هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت شركة "مودرنا" الأمريكية، الاثنين، عن الوصول إلى نتائج "مبشرة" للقاح ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بعد إجراء عدد من الاختبارات.
واستندت الشركة في ذلك، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، ترجمته "عربي21"، على نتائج إعطاء جرعتين من اللقاح لثمانية أشخاص، في إطار عملية بدأت في آذار/مارس الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن إعطاء اللقاح للمتطوعين الأصحاء، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما، أفرز تطوير أجسام مضادة تم اختبارها بعد ذلك في الخلايا المصابة مخبريا، وثبتت قدرتها على وقف انتشار الفيروس، وبمستوى يفوق نظيره لدى المتعافين من المرض.
وعلى الرغم من أن النتائج مشجعة، إلا أنها ليست كافية لإثبات أن اللقاح فعال بشكل كامل، ويتطلب الوصول إلى تلك النتيجة إجراء المزيد من الدراسات ولمدة أطول.
وتعتمد "مودرنا" تكنولوجيا خاصة تشتمل على مادة وراثية من الفيروس تسمى mRNA، ولم يسبق أن أنتجت بالاعتماد عليها أي لقاح معتمد.
وأنتجت الشركة اللقاح بالتعاون مع المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بقيادة الدكتور أنتوني فاوتشي، الذي يقود التجارب السريرية، ويتعاون مع أطراف مختلفة في هذا السياق.
ولفتت الصحيفة إلى أن عمل خطوات الشركة الكبيرة نحو إنتاج لقاح للفيروس، الذي يجتاح العالم والولايات المتحدة بشكل خاص، انعكس إيجابا على أسهمها في الأسواق المالية.
وتشير الصحيفة إلى قلق واسع النطاق من انعكاسات سلبية لتسرع شركات من مختلف أنحاء العالم وتزاحمها نحو إنتاج اللقاح على الصحة العامة. وتستغرق اللقاحات عموما سنوات، وأحيانا عقدا أو أكثر، للوصول إلى السوق بشكل مضمون تماما لتجنب تسجيل آثار جانبية خطيرة.
ولا تزال المرحلة الأولى من اختبارات مودرنا جارية، ويتم الآن اختبار اللقاح على فئتين عمريتين أخريين، 55 إلى 70 سنة، و 71 عاما فأكثر.
اقرأ أيضا: 7 مضاعفات محتملة لفيروس كورونا قد تكون دائمة (إنفوغراف)
ولم يتم نشر البيانات الفعلية لهذه الاختبارات الأولية أو مشاركتها علنا، ولكن تم تقديمها إلى إدارة الغذاء والدواء الفدرالية، والتي لا تعلق على التجارب التي لا تزال جارية. وقالت الشركة إنها تأمل في إتاحة البيانات للجمهور هذا الصيف، حيث من المقرر أن تبدأ المرحلة النهائية من الاختبار.
وتنقل "نيويورك تايمز" عن الشركة أنها تسير بموجب جدول زمني سريع، حيث ستبدأ المرحلة الثانية بتجريب اللقاح على 600 شخص قريبا، وستبدأ المرحلة الثالثة في تموز/يوليو بمشاركة الآلاف. ومنحت إدارة الغذاء والدواء مودرنا الضوء الأخضر للمرحلة الثانية في وقت سابق من هذا الشهر.
وتستخدم الشركة المواد الوراثية "مرسال RNA" لصنع اللقاحات- وهي تقنية تستخدمها أيضا شركات أخرى-، ولدى مودرنا تسعة أخرى في مراحل مختلفة من التطور، بما في ذلك العديد من الفيروسات التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي. ولكن لم يصل أي لقاح مصنوع بهذه التكنولوجيا إلى السوق حتى الآن.
وبدأ العمل على لقاح للفيروس التاجي الجديد في كانون الثاني/يناير، بمجرد أن نشر العلماء الصينيون تسلسله الجيني على الإنترنت. وحدد الباحثون في "مودرنا" والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية جزءا من التسلسل الذي يرمز لبروتين شائك على سطح الفيروس يربطه بالخلايا البشرية، مما يساعد الفيروس على غزوها.
وتكمن الفكرة وراء لقاح الشركة الأمريكية في حقن mRNA في جزء من "بروتين السنبلة" وجعله ينزلق إلى خلايا الشخص السليم، والذي يتبع بعد ذلك تعليماته وينتج البروتين الفيروسي. ويجب أن يعمل هذا البروتين كعلامة حمراء لجهاز المناعة، تحفزه على إنتاج الأجسام المضادة التي تمنع العدوى عن طريق منع عمل "السنبلة" إذا تعرض الشخص للفيروس.