صحافة دولية

تلغراف: لهذا السبب يريد ابن سلمان شراء "نيوكاسل"

ابن سلمان يقلد ابن زايد منذ سنوات رغم استغلال الأخير ذلك بوضع السعودية في مهب الانتقادات الغربية- وام
ابن سلمان يقلد ابن زايد منذ سنوات رغم استغلال الأخير ذلك بوضع السعودية في مهب الانتقادات الغربية- وام

نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا اعتبرت فيه أن محاولات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الاستحواذ على نادي "نيوكاسل يونايتد" الإنجليزي تأتي في إطار تتبعه خطى ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.

 

وفي تقرير ترجمته "عربي21"، أشارت الصحيفة إلى أن ابن سلمان، إثر توليه وزارة الدفاع، تلقى دعوة من ابن زايد لقضاء عطلة صيد على الحدود بين بلديهما، عام 2015. وعكس ذلك تأثيرا كبيرا من ولي عهد أبو ظبي "ذو التأثير الكبير في الشرق الأوسط" على الأمير السعودي الشاب الذي يصغره بربع قرن.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن ابن زايد يوصف بأنه رجل "ميكافيلي"، وعمل منذ سنوات على زرع بذور تحالف بين المملكة المحافظة والغنية بالنفط والدولة الأصغر الجارة لها والأكثر "تحررا".

 

وبعد خمسة أعوام، بات هذا الحلف على وشك أن ينعكس على بطولة الرابطة الإنجليزية لكرة القدم. وتقول المصادر حول إمكانية شراء السعودية حصة كبيرة من نادي نيوكاسل إن أول مباراة سيخوضها في ظل الإدارة الجديدة ستكون مع النادي المملوك إماراتيا، مانشستر سيتي.


لكن مناقشات الاستحواذ السعودي ستترك "ولي العهد السعودي المتهور"، بوصف الصحيفة، ينتظر عددا من الأيام لكي يحقق اقتداءه بـ"مرشده"، أي محمد بن زايد.

 

وينقل التقرير عن "أندرياس كريغ"، المحاضر في العلوم السياسية في "كينغز كوليج" بلندن قوله: "أستطيع القول إن محمد بن زايد لديه دور مهم في صناعة محمد بن سلمان ليخلف والده.. ومنذ تلك الفترة فقد كانت العلاقة بينهما علاقة المرشد التي يتطلع فيها محمد بن سلمان إلى إرشادات منه".

 

ويضيف أندرياس أن محمد بن زايد تلقى تقريرا أمنيا في عام 2014 يفيد بأن محمد بن سلمان يسير نحو القمة. وبحلول حزيران/يونيو 2017 اثمرت الجهود، حيث أصبح تلميذه وليا للعهد، بعد قرار الملك سلمان عزل ولي العهد في حينه محمد بن نايف وتعيين ابنه مكانه.

 

وتقول الصحيفة إن اللقاءات استمرت بين الرجلين، وكانت إحداها في جزيرة سيشل حيث وصل كل منهما على متن يخته الخاص. ويقول أحمد قطنش من مؤسسة عبد الرحمن الكواكبي: "يقوم محمد بن زايد برعاية محمد بن سلمان لأكثر من نصف عقد.. وهما متشابهان في طريقهما، متشددان في آرائهما، وفي الميل نحو النزاعات العسكرية، هذا الموقف النابع من إنفاق أموال ضخمة لحل المشاكل، ونجحت الإمارات ببناء ماركة عالمية، وبات محمد بن سلمان منذ وصوله إلى ولاية العهد يؤمن أن هذا هو الطريق الذي عليه أخذه". 


وتقول الصحيفة إن مقتل الصحفي في "واشنطن بوست" الأمريكية، جمال خاشقجي، كان كارثة على جهود ابن سلمان للحصول على حلفاء في الغرب، إلا أنه واصل السعي لتغيير السعودية وتنويع الاقتصاد وتقليل تبعيته للنفط.

 

ووقف الأمير المثير للجدل مع الإمارات في عدد من المغامرات المحلية والإقليمية بما في ذلك حرب اليمن وحصار قطر. ثم جاء طموحه لبناء مدينة موازية لدبي من الأساس، أي مدينة نيوم التي يخطط بناءها على مساحة 10.230 ميل مربع ورصد لها 500 مليار دولار.

 

وفي جهوده لتقليد جارته الإماراتية والتغلب عليها بدأ محاولات الحصول على ناد من الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث عرضت هيئة الاستثمار العام التي يترأسها شراء نيوكاسل يونايتد بـ300 مليون جنيه استرليني.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: السعودية تنقل حرب الوكالة مع قطر لنادي نيوكاسل

 

وأدت محاولة الاستحواذ هذه لانتقادات واسعة من منظمة العفو الدولية "أمنستي إنترناشونال"، بسبب سجل المملكة السيئ في حقوق الإنسان وتقرير من منظمة التجارة العالمية التي اتهمت فيه الرياض بسرقة حقوق مجموعة "بي إن سبورت" القطرية والتي حصلت على حق بث المباريات الرياضية بما فيها مناسبات الدوري الإنجليزي الممتاز.

