هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأ داعمو حفتر بعد خسائره في ليبيا، بالبحث عن مخرج له أو إنقاذ ما تبقى من مشروعه العسكري، وجاءت مطالبة دولة "الإمارات" بوقف فوري لإطلاق النار، لتطرح تساؤلات حول أهداف هذه الخطوة الآن.
وبعد سقوط "الوطية" مباشرة.. طالب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، بوقف فوري وشامل لإطلاق النار في ليبيا وسرعة العودة إلى مسار العملية السياسية، ووقف ما أسماه التصعيد الإقليمي، معتبرا أن كل الأطراف هناك تجري وراء سراب النصر المؤقت، مؤكدا أن بلاده تدعو لحل سياسي، وفق تصريحاته.
"توبيخ ورد عنيف"
في المقابل، ردت حكومة الوفاق الليبية على هذه الدعوات من قبل "الإمارات" بوصفها تلاعبا بالعقول وكذبا وقلبا للحقائق واستمرارا لعمليات التضليل الإعلامية لهذه الدولة الداعمة لمشروع الديكتاتورية في ليبيا.
"مناورة مرفوضة"
من جهته، أكد المتحدث باسم رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوفاق الليبية، محمد قنونو، أن دعوة الإمارات لوقف إطلاق النار، مناورة جديدة لكسب الوقت.
وفي حديثه لـ"عربي21"، شدد قنونو رفض مبادرة الإمارات، مشيرا إلى أنه منذ إطلاق عملية "عاصفة السلام" تقدموا على المحور الداعم لحفتر بخطوات، مما جعله يطلب الوقت.
اقرأ أيضا: حساب إماراتي: ابن زايد رفض منح حفتر وأسرته اللجوء السياسي
وأضاف أن الحكومة الليبية لو أعطت الفرصة لحفتر لالتقاط الأنفاس، لما تمكن الجيش الليبي من تحرير الوطية، ولبقيت القاعدة تعمل لصالحه مليشياته.
وأشار إلى أنه "كان بالإمكان الالتفات لأي دعوة للهدنة لو توقفت الإمدادات عن الوصول إلى الشرق الليبي، لكن في الوقت الذي تطلب فيه الإمارات هدنة، نجدهم يزودون "حفتر" بثماني طائرات سوخوي 24 وميغ 29، غير الذخائر والإمدادات الأخرى. فهل هذه تصرفات من يريد السلام؟"، وفق تساؤلاته.
وتابع: "محور الشر الآن صرف النظر تماما عن دخول "طرابلس"، واقتنع بأن يده قطعت في المنطقة الغربية عموما".
"تهديد للوفاق وتدخل مباشر"
من جهته، قال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر إنه "لا يمكن الوثوق في ما يقوله المسؤولون الإماراتيون في ما يتعلق بالحوار والعودة إلى المسار السياسي، كونهم لن يقبلوا بأقل من تنصيب حكم أسري دكتاتوري يسيطرون معه على الاقتصاد الليبي، لكن الهزيمة التي تكبدوها ترغمهم على المراوغة".
وفي حديث لـ"عربي21" أوضح أن "قدرة الإمارات الآن على التأثير في الملف الليبي باتت ضعيفة، لذا يحاول "حفتر" وبكل الطرق الحفاظ على تماسك قواته ومؤيديه ريثما يجد حلا لورطته".
وتابع قائلا: "ولم يبق لحلفاء حفتر غير التدخل المباشر من فرنسا وروسيا ولعل قدوم أسراب من مقاتلات روسية وبقاء بعضها في المنطقة الشرقية والمنطقة الوسطى هو بمثابة تهديد مباشر لأي تقدم من قبل حكومة الوفاق نحو الشرق الليبي".
"خدعة ومحاولات يائسة"
بدوره رأى الباحث السياسي في الملف الليبي، عباس محمد صالح أن "حديث قرقاش هي تصريحات الطرف المهزوم في الصراع الليبي، خاصة بعد خسارتهم قاعدة "الوطية" الجوية".
وأكد أن "المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، ليس إلا مجرد "تكتيك" ومحاولة يائسة لإنقاذ "حفتر" ومشروعه من هزيمة ساحقة".
اقرأ أيضا: رد عنيف لوزير داخلية ليبيا على دعوة قرقاش لوقف إطلاق النار
وأضاف لـ"عربي21": "كما أنها محاولة لتجميع فلوله تمهيدا للانقضاض مجددا، ومن أجل توفير أوراق يمكن أن تسعفه كطرف سياسي، ولكن حتى إذا قبلت به الأطراف الليبية الأخرى كفريق سياسي، فبدون سيطرة على الأرض سيكون موقفه ضعيفا".
"بعد اقتصادي"
لكن الأكاديمي الليبي، علي الصلح، أوضح أن "مطالبة العديد من الدول العربية ومنها الإمارات ومصر بالحل السياسي والجلوس من أجل المفاوضات هو أحد الثوابت السياسية في السياسات الخارجية لهذه الدول، والحرب والأرض إحدى أهم أدوات التفاوض السياسي".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "طلب الهدنة الأخيرة فهدفه تشكيل وإعادة هيكلة الوضع، وقد يكون هناك حكومات جديدة ترسم واقعا وفقا لمبادرة رئيس البرلمان، عقيلة صالح كونها أصبحت هي الأقرب للواقع في ظل الظروف الراهنة" على حد وصفه.