هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة إسرائيلية، المشاكل التي تعصف بزعيم الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أنه لا يرغب في الصدام مع "إسرائيل" بسبب خطة الضم، في الوقت الذي تحرضه السعودية والإمارات على خوض مواجهة عسكرية ضد تركيا في ليبيا.
جبهة جديدة
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في مقال للصحفية الإسرائيلية الخبيرة بالشؤون العربية، سمدار بيري، أن "المشاكل تقع تباعا على عبدالفتاح السيسي؛ من الجنوب، تهدد إثيوبيا بإقامة سد جديد على نهر النيل، الذي يغذي 105 ملايين من سكان بلاده، وتحويل مجرى مياهه".
وأضافت: "حاول السيسي الإقناع بالكلمة، وجند بعد ذلك الإدارة الأمريكية كي تجلب مندوبين كبارا من السودان، إثيوبيا ومصر إلى البيت الأبيض لضمان مواصلة ضخ مياه النيل، إذ ليس له مصدر مياه آخر".
ونوهت إلى أن "القصة لم تنته بعد؛ وهناك بالتوازي في الشمال، فتحت جبهة جديدة؛ عندما ظهر السيسي وليس بالصدفة، في قاعدة عسكرية على مقربة من الحدود مع ليبيا، وأعلن بأن مدينتي سرت والجفرة خط أحمر".
اقرأ أيضا: النظام السوري يعلن دعم حفتر وموقف السيسي بليبيا
وذكرت الصحيفة أن "هذه ليست مواجهة جبهوية فقط بين السلطات الليبية والمصرية؛ فمن خلف الحاكم الليبي تقف الآن تركيا، التي دخلت فجأة إلى ليبيا بذريعة الإعمار والتنمية"، موضحة أن "السيسي يشتبه في النوايا الحقيقية لأردوغان (الرئيس التركي)، عندما ينقل قوات تركية إلى الحدود المشتركة مع ليبيا، كي يخلق مواجهات ضده".
ولفتت إلى أنه "في هذه النقطة بالضبط تدخل إلى الصورة السعودية والإمارات، وتضغطان على السيسي للدخول في مواجهة في الحدود الشمالية، لتصفية الحسابات مع تركيا"، منوهة إلى أن "للسعودية قائمة طويلة من الحسابات مع أردوغان، منذ قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول".
علاقات وثيقة
وبينت "يديعوت"، أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مستعد لتمويل الحملة العسكرية المصرية في ليبيا ضد تركيا، ورئيس الإمارات ابن زايد، يواصل الضغط على السيسي ليعلن بأنهم؛ جاهزون ومستعدون لأعمال عسكرية ضد جيش أجنبي".
ونبهت أن "هناك مشاكل غير بسيطة داخل البيت؛ ففي كل يوم يمر يسجل عشرات آلاف المصريين في مكاتب العمل بسبب أماكن العمل التي أغلقت، وكورونا بدأ يتفشى في السجون، ومن الصعب تقدير عدد الإصابات، وليس واضحا كم هي الأعداد الدقيقة، وهل تتلقى وزارة الصحة تقارير حقيقية".
وفي مؤشر على ارتفاع وتيرة التواصل بين "تل أبيب" والقاهرة في الفترة الأخيرة وقبيل موعد ضم الضفة وغور الأردن، أشارت الصحيفة، إلى أنه "لا يعرف أحد في هذه الأثناء، كم مرة تحدث فيها السيسي مؤخرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكم مكالمة جرت بين رئيس الموساد ونظيره المصري".
اقرأ أيضا: ماذا وراء تهديد السيسي بالتدخل العسكري بليبيا؟
وأكدت أن "العلاقات وثيقة على نحو خاص، ويمكن أن يعزى لها أيضا التغيب الغريب لوزير الخارجية المصري سامح شكري، عن اللقاء في رام الله مع عباس (رئيس السلطة) مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي".
وتابعت: "ليس فقط لم يصل وزير الخارجية المصري، بل إن مندوبا كبيرا من المخابرات في القاهرة أو دبلوماسيا من السفارة المصرية في تل أبيب تغيب أيضا"، مؤكدة أن "السيسي لا يرغب في الصدام بمشاكل مع نتنياهو في مسألة الضم".
وأفادت "يديعوت"، أن "هذا هو الرابط بين السعودية، الإمارات ومصر في مواجهة قطر وتركيا، حين يدفع حكام أبو ظبي والرياض، لتنسيق كامل مع نتنياهو، باتجاه إعداد خليفة لعباس، بينما مصر تجاه الخارج على الأقل، تصر على ألا تنشغل إلا بحماس في غزة".