هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسببت المعلومات المغلوطة والشائعات، بشأن فيروس كورونا، حول العالم، في وقوع كوارث وحرائق، ووفيات.
وذكر فريق بحثي من
"بي بي سي"، يتابع المعلومات المضللة عن كورونا، عددا من القصص التي
تسببت بها الإشاعات والمعلومات المغلوطة عن الفيروس.
وخلال الفترة الماضية،
منذ تفشي فيروس كورونا، تسببت تلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن عقار
للعلاج من الفيروس، في تناول مسن أمريكي دواء يوضع في أحواض الأسماك، ظنا منه أنه يقي
من كورونا، ما تسبب في وفاته ودخول زوجته في حالة الخطر.
وعمد أشخاص إلى إشعال
النار في أعمدة إرسال بث الهاتف الخلوي، بتقنية 5G، والتي سرت شائعات بأنها السبب في تفشي فيروس كورونا.
فقد دمر في بريطانيا
أكثر من 70 هوائيا خاصا بشبكات الهواتف المحمولة، بسبب إشاعات مضللة عن تكنولوجيا
الجيل الخامس وأنها هي السبب وراء الفيروس.
وفي نيسان/أبريل تعرض
دايلان فاريل مهندس الاتصالات للهجوم وهو في سيارة الشركة. وصرخ فيه أحد المهاجمين
"ليس لديكم أخلاق، 5 جي يقتلنا جميعا".
وشعر دايلان أن
المهاجمين كانوا يريدون إيذاءه جسديا إن تمكنوا منه. فأغلق أبواب السيارة بعد
شعوره بالرعب.
وتقول كلير مايلن من
موقع يدقق الحقائق يسمى "الحقيقة الكاملة": "رأينا كثيرا من نظريات
المؤامرة المستمرة على الإنترنت بشأن شبكات الجيل الخامس. ثم بدأ ربطها بفيروس
كورونا".
وأصيب أشخاص
بالتسمم، في فيتنام ونيجيريا، بسبب عقار هيدروكسي كلوروكين، بعد شائعات سرت بمنع
الدواء من انتقال العدوى.
فضلا عن ذلك، فقد أصيب بعض
الأشخاص بالمرض، لرفضهم اتخاذ الاحتياطات لأنهم يعتقدون أن هذا المرض خدعة.
وفي إيران لقي مئات الأشخاص حتفهم، بعد تناولهم مشروبات كحولية، روج لها البعض أنها علاج لفيروس
كورونا.
وبلغ عدد الموتى 796
شخصا بنهاية أبريل/نيسان، نتيجة "الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل
الاجتماعي"، بحسب ما تقوله السلطات الصحية.
وأكد الفريق حالة صبي
في الخامسة من عمره أصيب بالعمى بعد أن أعطاه والداه كحولا غير مصرح به في محاولة
منهم لعلاج مرضه.
وتبين أن المشروبات
الكحولية كانت مغشوشة، وتسببت بتسمم في الدم لدى الأشخاص الذين تناولوها.
وفي كوريا الجنوبية، تسبب الثوم بالتهابات حادة في الحلق، لسيدة كورية، بعد تداول وصفة للوقاية من فيروس
كورونا، وقامت السيدة بتناول أكثر من كيلوغرام من الثوم، خوفا من الإصابة
بالفيروس، الأمر الذي أدخلها إلى المستشفى.
وقال براين لي
هيتشينس، البالغ 46 عاما، وهو يتحدث من سريره في مستشفى في فلوريدا، حيث ترقد
زوجته في قسم مجاور في حالة خطرة: "اعتقدنا أن الحكومة افتعلت هذا للفت
انتباهنا، أو أن الأمر كله له علاقة بشبكات الجيل الخامس، 5 جي، للهواتف المحمولة.
ولذلك لم نتبع القواعد ولم نطلب المساعدة في وقت أسرع".
واعتقد براين وزوجته،
بعد قراءتهم بعض نظريات المؤامرة على الإنترنت أن المرض ليس إلا خدعة، أو على
الأقل أنه ليس أسوأ أبدا من الأنفلونزا. لكن الزوجين أصيبا في أوائل مايو/أيار
بكوفيد-19.
ويقول براين:
"أدركت الآن أن فيروس كورونا ليس مزيفا، وأنه موجود بالفعل، وينتشر".
وفي أوائل آذار/مارس
نقل رجل فيتنامي في الـ43 من عمره إلى المستشفى في هانوي متسمما بعد تناوله جرعة
من الكلوروكين. وكانت حالته صعبة، وقال الأطباء إنه كان محظوظا لتلقي العلاج
بسرعة، قبل أن يموت.
وأشار الرئيس ترامب
إلى عدد آخر من أنواع العلاج إلى جانب هايدروكسي كلوركين. فقد ألمح في نهاية نيسان/أبريل
إلى أن الأشعة فوق البنفسجية قد تحيد الفيروس.
ولكنه تراجع بعد ذلك
عما قاله متعللا بأنه كان يسخر.
