيراني، بعد تحللها من الاتفاق النووي من جانب واحد، وتفكيك التحالف الدولي ضد إيران الذي أنشأته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وجعل أمريكا متفرجا سلبيا عندما يتعلق الأمر بترتيبات سوريا، ووجود المليشيات الإيرانية على حدود إسرائيل الشمالية".
وأشار إلى أن "هذه القضايا مهمة جدا لإسرائيل، ولكن يتم تحديدها حاليا فقط بين روسيا وتركيا وإيران، دون وجود لأمريكا، ولذلك فإن قرب ترامب من نتنياهو على النقيض من مواقفه الباردة تجاه حلفاء بلاده الاستراتيجيين في حلف شمال الأطلسي وآسيا، وضع إسرائيل في معسكر القادة الاستبداديين والشعبويين، وأبعدها عن الجانب الليبرالي، الذي يمثل الأغلبية في الولايات المتحدة وأوروبا".
وأضاف أن "علاقة ترامب ونتنياهو ألحقت ضررا كبيرا بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإسرائيل، وأساءت للعلاقات اليهودية الأمريكية، وأوضحت لليهود الأمريكيين أن الوقت حان لفصل حبهم لوطنهم أمريكا عن دولة الشعب اليهودي، وموقفهم من القيادة المنتخبة، وعلى وجه التحديد، فإن قيم ترامب الصادمة العنصرية، وكرهه للأجانب والنساء، وازدراء أي شخص لا يفكر في الأمر نفسه، أوضحت مدى ضرورة هذا التمييز".
وأشار إلى أنه "طوال سنوات دعم يهود الولايات المتحدة السياسات الإسرائيلية، رغم أن معظمهم ليبراليون وتقدميون، في حين أن قيمها وسياساتها تقف على نقيضها، لكنهم استمروا بدعمها، ولسنوات عديدة، منع موقف الجالية اليهودية الحكومات الأمريكية من اتخاذ موقف استباقي بشأن تعزيز السلام؛ لأنها حثت على تنسيق كل خطوة أمريكية مع حكومة الليكود التي تعارض أي أمر قد يوافق عليه الفلسطينيون".
وختم بالقول إن "المواقف التي بدأنا نسمعها اليوم في الحزب الديمقراطي الأمريكي تأمل بأن تعود الولايات المتحدة لكونها عضوا حقيقيا في إسرائيل، وقادرة على تجديد قدراتها الدبلوماسية ومواقفها في العالم والمنطقة، وهو أمر في صالح إسرائيل، ويناقض مواقف الحكومة".