طب وصحة

إشارات مقلقة عن مهاجمة فيروس كورونا أعصاب المرضى

من 46 بالمئة إلى 84 بالمئة من الحالات الشديدة المصابة بكورونا تظهر عليها اضطرابات عصبية- جيتي
من 46 بالمئة إلى 84 بالمئة من الحالات الشديدة المصابة بكورونا تظهر عليها اضطرابات عصبية- جيتي

نوه أستاذ علم الفيروسات بجامعة كينت، جيريمي روسمان، إلى وجود مؤشرات مقلقة من تأثير فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" على أعصاب المرضى.

ونبه روسمان في تقرير نشره عبر موقع "ساينس ألرت"، وترجمته "عربي21" إلى أنه مع ارتفاع الحالات المصابة بفيروس كورونا، فقد بدأت بعض الدراسات تشير إلى ظهور أعراض عصبية على أكثر من ثلث المرضى.


ومع ثبوت أعراض عدوى كورونا على الجهازين التنفسي والهضمي كـ(التهاب الحلق، وضيق التنفس، والسعال، والإسهال، والغثيان..) إضافة إلى التأثير على القلب وتخثر الدم، فإن أعراضا عصبية ستضاف لهذه القائمة، بحسب الأستاذ الجامعي.

وأظهر عدد من تقارير الحالة لبعض الأفراد المصابين بكورونا أنهم يعانون من متلازمة "غيلان باريه" وهو اضطراب عصبي تسببه العدوى الفيروسية حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الأعصاب الطرفية مسببا تلفا والتهابا في الطبقة المغلفة للألياف العصبية (المايلين)، ما يمنع الأعصاب من نقل الإشارات العصبية إلى الدماغ، مؤدية إلى الضعف أو التنميل أو الشلل.

ويقول الأستاذ الجامعي إن دراسات حديثة من الصين وفرنسا أظهرت أن 36 بالمئة من المرضى بكوفيد-19 يعانون من أعراض عصبية، إضافة لالتهاب الدماغ الحاد والسكتة الدماغية لدى الشباب الأصحاء الذين ربما يعانون من أعراض خفيفة بكورونا.

 

اقرأ أيضا: أطباء: كوفيد-19 قد يُسبب سكتات دماغية للشباب

ومن الأعراض الخفيفة الناجمة عن تأثر الأعصاب بكورونا "الصداع أو الدوخة". وهناك أعراض أكثر حدة تشمل "فقدان الرائحة أو التذوق، وضعف العضلات، والسكتة الدماغية، والنوبات، والهلوسة".

وتشير التقديرات إلى أن من 46 بالمئة إلى 84 بالمئة من الحالات الشديدة المصابة بكورونا تظهر عليها اضطرابات عصبية أيضا.

ولوحظ  في هذه الحالات الشديدة "حدوث تغيرات في الوعي، مثل الارتباك واضطراب الحركة، والتي استمرت بعد الشفاء من الفيروس".

 

كيف يؤثر على الأعصاب؟


ويسبب فيروس كورونا الاضطرابات العصبية إما عن طريق العدوى المباشرة للدماغ، أو نتيجة التنشيط القوي لجهاز المناعة.

ووجدت دراسات حديثة أن الفيروس كان موجودا بأدمغة الحالات المتوفاة بكورونا، مشيرة إلى أن إصابة الخلايا العصبية الشمية في الأنف هي ما مكن الفيروس من الانتقال من الجهاز التنفسي إلى الدماغ.

ويستغل الفيروس مستقبل إنزيم "ACE2" المتواجد في الأوعية الدموية والذي يساهم في عملية تنظيم ضغط الدم من أجل الوصول إلى الدماغ عبر الحاجز الدموي الدماغي، وبمجرد دخول الدماغ، يسبب تضاعف الفيروس اضطرابات عصبية.

 

اقرأ أيضا: علامات تدل على وجود فيروس "كورونا" في رئتيك

وتنتج الاضطرابات العصبية أيضا نتيجة لاستجابة الجهاز المناعي القوية ضد الفيروس، وهذه الاستجابة المناعية تظهر في شكل متلازمة "غيلان باريه".

إن الاضطرابات العصبية الناجمة عن العدوى الفيروسية ليست أعراضا حصرية بفيروس كوفيد-19، بل يمكن للفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي أن تسبب أمراضا عصبية.

لكن دخول فيروسات الجهاز التنفسي إلى الدماغ أمر نادر الحدوث. ومع وجود الملايين من المصابين بفيروس كورونا المستجد يتضاعف خطر الإصابة بأمراض عصبية كبيرة، خاصة في حالات العدوى الشديدة.


ويختم الأستاذ الجامعي بالقول: "من المهم أن نكون على دراية بإمكانية ظهور الأعراض العصبية لكوفيد-19، خاصة في الحالات المرضية الشديدة، مع احتمال أن تترك تأثيرات طويلة المدى على المرضى، وهذا يجدد الدعوة للحد من انتقال العدوى".

التعليقات (0)