هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن إطلاق الشمس موجة من التوهجات، في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، كانت واحدة من بينها الأقوى في السنوات الثلاث الماضية، وذلك بحسب ما أورده علماء دائرة الأرصاد الجوية الأمريكية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العلماء العاملين بمركز التنبؤ بطقس الفضاء أفادوا أنه في 30 أيار/مايو، لم تكن هناك بقع شمسية، على عكس المدة السابقة، والتي بلغت 119 يوما بالنسبة لسنة 2020.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أنه لا زالت عدة أشهر تفصلنا عن انتهاء السنة الجارية، غير أن هذا الاتجاه يقلق العلماء كثيرا.
والجدير بالذكر أن المجال المغناطيسي للشمس هش للغاية، مما يسمح للأشعة الكونية باختراق النظام الشمسي بشكل سريع.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات عدادات النيوترونات في محطة الأشعة الكونية، التي قام بها علماء من مرصد سودانكيلا الجيوفيزيائي في جامعة أولو في فنلندا، أن اختراق الأشعة الكونية للغلاف الجوي للأرض حدث سنة 2020.
في سياق متصل، رصدت مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا في 17 أيار/مايو، غيوما فضية ليلا داخل الدائرة القطبية الشمالية لأول مرة هذه السنة.
ورغم أنها كانت بالكاد مرئية، غير أنها بدت سميكة. ومن المرجح أن يكون دخان النيزك المكون الرئيسي لهذه السحب الغامضة.
والجدير بالذكر أنه مع دخول النيزك الغلاف الجوي واحتراقه، يترك وراءه ضبابا مكونا من الجسيمات الصغيرة، منتشرة على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر فوق سطح الأرض.
وذكرت الصحيفة أن جسيمات دخان النيزك تعمل كنقطة تجميع لبخار الغلاف الجوي، وبالقرب منها، تتحول جزيئات الماء إلى بلورات جليدية.
وبحسب المركبة الفضائية التابعة لوكالة ناسا، يمكن أن يتراوح حجم بلورات الجليد بالقرب من غبار النيزك بين 20 و70 نانومترا.
في المقابل، لوحظت هذه الغيوم فقط في خطوط العرض الشمالية في منطقة مورمانسك في وقت سابق، أما الآن يمكن رؤيتها جنوبا، وذلك راجع إلى الانحباس الحراري الحاد، وتجاهل اتفاقية باريس للمناخ، التي تجبر الدول على مراجعة استراتيجياتها الوطنية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعد سنة 2020.
اقرأ أيضا : كوريون جنوبيون يخترعون نوافذ ذكية تتكيف مع ضوء الشمس
ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في أن دورة الشمس الدنيا، التي تتبعها دوريا فترة الذروة الشمسية، ليست حلا للاحتباس الحراري.
وفي حال لم يتوقف نمو الغازات الدفينة، ستتحول الأرض إلى جحيم. ونتيجة لذلك، سوف تذوب الأنهار الجليدية وتغمر مياهها المدن الساحلية بسرعة كبيرة، وسوف تحرق الحرارة المذهلة جميع النباتات.
وأفادت الصحيفة أن تجاهل بعض المعلومات والتنبؤات حول الشمس يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وعلى الرغم من حقيقة أن العالم الفيزيائي غاليليو قام بتحديث التلسكوب سنة 1609 ليتمكن العلماء إثر ذلك من رؤية الكلفة الشمسية الأولى، إلا أن الفلكي الألماني يوهان لودفيغ كاسبر قام بمحاولة تنظيمها من سنة 1749 إلى سنة 1796، وظل يشاهد الكلفة الشمسية المضيئة والمطلية لمدة ثلاث سنوات متتالية.
في المقابل، ظهرت التلسكوبات بقطر عدسة يساوي 35 مليمترا مع بُعد بؤري يبلغ مترا، في القرن الثامن عشر مما جعل حساب الكلفة الشمسية بدقة ممكنا.
بعد ذلك، اكتشف عالم الأرصاد الجوية والكيميائي الإنجليزي جون دالتون النشاط الأدنى للشمس في الفترة الفاصلة بين 1790 و1830، وعزا ذلك إلى انخفاض متوسط درجة الحرارة السنوية في أوروبا بمقدار درجتين، مما تسبب في "المجاعة التوراتية".
وبينت الصحيفة أن علماء ناسا لا يستبعدون تكرر الدرجة الدنيا لدلتون، وهي فترة انخفاض نشاط الشمس، التي استمرت بين 1790 و1830.
وقد يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية وارتفاع متكرر في تكلفة النفط والغاز والفحم. علاوة على ذلك، لفت العالم الفلكي الإنجليزي إدوارد والتر ماوندر الانتباه إلى العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن تكرار الدرجة الدنيا.
ومما لا شك فيه أن ماوندر، وحسب الأرشيف الموجود، لم يحسب سوى 50 انفجارا شمسيا في الفترة بين 1645 و1715، بينما كان مستوى الانفجارات أعلى بكثير في الأوقات التي تتسم بارتفاع درجة الحرارة.
وتجدر الإشارة إلى أن الوثائق التاريخية تشهد على أزمة الغذاء والأزمة الاقتصادية الحادة التي طال أمدها والتي بدأت في القرن الرابع عشر، عقب كارثة مناخية حادة أثرت بشكل خاص على روسيا.
وفي الختام نوهت الصحيفة بأنه في حال تكرر العصر الجليدي الصغير، فإن التكنولوجيا الحديثة ستسمح بالتأكيد للكوارث المناخية مثل "دالتون الدنيا" بالحدوث بشكل معتدل، ولكن قد تكون عواقب ذلك رهيبة، خاصة بالنسبة للبلدان النامية.