ملفات وتقارير

كيف سيفاقم تضخم الحواجز معاناة الفلسطينيين إذا نفذ "الضم"؟

حاجز إسرائيلي يمنع طالبات في الضفة من الوصول إلى مدرستهن على بعد عشرات الأمتار من قريتهن- جيتي
حاجز إسرائيلي يمنع طالبات في الضفة من الوصول إلى مدرستهن على بعد عشرات الأمتار من قريتهن- جيتي

تشكل حواجز الاحتلال الإسرائيلي، في الضفة الغربية، سواء الثابتة أو المتنقلة، عامل تنغيص وتعطيل يومي لحياة الفلسطينيين، وعددها بالمئات، والمتوقع أن تتزايد في حال نفذت إسرائيل قرار الضم.

ولا تقتصر مضايقات الاحتلال على حركة السيارات، بل تتعداها إلى المشاة، في كثير من الحالات، سواء حركة العمال، أو المزارعين المتجهين إلى رعاية أراضيهم ومزروعاتهم حول قراهم ومناطقهم.

ووفقا لتقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، للأمم المتحدة، فقد تم رصد 705 حواجز دائمة للاحتلال في عموم الضفة الغربية، ارتفاعا بنسبة 3 بالمئة عن العام 2016.

ومن بين الحواجز، 140 منها يتواجد فيها الجنود على الدوام، وبعضها يشهد تواجدها جزئيا، في حين نصب الاحتلال بوابات على طرق بواقع 165 منها، دون وجود جنود، لتعطيل الحركة.

ويلجأ الاحتلال إلى نصب سواتر ترابية وعوائق غير مأهولة، مثل مكعبات اسمنتية، وجدران مؤقتة، وحفر خنادق، وسجلت رام الله زيادة في عدد الحواجز بواقع 15 إضافية عن الحواجز التي كانت منصوبة سابقا.

 

تنغيص يومي

وتصف آلاء عبد الرحيم وهي طالبة تقطن في قلقيلية، وتدرس في جامعة النجاح، الوقت الطويل الذي تمضيه في كثير من الأحيان على الحواجز حتى تصل إلى جامعتها.

وقالت لـ"عربي21"، إن الاحتلال يلجأ لمصادرة الهويات عند التفيش، وتخضع إعادتها للشخص، إلى مزاج الجندي، وربما يستمر الأمر ساعة أو ساعتين من تعطيل الحركة، في الفترة التي سبقت انتشار فيروس كورونا.

ولفتت إلى إجراءات مهينة يمارسها الجنود، على الحواجز ضد الفلسطينيين، منها منعهم من المرور، والصراخ عليهم وشتمهم، وربما إن تطور الأمر الاعتقال دون أسباب.


بدوره قال عكرمة القرعاوي، وهو تاجر يتنقل بين مدينتي طولكرم ورام الله: إن حواجز الاحتلال الحالية، أكبر عائق أمام العمل اليومي السلس، بنقل البضائع من مدينة إلى أخرى.

وأعرب القرعاوي لـ"عربي21" عن مخاوفه من حجم التضييق الذي سيطرأ على أعماله، في حال تزايدت الحواجز إذا نفذ الاحتلال قرار الضم، مضيفا: "أعمل بنقل مواد غذائية تحتاج إلى تبريد وسريعة التلف، ووقوف السيارة في كثير من الأيام على الحواجز يتلف البضائع في الأوضاع الحالية.. فكيف سيتحول الوضع لو تزايدت الحواجز ولم أتمكن من الخروج من قريتي إلى داخل المحافظة؟".

 

اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: هذا السبب الحقيقي لتأخير نتنياهو لـ"الضم"

 

جزر وحواجز

 

من جانبه قال الباحث الفلسطيني عماد عواد، إن الاحتلال قسم المناطق إلى جزر، وداخل تلك الجزر قسّم أيضا جزرا جديدة وملأها بالحواجز، للإمعان في التضييق على الفلسطينيين.

وأوضح عواد لـ"عربي21"، أن حاجزا واحدا للاحتلال يفصل شمال الضفة عن جنوبها، مثل حاجز الكونتينر، وهناك مئات الحواجز الموزعة، مما يجعل حياة الفلسطيني اليومية بين المحافظات، مسألة صعبة ويحسب للحركة فيها ألف حساب.

ورغم حديثه عن استبعاد فكرة ضم الضفة، إلا أنه رأى أنه في حال وقع، فسيقوم الاحتلال، بنصب مزيد من الحواجز، في مناطق "ج"، وسيتحول دخول الفلسطينيين إليها إلى أكثر وضع أكثر صعوبة، إما عبر تصريح مؤقت أو هوية، وهو ما سيفاقم الوضع الصعب بالأساس للحركة.

وشدد عواد على أن عمليات المصادرة اليومية، ونصب الحواجز والعوائق، وعمليات التهويد أمام الفلسطينيين، أسهمت في تعميق مشاكلهم الاقتصادية، وبالتالي، فإسرائيل تهدف لدفع الناس نحو البحث عن هوية فلسطينية، في ظل ضعف السلطة وعدم حملها الهم الفلسطيني وفكرة التحرر الوطني.

وقال إن الشعب الفلسطيني: "مؤمن بحقه في أرضه، ومقاومة الاحتلال، لكنه في المقابل يعاني هموما يومية صعبة، تدفعه للكثير من الخيارات المناطقية، وهو ما يريده الإسرائيلي في الضفة الغربية".

وعلى صعيد الوضع الاقتصادي، أشار عواد، إلى أن عرقلة حركة الفلسطينيين اليومية داخل مناطقهم، دفعت الكثير منهم لتفضيل العمل بالداخل المحتل، على العمل بالضفة، بسبب ارتفاع الأجور أكثر، وهو ما يريد الاحتلال أن يوفره لنفسه من يد عاملة رخيصة.

 

وأكد أن مزيدا من القيود كالحواجز وإغلاق الطرق، ومنع التنقل بين المناطق، يدفع الناس نحو التفكير في خيارات أخرى بعيدا عن التمسك بأراضيهم. وهو مخطط إسرائيلي قديم ينفذ بالتدريج ستزداد حدته في حال تم الضم وتصاعد تقطيع الضفة.

 

الصور لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة
التعليقات (0)