هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا، الثلاثاء، قالت فيه إن "الديكتاتور السوري بشار الأسد ربما سحق الانتفاضة ولكن الأرض باتت تهتز من تحت قدميه".
جاء ذلك وفق ما كتبته أنشال فوهرا، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21".
وذكرت المجلة أن علي سليمان الوحش نال لقب "الأسد" في العشرينيات من القرن الماضي لأنه ناشد الفرنسيين حماية الطائفة العلوية في سوريا ذات الغالبية السنية.
وقرر اتخاذ لقب "الأسد" بدلا من اسم العائلة الوحش، ولم يكن يعرف أن أبناءه وأحفاده سيحكمون يوما سوريا، بل وسيختلفون على غنائم الدولة.
اقرأ أيضا: استمرار مظاهرات الدروز بالسويداء ضد نظام الأسد.. ما مصيرها؟
وكان الصدع في العائلة واضحا في الثمانينيات من القرن الماضي عندما حاول رفعت الأسد الإطاحة بشقيقه الرئيس حافظ الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب قبل عقد من الزمان. واستطاع حافظ تهميش شقيقه وعلم ابنه بشار كيفية قمع التمرد في مهده، عائليا كان أم غير ذلك.
وتعلم بشار الدرس كما يظهر من طريقة قصفه للمدن السورية وقتله وتشريده الملايين من شعبه الذين وقفوا ضده. وفعل نفس الأمر مع عائلته، أبناء العم والخال، حيث شدد قبضته عليهم من خلال حوافز مالية أو التهديد.
وفي الشهر الماضي حدث ما لم يتوقعه أحد، فقد تحدى رامي مخلوف، ابن خال الرئيس وأغنى رجل في العائلة الرئيس الذي طالبه بدفع 230 مليون دولار عن ضرائب متأخرة بشكل مزق مظهر التضامن داخل العائلة.
ومنذ ذلك الوقت، صدرت أصوات من داخل العائلة تثير أسئلة حول فعالية حكومة الرئيس، موجهين أسهم النقد وإن كان بطريقة غير مباشرة له. ويعتبر نقد مخلوف لنظام الأسد نقطة محورية، لأن بشار لو خسر دعم وتضامن عائلته وأبناء طائفته فهناك أسئلة حول قدرته على النجاة والبقاء في الحكم.
خسارة الطائفة العلوية
في أيار/ مايو نشر مخلوف عددا من لقطات الفيديو على صفحته في "فيسبوك"، التي وإن كانت حافلة بالمجاملات إلا أنها حذرت من خسارة الأسد قطاعا واسعا من أبناء الطائفة العلوية، بما في ذلك المليشيا التي يدفع لها رجل الأعمال.
وحاول مخلوف استغلال خطوط التوتر الطائفي من خلال التلميح لوجود صدع مع زوجة الرئيس، أسماء والذي لمح إلى أنها تحاول سرقة أموال الطائفة العلوية. بشكل شكك بالتزام الرئيس بحماية الطائفة.
ومن هنا، منح الخلاف أملا لمعارضي الأسد داخل النظام الذين يأملون أن يخرج ضعيفا من المواجهة داخل العائلة والنظام، حتى لو قاوم الأسد أي تحد له بالقوة.
وتشير الكاتبة إلى ربال الأسد، 45 عاما، وهو ابن رفعت الأسد، الذي دخل عام 1994 بمواجهة مع بشار أمام فندق شيراتون. وطلب منه والده مغادرة البلاد. وعندما حاول ركوب الطائرة أوقفه رجال مسلحون واحتجزوه لساعة أو أكثر وأفرج عنه بعد تهديد رفعت شقيقه حافظ أنه سيدخل معه معركة شوارع لو "مس شعرة من رأس ابنه".
اقرأ أيضا: مظاهرات السويداء.. هل تواجه بالعقلية الأمنية لنظام الأسد؟
وأوردت المجلة أن الطائفة العلوية مندهشة من قصة مخلوف و"يعتقدون أنهم ضحوا كثيرا بدون مكافأة في النهاية".
وأن الطائفة العلوية "غاضبة عندما يروى أن أولاد الخال يتقاتلون حول المليارات في وقت لا يجد فيه الإنسان العادي قرشا واحدا".
وأكدت أن خبراء يرون أن الأسد يخسر دعم طائفته، ولكن من الباكر الحديث عن نهايته.
وختمت بالقول: "في الوقت الحالي تبدو روسيا الآن مهتمة بالسيطرة على بشار لا استبداله. ومن السهل عليها السيطرة عليه في قابل الأيام أكثر، والتحكم بقدرته على التحكم بالبلاد".