هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة عبرية الثلاثاء، إن الفاشية الإسرائيلية تصاعدت في الآونة الأخيرة، وبدأت تل أبيب تفقد العديد من الحواجز التي تحميها من هذا الخطر المحدق، المهدد للمجتمع الداخلي.
وأشارت صحيفة
"هآرتس" في افتتاحيتها، إلى أن البروفيسور زئيف شترنهل، توفي الاثنين،
وهو باحث في "الفاشية ومظالمها"، منوهة إلى حديث سابق له حول الخطر
المحدق بالمجتمع الإسرائيلي، نتيجة تفشي الفاشية.
ونقلت الصحيفة عن "شترنهل" ثلاثة مؤشرات على التصاعد الكبير للفاشية الإسرائيلية، موضحا أن "العنصر الأول
يتعلق بالحرب ضد الديمقراطية، وما تتمسك به الأنظمة الفاشية من وجود البرلمان، لكن
مع إفراغه من محتواه مع مرور الزمن".
وأوضحت الصحيفة أن "الحرب
ضد الديمقراطية التي شدد شترنهل عليها، معناها إعلاء شأن المجتمع ومصلحة الخلاص الاجتماعي
كقيمة مركزية، على حساب مصلحة الفرد والمساواة بين عموم المشاركين في النشاط الاجتماعي".
وذكرت الصحيفة، أن "إسرائيل
لم تعد منذ زمن بعيد تقيم مساواة حقيقية بين أولئك الذين تتشكل منهم الجماعة الاجتماعية
فيها؛ يهودا، عربا (يحملون الجنسية الإسرائيلية)، فلسطينيين في المناطق المحتلة، لاجئين،
طالبي لجوء، وغيرهم".
اقرأ أيضا: العنصرية الإسرائيلية ضد يهود الفلاشا امتداد للعنصرية الأمريكية
وأما العنصر الثاني "المهم"، فهو "تفسير التاريخ الذي يعطيه المجتمع الحديث للفاشية؛ فتاريخ اليهود وفي إطاره
التاريخ الصهيوني، كما علم شترنهل، يفسره الجمهور الإسرائيلي كخطوة حتمية عرقية؛ بمعنى
أن إسرائيل تميل أكثر فأكثر إلى تعريف حتمية الجماعات الإثنية التي تتشكل منها".
وأضافت: "هذه التعريفات،
تلقى تعبيرا في المعتقد؛ أنه ليس كل أبناء الجماعات الإثنية لديهم مساواة في خصالهم،
كفاءاتهم وقدراتهم، ومن هنا فلا ينبغي أن يكونوا متساوين في حقوقهم أيضا".
ونوهت إلى أن "العنصر الثالث
الذي يوجد في إسرائيل ويزيد خطر التدهور إلى الفاشية، بحسب شترنهل، هو مبدأ تأليه الأمة،
فالانبعاث القومي اليهودي، والذي في أساسه رغبة اليهود في التحكم بمصيرهم ومستقبلهم
يصبح مع مرور السنين نوعا من الحرب المقدسة، التي تدخل إليها غير قليل من العناصر الدينية
والمسيحانية".
وأشارت "هآرتس"، إلى
أن "الرغبة في التحكم، تطورت إلى صراع دموي ضد كل من يعد، عن حق أو عن غير حق،
عدو الأمة؛ وهذا مفهوم مرن، ذو معان قابلة لتفسيرات مختلفة؛ تلقى في إسرائيل تعابير
سياسية ونفسية تبرر أفعال ظلم ومس بالأبرياء".
وبينت أن الراحل شترنهل،
"سعى لتحذير الإسرائيليين من ميول وقعت في أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين".