صحافة إسرائيلية

يديعوت: تفجيرات إيران "الاستثنائية" تولد ضغطا للردّ

تحاول الإدارة الأمريكية إقناع أعضاء مجلس الأمن، باستئناف حظر السلاح ضد إيران- وكالة الأنباء إرنا
تحاول الإدارة الأمريكية إقناع أعضاء مجلس الأمن، باستئناف حظر السلاح ضد إيران- وكالة الأنباء إرنا

تحدثت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، عن التفجيرات وسلسلة الأحداث "الاستثنائية" التي ضربت إيران مؤخرا، والتي ليست بالضرورة أن تكون نتيجة تخريب مقصود، مؤكدة أن زيادة الضغط تسرع الرد الإيراني.


وأوضحت الصحيفة العبرية في مقالها الافتتاحي الذي أعده خبير الشؤون الإيرانية في "معهد بحوث الأمن القومي" الإسرائيلي، الدكتور راز سيمت، أن "سلسلة الأحداث الاستثنائية (التفجيرات) التي وقعت في إيران الأسبوع الماضي، كشفت ضعف الحكم في طهران، الذي يقف أمام تحديات عظيمة من الداخل ومن الخارج، وفي رأسها سياسة الضغط القصوى من جانب الولايات المتحدة، والأزمة الاقتصادية جراء وباء كورونا".

ونوهت أن "الدفع بإرجاع هذه الأحداث لهجمة تخريب مخطط لها بقيادة أجهزة الاستخبارات الأجنبية هو إغراء كبير (...) فليس حكم انفجار في المنشأة النووية في "نطنز" كحكم انفجار في مختبر أشعة في عيادة طبية بطهران، وليس حكم حادثة في مصنع لإنتاج صواريخ بعيدة المدى في "حجير"، كحكم انفجار في محطة توليد للطاقة الكهربائية جنوب إيران، وليس كل انفجار أو حريق في إيران هو نتيجة تخريب مقصود".

 

وذكرت الصحيفة، أن "وضع البنى التحتية الصعب في إيران معروف جيدا، وعليه يجب أن تضاف الصيانة العليلة، إلى الإدارة الفاشلة والقصور البشري"، معتبرة أن "سلسلة الأحداث الاستثنائية، تزيد الإحساس بانعدام الأمان في إيران"، مشيرة إلى الانتقادات الحادة التي انطلقت في الشبكات الاجتماعية الإيرانية، بشأن "تقصير النظام غير القادر على أن ضمان أمان المباني والبنى التحتية من مواضع الخلل الفنية أو التخريبات المقصودة".


اقرأ أيضا: سلسلة انفجارات غامضة بإيران خلال أسبوعين (إنفوغرافيك)

 
وأكدت "يديعوت"، أن "السلطات الإيرانية، قلقة بالتأكيد من سلسلة الأحداث، ولا سيما في منشآت حساسة، وتعيش "ضغطا متزايدا للرد سواء حيال الرأي العام الداخلي أو الخارجي"، موضحة أن "التهديدات الخارجية في السنتين الأخيرتين، ألزمت السلطات الإيرانية بتوحيد الصفوف وتشديد القمع الداخلي".

ورجحت أن تساهم الأحداث الأخيرة، في "زيادة القمع من جانب النظام ضد أعداء حقيقيين أو وهميين، وفي هذه الأثناء يشتد التوتر بين القيادة الإيرانية والغرب، حيث تبنى الشهر الماضي، مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأول مرة منذ 2012، قرارا نقديا ضد طهران، مطالبا بالسماح بدخول مراقبي الوكالة للمواقع التي يشتبه بأنه تجري فيها أعمال نووية".

وبالتوازي، "تحاول الإدارة الأمريكية إقناع أعضاء مجلس الأمن، باستئناف حظر السلاح ضد إيران، والذي سينتهي مفعوله في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وتهدد بتفعيل المادة في الاتفاق النووي التي تسمح لكل واحد من الأطراف الموقعة عليه، بأن يعيد تلقائيا كل العقوبات التي فرضت على إيران قبل الاتفاق، ولكن إيران من جهتها، أوضحت أنه في حال تحققت الخطوة، ستجد ردا مناسبا".

وفي ذات الإطار، "تشدد الدوائر الراديكالية الإيرانية من ضغطها على الحكومة لاتخاذ خطوات رد أكثر حزما، بدءا بتقليص التعاون مع مراقبي الوكالة وانتهاء بالانسحاب من ميثاق منع انتشار السلاح النووي".

وفي ختام المقال، ذكرت "يديعوت"، أنه "حتى لو لم يكن ممكنا الإشارة إلى وجود علاقة مباشرة بين الأحداث الأخيرة، وحتى لو كانت معظمها ليست بالضرورة نتيجة تخريب مقصود، فهي تزيد الضغط على إيران، وهذا من شأنه أن يسرع خطوات رد حادة من جانبها، رغم رغبتها الأساسية في الامتناع عن خطوات استفزازية كبيرة في الأشهر الأربعة المتبقية حتى انتخابات الرئاسة الأمريكية".

التعليقات (0)