هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خرج السودانيون الثلاثاء، في تظاهرات حاشدة تحت شعار "مليونية 30 يونيو"، لكنها منقسمة ما بين مطالبين باستقالة الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك لفشلها في وقف تردي الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، وبين مواكب تطالب بتصحيح "مسار الثورة"، وإكمال هياكل الحكم الانتقالي.
وتحولت العاصمة الخرطوم إلى ثكنة عسكرية بفعل الإغلاق الكامل الذي فرضه الجيش السوداني على منافذها وجسورها، إلى جانب الإجراءات الأمنية المشددة التي ترافقت مع اعتقالات شنتها الأجهزة الأمنية وطالت قيادات بحزب الرئيس المعزول عمر البشير.
انطلاق المواكب
وجاءت دعوة "تجمع المهنيين" السودانيين إلى
تنظيم مليونية في 30 يونيو، باسم "تصحيح المسار"، لاستكمال مطالب الثورة
التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، والمتمثلة بتعيين الولاة المدنيين وتشكيل المجلس
التشريعي الانتقالي وتحقيق السلام.
وأوضح التجمع في بيان نشره الثلاثاء، أن مطالبته متمثلة أيضا بإصلاح المنظومة العدلية، وتصفية تمكين عناصر النظام السابق في القضاء والنيابة، وتقدم مرتكبي كل الجرائم منذ 30 يونيو 1989 وحتى اليوم، لمحاكمات عادلة وعلنية بشكل عاجل ودون تأجيل.
وشدد التجمع على أهمية هيكلة المؤسسة العسكرية وبناء جيش وطني قومي واحد، تحت إشراف كامل من مجلس الوزراء المدني".
وبحسب ما أعلنته لجان مقاومة أحياء الخرطوم، فإن
انطلاق المواكب بذكرى مليونية 30 يونيو، سيكون من أقصى الشمال للجنوب، ومن أقصى
الجنوب للشمال، على شكل سلاسل بشرية متحركة ومتباعدة بداء من الساعة الحادية عشر
ظهرا.
اقرأ أيضا: حمدوك يتعهد بقرارات حاسمة قبل ساعات من مليونية 30 يونيو
وحددت نقطة الالتحام الأولى للمواكب بتقاطع البلابل مع الستين، حيث تلتحم المواكب الشمالية من البراري والمنشية والرياض، مرورا بالطائف والجريف، لتلتحم مع مواكب أركويت في تقاطع البلابل وتتواصل المليونية لتقاطع الشهيد عباس فرح.
وأشارت إلى أن نقطة الالتحام الثانية بتقاطع الستين مع
مدني، حيث تلتقي المواكب الجنوبية جنوب الحزام – المجاهدين – سوبا غرب، لتلتحم وتستمر
شمالا لتلتقي مع المعمورة في تقاطع الشهيد عباس فرح.
— MAHER (@himo1606) June 30, 2020
— صوت السودان (@Voice_suda) June 30, 2020
— Shamsan (@shamsann) June 30, 2020
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 30, 2020
— تريند السودان 🇸🇩 (@SUDTrend) June 30, 2020
— YASIN AHMED (@yasin123ah) June 30, 2020
— قناة طيبة الفضائية (@TaybaSD) June 30, 2020
ودعت لجان مقاومة أحياء الخرطوم شرق، جميع الثوار إلى الحرص على ارتداء الكمامات والمحافظة على التباعد الاجتماعي بقدر الإمكان، مع حمل الأعلام واللافتات التي تحمل مطالب وأهداف المليونية وتوحيد الهتافات.
بالمقابل، دعا حزب المؤتمر الشعبي السوداني قبل
أيام، الحكومة الانتقالية إلى تقديم استقالتها، وقال بشير آدم رحمة الأمين العام بالإنابة
للحزب الذي أسسه الراحل حسن الترابي، خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن "هناك معلومات
بأن مجموعات من أنصار النظام السابق ستشارك في تظاهرات مليونية 30 حزيران/ يونيو الجاري،
وستهتف ضد حكومة حمدوك".
اقرأ أيضا: حزب الترابي يدعو لاستقالة حكومة حمدوك لتجنب الفوضى
وأعرب رحمة عن خشيته من وقوع تصادم وفوضى بين مجموعتين
خلال التظاهرات، ما قد يجر السودان للعنف، موجها نصيحة إلى الأحزاب السياسية بعدم المشاركة
في هذه التظاهرات.
وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، تعهد حمدوك قبل
ساعات من حشد "مليونية 30 يونيو" بتنفيذ مطالب لجان المقاومة وأسر
الشهداء خلال الأسبوعين القادمين، لافتا إلى أن حكومته ستتخذ قرارات حاسمة وسيكون
لها أثر كبير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، دون توضيح طبيعة هذه القرارات.
لكن بعد وقت قصير من خطاب حمدوك، اعتقلت السلطات
السودانية إبراهيم غندور رئيس حزب الرئيس المعزول عمر البشير (المؤتمر الوطني
المنحل)، من منزله بالعاصمة الخرطوم.
وقال نجل غندور لـ"الأناضول": "جاءت
قوات تحمل أمر تفتيش، لكنها ألقت القبض على والدي دون إبداء أي توضيحات"، ولم
يصدر على الفور تعقيب من السلطات السودانية.
بدوره، أدان حزب البشير في بيان نشره بموقع
"فيسبوك" عملية الاعتقال، مشددا على عدم مشاركته في "مليونية 30
يونيو"، وقال قيادات بالحزب لصحف سودانية تعقيبا على اعتقال غندور: "الخطوة
تهدف إلى جر عضوية الوطني للمشاركة في أحداث اليوم، لكن قرار القيادة كان واضحا
بعدم المشاركة، وهو ما ستلتزم به القواعد".
إجراءات أمنية
وتولى غندور رئاسة حزب "المؤتمر الوطني" بالتكليف،
عقب عزل قيادة الجيش، في 11 نيسان/ أبريل 2019، عمر البشير من الرئاسة (1989- 2019)، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الحكومة السودانية
فيصل محمد صالح في بيان، توقيف تسعة من قيادات حزب البشير والحركة الإسلامية، قبل نحو
10 أيام، بدعوى أنهم كانوا ينسقون لـ"تحركات معادية".
وبين الموقوفين: عبد القادر محمد زين، أمين الحركة الإسلامية
بولاية الخرطوم، ولواء أمن متقاعد عمر نمر، ومحافظ الخرطوم السابق محمد الأمين النقر.
ومن جهة أخرى، قال النائب العام بالسودان تاج السر الحبر،
الاثنين، إنه تم الاتفاق مع "القوات النظامية" على تأمين مواكب "30
يونيو" في مدن البلاد، وعلى أحقية إبداء الرأي والتجمع السلمي.
وأوضح بيان صادر عن مكتب النائب العام أنه "تمت
مناقشة الترتيبات الخاصة بتأمين المواكب والتجمعات مع وزارة الداخلية بكافة مستوياتها،
والمخابرات العامة، والاستخبارات العسكرية، والمنطقة المركزية العسكرية وقوات الدعم
السريع (تابعة للجيش)، وقد تم الاتفاق على ضرورة تأمين المواكب والتجمعات السلمية بذكرى
30 يونيو".
وأضاف أن "حق إبداء الرأي والتجمع السلمي حق دستوري،
وكفله العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي صادق عليه السودان عام 1986،
مهيبا بجميع المشاركين في التجمعات والمواكب بالالتزام بالسلمية التي تم رفعها شعاراً
للعمل العام.