هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تأكيد أطباء صينيين إمكانية استمرار فيروس كوفيد-19 في العيش داخل جسم المريض وتحديدا في السائل المنوي، غير أن احتمال انتقاله عبر الاتصال الجنسي غير وارد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الباحثين أوضحوا أن بعض أعضاء الجسم مثل الخصيتين والعينين والجهاز العصبي المركزي، عادة ما تكون محمية من الالتهابات الخطيرة الناتجة عن الاستجابة المناعية. كما أن الجنين والمشيمة محميان من الالتهابات مهما كان نوعها في مرحلة الحمل.
وذكرت أن هذا النوع من المعطيات جذب الانتباه خلال تفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا ما بين 2013 و2016، وذلك بعد أن اتضح أنه يمكن أن ينتقل عن طريق الحيوانات المنوية حتى بعد أشهر من شفاء الرجل المصاب به. وقد أثارت هذه البيانات تساؤلات بشأن انتقال الفيروسات الأخرى عن طريق الاتصال الجنسي بما في ذلك كوفيد-19.
ومن بين 50 مريضًا مصابًا بفيروس كورونا، لم يتمكن 12 منهم تقديم عينات الحيوانات المنوية إما بسبب ضعف الانتصاب أو الغيبوبة أو بسبب وفاتهم قبل بدء الدراسة. ونتيجة لذلك، استخدم الباحثون عينات حيوانات منوية من 38 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 15 و59 عامًا، كانوا حاملين لفيروس كورونا.
وخلافا للدراسات السابقة، ركز هذا البحث على المرضى المصابين بأمراض خطيرة. وقد تبين أن ستة منهم مازالوا يحملون آثارا للفيروس في السائل المنوي، أربعة منهم في مرحلة حرجة.
وبينت الصحيفة أنه منذ الأيام الأولى لظهور الوباء، ذكر الأطباء أن الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق القبلات، مع ضعف احتمال انتقاله عبر الاتصال الجنسي. ويرى البروفيسور ستانلي بيرلمان من كلية الطب بجامعة أيوا أنه "حتى إذا عُثر على آثار فيروس كورونا في السائل المنوي، فهذا لا يعني أنه يمكن أن تعيش خارجه".
وقد أكد بيرلمان أن "هذا الاكتشاف مثير للاهتمام، لكن ينبغي التأكد من أن هذا الفيروس قادر على نقل العدوى عن طريق السائل المنوي".
وأشار البروفيسور بيرلمان إلى أن التحليل كشف عن أجزاء من الحمض النووي الريبوزي للفيروس، لكن هذا لا يعني بقاء الفيروس نفسه في السائل المنوي وإمكانية نقل العدوى. علاوة على ذلك، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات انتقال الفيروس عبر الاتصال الجنسي، علما بأن احتمال الإصابة عن طريق القطيرات الدقيقة المنتشرة نتيجة السعال والتحدث مع المريض أعلى بكثير.
وأكدت الصحيفة أن بعض الأطباء يصرون على البحث في مسألة تواجد الفيروس في الحيوانات المنوية. وبناء على ذلك، قررت العديد من العيادات المتخصصة في علاج العقم تعليق عملها ليس للحد من تدفق المرضى فحسب، بل خشية إصابة النساء اللاتي يحاولن الحمل من خلال الحيوانات المنوية المتبرع بها.
وأوضحت أنه يمكن الحد من انتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي وذلك في حال كانت هذه الفرضية صحيحة. ولتحديد كمية الفيروس التي يمكن تخزينها في الخصيتين بدقة، يوصي الباحثون باستخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس. وفي وقت سابق، قيّم فريق بحث أمريكي مخاطر الإصابة بالفيروس من خلال الاتصال الجنسي.
وقد وجدوا الفيروس في خصيتي الرجال الذين يعانون من مرض خفيف، بينما لم يكن هناك أي أثر للفيروس في السائل المنوي. ومع ذلك، قد يرجع الأمر إلى حقيقة أن العينات أخذت بعد شهر من التشخيص.
وأوضح الباحثون أنه في حال كان الفيروس في الخصيتين، فإنه لا يصل إلى الحيوانات المنوية، ما يقوض الفرضية التي تفيد بإمكانية انتقال الفيروس عبر الاتصال الجنسي. لكن تجدر الإشارة إلى أن وجوده في الخصيتين يمكن أن يؤثر على المدى الطويل على جودة الحيوانات المنوية وعددها.