هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أظهرت دراسة نيوزلندية أن الأمريكيين البيض الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي
بشكل منتظم يوميا، هم أكثر ميلاً إلى تصور الشعب الصيني على أنه تهديد حتمي لهم.
وأشارت الدراسة التي أشرف عليها باحثون من جامعة ماسي، في نيوزيلندا، إلى أن
الديمقراطيين كانوا أكثر ميلا من الجمهوريين إلى رؤية الصينيين كتهديد، وبينت
المجلة بأن هذه النتيجة تتعارض مع نتائج الدراسات السابقة حول هذا الموضوع. ووفق تقرير
لمجلة "نيوزويك" الأمريكية ترجمته "عربي21".
وأوضحت المجلة بأنه منذ ظهور فيروس كورونا في الصين أواخر العام الماضي، كانت
هناك زيادة في حوادث العنصرية والتمييز والعنف ضد الأشخاص الذين يُعتقد أنهم آسيويون،
خاصة في الولايات المتحدة، وفقا للبحث.
الأمر الذي دفع فريق البحث للتحقيق في الدور المحتمل الذي تؤديه منصات وسائل
التواصل الاجتماعي في مثل هذه القضايا، خاصة أنها وفقا للباحثين تم الاعتماد عليها
بشكل كبير في أثناء فترة الحجر والتباعد الاجتماعي في أثناء تفشي الوباء.
وشملت الدراسة المنشورة في مجلة "Frontiers in
Communication"
274 شخصا أبيض اللون، ولدوا جميعا في أمريكا وأجابوا عن أسئلة حول مواقفهم تجاه الصين والأشخاص الذين يعتبرونهم صينيين، بشكل عام وفيما يتعلق بكوفيد-19 بشكل خاص.
ولفتت المجلة إلى أنه تم تصميم الأسئلة لقياس ما حدده وعرّفه الباحثون على أنه
"تهديدات واقعية" محتملة -على سبيل المثال لرفاهية الأشخاص المشاركين في
الدراسة، في مجالات السلطة السياسية والاقتصادية، أيضا الرفاهية الجسدية والمادية-، و"التهديدات الرمزية" لـ "طريقة حياتهم" في في الولايات المتحدة،
كما وثق البحث مشاعر القلق تجاه الصينيين، وكذلك المعتقدات النمطية السلبية.
وقدم المشاركون معلوماتهم الديموغرافية، وذكروا عدد المرات التي استخدموا فيها
وسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كانوا يثقون بما رأوه على تلك المنصات التي يستخدمونها
بشكل منتظم يوميا.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة "ستيفن كراوتشر"، أستاذ الاتصالات في
جامعة ماسي، لمجلة "نيوزويك"؛ إنه على الرغم من أن حجم العينة كان صغيرا،
إلا أن الاستطلاع شمل عينة تُمثل سكان الولايات المتحدة".
وأشار "كرواتشر" إلى أن طريقتهم مكنتهم من قياس التحيز على الطيف،
حيث أظهر جميع المشاركين شكلا من أشكال التحامل.
وكشفت البيانات أن النساء كن أكثر ميلا لرؤية الصينيين تهديدا واقعيا أو
رمزيا، وفي الوقت نفسه، كان الرجال أكثر عرضة للشعور بالقلق تجاه الصينيين، بما في
ذلك الشعور بالغضب، والشك، واتخاذ وضع دفاعي، والوعي الذاتي.
وقال المؤلفان؛ إنه عندما يتعلق الأمر بالانتماء السياسي، كان الديمقراطيون أكثر
ميلا من الجمهوريين إلى اعتبار الأمريكيين الصينيين تهديدا رمزيا، وهو ما يتعارض
مع الأبحاث السابقة حول العلاقة بين الانتماء السياسي والتحامل.
ووجد فريق البحث أيضا أنه كلما اعتقد مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أن منصته
الأكثر استخداما "عادلة ودقيقة، وتعرض الحقائق، وتشعر بالقلق حيال الجمهور"،
زاد احتمال شعورهم بأن الصينيين يشكلون تهديدا واقعيا ورمزيا لأمريكا.
وكشفت النتائج أيضا أن أولئك الذين لم يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي يوميا، كان لديهم فرصة أقل لرؤية الشعب الصيني كتهديد رمزي
من أولئك الذين استخدموها بشكل متقطع.
ونقلت المجلة عن "كراوتشر"قوله: "أكثر ما فاجأني (بشأن النتائج)
هو أن أولئك الذين يُعتبرون ليبراليين، لديهم مستويات أعلى من الشعور بالتهديد".
ولفت إلى أن حيرتهم حول النتائج زادت خاصة أنهم حينما تحدثوا مع الناس حول هذا
الموضوع، قال البعض إن الديمقراطيين قد يقولون إنهم يقبلون التنوع، ولكن هل هم
كذلك بالفعل؟ وقال آخرون إنهم ربما يقبلون التنوع، ولكن ليس عندما يشعرون بأن الأرواح
في خطر".
وأضاف: " لذا سيكون من المثير للاهتمام حقا أن نرى كيف تتحول ميولنا السياسية عندما نرى
مجموعة تهددنا، هل ما زلنا "ليبراليين" كما نقول نحن عندما يمكن لمجموعة
ما أن تهدد أسلوب حياتنا؟".
واعترف الباحثون بأن ورقتهم كانت محدودة، لأن أساليبهم تعني أنهم لا يستطيعون
إثبات أن وسائل التواصل الاجتماعي تسبب التحيز، فقط أثبتت أن هناك صلة بين الاثنين.
وقال "كارستن مولر"، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في مركز جولس رابينويتز
للسياسة العامة والمالية بجامعة برينستون، الذي لم يعمل على الدراسة، لـ"نيوزويك":
"للأسف لم أفاجأ بالنتائج التي تربط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتحيز،
لأن هذا يتفق مع عمل بحثي لفريقي على الموضوع نفسه".
وأضاف: "ومع ذلك، فإن أساليب الدراسة تعني أنه لا يمكن أن تظهر ما إذا كان لوسائل التواصل
الاجتماعي تأثير على التحيز، حيث سأل المؤلفون "ببساطة" الأمريكيين عما إذا
كانوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كانوا ينظرون إلى الصينيين على أنهم
تهديد".
وخلص "مولر" بالقول: "اتضح أن هناك علاقة بين الاثنين في عينتهم،
ولكن يمكن أن يكون ذلك أيضا لأن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يختلفون عن عامة
السكان بطرق أخرى، لا تعد ولا تحصى".