 

ويبدو أن الشعور بالإحباط من مالك النادي الحالي، مايك أشلي، دافع لترحيب المشجعين بأي مشتر حتى لو كان محمد بن سلمان، بحسب "ديلي تلغراف"، مضيفة في المقابل أن الذين يراقبون التحركات السعودية غير متأكدين من أن الاستحواذ سيجلب معه الكثير.

 

ويشير التقرير إلى أن هيئة الإستثمار العام تعتبر من أكبر الصناديق السيادية في العالم بميزانية 300 مليار جنيه استرليني، ولكن هنالك شكوك بأن السعودية ستقوم بضخ الاستثمارات للنادي كما فعلت عائلة ابن زايد مع نادي مانشستر سيتي، التي أنفقت عليه 1.3 مليار جنيه استرليني وأصبح قوة رياضية أوروبية.

 

ويقول قطنش إن نادي نيوكاسل يحتاج لتجديد من الأساس لكن شراءه يتزامن مع وضع سيئ للسعودية.

 

وأضاف: "لا أعتقد أن مشجعي النادي سيحصلون على ما يأملون. فقد خفضت السعودية رواتب الموظفين بنسبة 30 بالمئة بمن فيهم الأطباء. وليس لديها المال الكافي لإنفاقه في مشاريع أخرى. ويظهر سجل محمد بن سلمان أنه متهور".

 

وأشار قطنش إلى تقرير صندوق النقد الدولي في شباط/فبراير، الذي تحدث عن مشاكل في الميزانية ستواجه ملكيات الخليج بعد 15 عاما في وقت ينخفض فيه الطلب العالمي على النفط.

 

وأضاف أن الرياض كانت تنظر إلى توجهات طويلة المدى، ولكن هذا حدث قبل انهيار النفط ووباء كورونا حيث كانت التوقعات إيجابية.

 

وتابع: "يعرف محمد بن سلمان هذا لأنه هو الشخص الذي يقوم بالتحركات منذ وصوله إلى السلطة ويقول إن على البلاد أن تنوع اقتصادها والتخلي عن النفط، وكانت هناك محاولات للخصخصة للحصول على النقد، وهذا ما يثير قلقي حول قصة نيوكاسل".

 

وأوضح بالقول: "فهو يتحدث عن لعبة كبرى، وفي نهاية الأمر يعود إلى أسلوبه القديم في عمل الأشياء، أي الإنفاق الباذخ والتباهي وتلميع صورته، وقد يفشل".


ويصف البرفسور كريغ محمد بن سلمان بـ" الشخصية الشابة المتهورة"، معتبرا أن "لا يفهم كيفية إدارة الحكومة أو الدولة" وهو يحاول تحويل السعودية إلى "دولة مستبدة تأتي بعد إيران".


وبناء على ما سيتوصل إليه رؤساء الدوري الإنكليزي الممتاز، فإن السعودية قد تستحوذ على 80 بالمئة من أسهم النادي، ومن المتوقع أن يصبح مدير هيئة الاستثمار العام، ياسر الرميان، رئيسا لمجلس إدارة النادي.

 

وتصف المصادر في الشرق الأوسط أن "الرميان" من دائرة ولي العهد المقربة، وهو "هادئ ومجرب" أكثر من ابن سلمان.

 

أما الـ 20 بالمئة الباقية من الأسهم فستتوزع بالتساوي على الممولة أماندا ستيفلي والأخوين روبن، رجلي الأعمال المعروفين.


ويقول كريغ إن السعوديين هم الأكثر تحمسا لكرة القدم بين شعوب الخليج. وبالنسبة للإمارات وملاك نادي "مانشستر سيتي"، فهناك فائدة لهم حالة فشلت المغامرة السعودية.

 

ويقول قطنش: "هناك حالة عدم استقرار في السعودية أما في الإمارات فهم ماهرون في التخطيط المالي.. واستطاعوا بناء هذا وسط الصحراء على مدى 40 عاما ولديهم قطاع غير نفطي كبير، أما السعوديين فليس لديهم ذلك، ولكنهم يدخلون هذا المشروع في نيوكاسل".

 

ويقول بيل لو محرر "أراب دايجست"، إن الأمير الإماراتي أثبت أنه "الرئيس الحكيم والناضج" وحقق ما أراده من محمد بن سلمان الذي كان "يتطلع للشهرة، وقال محمد بن زايد: خذ الشهرة"، وظل هو في الخلف، واستطاع التلاعب بالأمير السعودي بطريقة جيدة.

 

وأعرب المحرر الصحفي عن اعتقاده بأن ابن زايد يشجع ابن سلمان على خوض هذه المشاريع الضخمة فيما يقول كريغ إنه تحدث مع سعوديين بارزين أشاروا إلى أن الإماراتيين خدعوهم، فالرياض تتلقى النقد الشديد من الغرب فيما حافظت أبو ظبي على سمعة أفضل، رغم الدور الذي يلعبونه في لبنان وليبيا وانتهاكات حقوق الإنسان في دبي لمواطنين بريطانيين.

التعليقات (0)