إلا أن بعض الأمريكيين
لم يتراجعوا، إذ تلقت هيئة مكافحة التسمم مكالمات هاتفية تطلب النصيحة. وقيل إن
شخصا بلع صابونة بعد أن شاهد مؤتمر ترامب.
وقال طبيب في مستشفى
في نيويورك إنهم عالجوا عددا من المرضى بعد أن أصيبوا بوعكات بسبب ابتلاعهم بعض
المطهرات.
وأضاف أن لبلع مثل هذه
الأشياء آثارا طويلة الأمد، من بينها السرطان، ونزيف الجهاز الهضمي.
وحذر رئيس منظمة الصحة
العالمية من أن الوباء قد يفضي إلى إشعال "اعتداءات خطيرة".
وهو يشير بذلك إلى
العنصرية تجاه الوافدين من آسيا والصين، ولكن الفيروس زاد أيضا من التوتر في عدة
بلدان.
فقد هوجم ثلاثة مسلمين
بعنف في حوادث منفصلة في دلهي. وضرب الأشخاص الثلاثة بعد انتشار إشاعات بأن
المسلمين ينشرون الفيروس.
ووقعت حوادث أخرى
اشتبكت فيها عصابات ببعضها، بعد هجوم تعرض له صبي مسلم شرقي الهند. وفقد شاب آخر
حياته وجرح ثالث جروحا بالغة.
وفي مدينة برادفورد في
بريطانيا انتشرت إشاعات عن ترك المرضي غير البيض بلا رعاية ليموتوا.
وفي مدينة غربي وسط
الهند توجه الأطباء لعلاج شخص تعرض للرشق بالحجارة لاشتباههم في إصابته بالفيروس.
وادعت مقاطع فيديو نشرت على تطبيق واتسآب أن موظفي الرعاية الصحية يأخذون المسلمين
الأصحاء ويحقنونهم بالفيروس.
مع انتشار تلك
المعلومات المضللة أطلقت منظمة الصحة العالمية عليها مصطلح "وباء المعلومات"،
محذرة منها.
وبقراءة هذه المعلومات
قد يتناول بعض الناس أنواعا مزيفة من العلاج، التي قد لا تقتلهم، لكنها تحد من فرص
نجاتهم، لأنهم يعتقدون أن فيروس كورونا ليس حقيقا، أو ليس خطيرا.
وفي يوم جمعة بارد في
شهر مايو/أيار وصل رجلان في الـ40 من عمرهما، ويعملان معا في نفس الوردية، إلى
الطوارئ في مستشفى في نيويورك، وكانا مريضين بشدة.
ورأى دكتور راجيف
فيرناندو أحدهما وهو يموت، بينما وضع الآخر على جهاز التنفس الصناعي.
وسألهما فيرناندو
عندما وصلا إلى المستشفى لماذا تأخرا في الحضور. فقالا إنهما قرءا على الإنترنت أن
الفيروس ليس خطيرا. وحاولا استخدام علاجات بديلة، لأنهما ظنا أنه أنفلونزا.
ويقول البروفيسور
مارتن مارشل رئيس الجمعية الملكية للأطباء العامين في بريطانيا، إنه هو وزملاؤه
رأوا مرضى أخذوا النصيحة مما كانوا يقرأونه على الإنترنت، مثل حبس النفس لفترة
لفحص أنفسهم.، أو الاعتقاد في أن شرب المشروبات الساخنة يكافح الفيروس. وبعضهم ردد
ما قاله ترامب عن المطهرات.
ويقول أطباء في
نيويورك إن أعداد مَن تأخروا في العلاج مخيفة. ومن بين هؤلاء دكتور مارو الذي يقول
إنه يعرف من بين جيرانه أناسا أصيبوا بالفيروس وماتوا لأنهم يعتقدون أن التباعد
الاجتماعي غير فعال، أو أن فيروس كورونا خدعة.
ويقول إنه هو وزملاؤه
أمضوا وقتا طويلا ثمينا في كشف زيف تلك المعلومات، بدلا من علاج المرضى.
ولمواجهة موجة
المعلومات المضللة، وضعت شركات التواصل الاجتماعي قواعد جديدة.
وقالت شركة فيسبوك
"لن نسمح بمعلومات مضللة مضرة، وقد أزلنا مئات الآلاف من المنشورات التي تتضمن
علاجات مزيفة، وادعاءات بأن فيروس كورونا لا وجود له، أو أن ما سببه هو شبكات الـ5
جي، أو أن قواعد التباعد الاجتماعي غير فعالة.
وأضافت الشركة أنها
وضعت علامات تحذيرية على محتويات 90 مليون منشور.
أما شركة يوتيوب فتقول
إنها لن تسمح بأي محتوى يروج لما يسمى "علاجات" وقد تكون خطيرة، وإن
لديها مجموعة من السياسات لمكافحة المعلومات المضللة الخاصة بكوفيد-19، التي تشكك
في وجود المرض أو أنه نتج عن شبكات الـ5 جي.