هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دفعت حوادث تدمير منظومات "بانتسير" الروسية للدفاع الجوي في ليبيا وقبلها سوريا، بواسطة طائرات "الدرونز" المسيرة التركية؛ إلى بحث موسكو عن بديل يواجه هذا السلاح، الذي قلب موازين القوى في معارك طرابلس الأخيرة، وتسبب بتراجع واضح لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وفقدانها لتمركزات استراتيجية عدة.
وفي هذا الإطار، كشف موقع "iz" الروسي في تقرير ترجمته "عربي21"، أن وزارة
الدفاع الروسية تعتزم تدريب طيارين عسكريين على تدمير الطائرات المسيرة، لافتا إلى
أنه سيتم تغيير برامج التدريب القتالي، وسيتم تطوير أهداف جوية جديدة.
وأوضح الموقع أن "الطيارين الروسي سيحصلون على
ترخيص لإطلاق النار تجاه الطائرات دون طيار، وسيكون تدميرها مهمة قتالية
رئيسية"، لافتا في الوقت ذاته إلى صعوبة اكتشاف الطائرات المسيرة، لطيرانها
على ارتفاعات منخفضة وبسرعة أقل من الطائرات الحربية.
أنظمة غير كافية
وأكد أن المعارك في سوريا أظهرت أن "الأنظمة
الأرضية المضادة للطائرات، غير كافية للحماية من الطائرات المسيرة الحديثة"،
مشيرا إلى أن تكلفة صاروخ الطائرات الحربية تفوق بأضعاف تكلفة الطائرة المسيرة
الصغيرة.
ونقل الموقع عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية أنه
"اعتبارا من هذا العام، سيتم إجراء مناورات جوية تكتيكية، تحاكي إطلاق النار
تجاه الطائرات المسيرة"، مشددا على أن تجربة المعارك الأخيرة في سوريا
وليبيا، تظهر أن الطائرات دون طيار "أصبحت قوة خطرة، وأن الدفاع الجوي لا
يستطيع دائما مواجهتها".
اقرأ أيضا: 21 دولة أفريقية تتلقى أسلحة روسية تتصدرها 3 عربية (شاهد)
وتابع: "تستطيع طائرات الدرونز تجاوز مناطق
الدفاع الجوي والهجوم على المعدات العسكرية فجأة"، في إشارة إلى ما جرى مؤخرا
خلال تدمير أنظمة "بانتسير" الروسية التي كانت بحوزة قوات حفتر في
معسكرات محيطة بالعاصمة الليبية طرابلس.
وأشار الموقع الروسي إلى أنه منذ عام 2018 فقد تعرضت
القواعد الروسية في سوريا لهجمات منتظمة من "قاذفات غير مأهولة"، منوها
إلى أنه "تم تدمير حوالي 60 طائرة مسيرة هجومية في عام 2019، وجرى إسقاط
بعضها بواسطة تقنيات إلكترونية".
وشدد على أن الصرعات العسكرية في دول الشرق الأوسط،
أثبتت أن الطائرات دون طيار متوسطة المدى، يمكن أن تكون مشكلة خطيرة حتى بالنسبة
لأنظمة الدفاع الجوي الأرضية الحديثة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي الروسية
" بانتسير" والأمريكية "باتريوت".
وسائل تقليدية
وتطرق إلى هجمات الطائرات المسيرة الناجحة فوق شركة
"أرامكو" السعودية، والتي تجاوزت أنظمة الدفاع الجوي القوية، ما تسبب
بأضرار كبيرة في منشآت لإنتاج النفط بالمملكة، بلغت تكلفتها مليارات الدولارات.
وأفاد الموقع بأن "الجيش الروسي قام بتوسيع
دائرة أهدافه الجوية ضمن تدريباته القتالية، لكن جميعها تشمل وسائل تقليدية، مثل
الطائرات والمروحيات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية"، لافتا إلى أن الخبراء
العسكريين يوصون بإنشاء "أهداف جوية جديدة تبلغ سرعتها من 100 إلى 500 كم/
ساعة، تتناسب مع الطائرات المسيرة".
وذكر أن القوات المسلحة الروسية تقوم بالفعل بإنشاء
وحدات خاصة، للتعامل مع الطائرات دون طيار الصغيرة، موضحا أن "روسيا بدأت
بتكوين تشكيلات عسكرية لتنفيذ هذه المهام القتالية، وتشمل مدفعي رشاش وقناصين
مدربين على إطلاق النار على الطائرات المسيرة، إلى جانب الأنظمة التقنية
الإلكترونية والصواريخ المضادة للطائرات وقذائف المدافع".
وبحسب الموقع الروسي، فإن وحدات عسكرية روسية متخصصة
دخلت منذ بداية العام الجاري الخدمة، لمكافحة الطائرات دون طيار، وجرى تجهيزها
برادارات صغيرة الحجم وأنظمة تشويش إلكترونية، لاكتشاف هذه الطائرات، مؤكدا أنه سيتم
تعميم هذه الوحدات على جميع المناطق العسكرية، التي يعمل بها الجيش الروسي.