هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحفي مارتن شولوف يتناول وضع العمالة الأجنبية في دول الخليج التي قال إنها هي التي "تحملت العبء الأكبر من تفشي فيروس كورونا".
وأشار شولوف في تقريره الذي ترجمته "عربي21" إلى أن العمال الأجانب يعيشون في مخيمات مكتظة وبدون عمل يواجهون نسبا عالية من الإصابات بفيروس كورونا.
وتنقل الصحيفة عن منظمات حقوق إنسان ودبلوماسيون قولهم، إن هذا القطاع من العمالة يتعرض أكثر للإصابة بـ"كوفيد-19" مما يعني أن على الدول التي استقبلتهم توفير نفس العناية التي توفرها لأبناء البلاد، وإلا واجهت هذه انتشارا واسعا للمرض بطريقة يصعب احتواؤها.
وأضافت: "أغرت هذه الدول الغنية بالغاز الطبيعي والنفط ملايين من أصحاب المهارات المتدنية للعمل في قطاعات الخدمة، خاصة من جنوب آسيا وأفريقيا. وبسبب توقف النشاطات العامة فإن عمال البناء باتوا محصورين في مهاجعهم وبعيدا عن ناطحات السحاب وملاعب الرياضة التي يعملون فيها، وبدون رواتب. ونفس الأمر ينسحب على قطاع الطاقة الذي يعمل فيه الأجانب بشكل حصري".
واستنادا إلى ما قاله ريشارد كاولانسكي، الذي يعمل بمنظمة العمل الدولية، فإن"المهاجع الخاصة بالعمال تعاني مشكلة كبيرة، وتغيب فيها إجراءات التباعد الاجتماعي حيث يبلغ عدد الأشخاص في الغرفة أربعة أو أكثر".
اقرأ أيضا: هكذا تخلت حكومة السيسي عن العالقين بالخارج.. غضب وتفاعل
ووصلت حالات الإصابة بالفيروس بين العمالة الأجنبية بدول الخليج نسبا عالية. ففي الكويت والإمارات والبحرين تظهر الأرقام الرسمية أن معظم حالات الإصابة بالفيروس سجلت بين العمال الذين يعيشون في معسكرات خاصة بهم.
وكشف تقرير أصدره مركز موارد التجارة وحقوق الإنسان هذا الشهر أن العمالة الأجنبية في الخليج "يعيش أفرادها في معسكرات مكتظة وفي العادة بدون مرافق للنظافة وبعضهم بدون قدرة للحصول على المياه".
وجاء في التقرير "هذه الظروف توفر التربة الخصبة لانتشار فيروس كوفيد-19 وفرض الحجر الصحي والقيود على الحركة والسفر قد تؤدي وبطريقة غير مقصودة إلى تعريض العمال للخطر وأثار اقتصادية حادة بسبب عدم قدرتهم على العمل".
ويقول شولوف، إن معدلات الإصابة هزت دول الخليج التي زادت من عمليات ترحيل العمال بدون أن تلقى مقاومة كبيرة من دول العمال. وفي الوقت الذي وفرت فيه دول الخليج العلاج لمن أصيب بفيروس كورونا، إلا أن القلق داخل مجتمعات العمالة الوافدة هو أن الدول مترددة في منح العناية الصحية الشاملة للعاملين وحملة الفيروس في مخيمات العمالة.
ونقلت الصحيفة عن إقبال رشيد، عامل البناء من باكستان في قطر قوله: "جاءوا للفحص ثلاث مرات وتم أخذ بعض أصدقائي"، وأضاف: "هنا الكثير من المرضى وحتى لو أردت العودة إلى بلادي، فمن سيقدم المساعدة، نحن هنا عاجزون".
واعترفت دول المنطقة بأن المعسكرات هي حاضن مثالي للمرض ولكنها تحاول موازنة المخاطر على العمال بالخطر على المجتمع بشكل عام.
وتقول الصحيفة إن منظور إصابة العمالة المهاجرة بالفيروس وحماية المواطنين تكشف الضوء عن معدل اعتماد هذه الدول الثرية وبشكل كامل على العمالة الأجنبية لتحريك اقتصادياتها.
ويعمل المهاجرون في بناء ملاعب كأس العالم في 2022 الذي ستعقد في قطر وفي بناء إكسبو 2020 بدبي، ومنشآت استقبال قمة العشرين بالرياض هذا العام.
اقرأ أيضا: من يقرر العودة للعمل في ظل كورونا.. الأطباء أم رجال الأعمال؟
وسجلت حالات وفاة عالية بين عمال نيباليين في قطر مع أن الحكومة تقول إنها حسنت من ظروف العاملين في مواقع البناء.
وسجل نحو 40.000 عامل باكستاني في الإمارات في قوائم العودة إلى بلادهم، وهددت أبو ظبي بإعادة النظر في العلاقات مع الهند إن لم تتعاون في ترحيل العمال الهنود.
ورغم الظروف الصعبة إلا أن العمالة الوافدة ظلت تتدفق على دول الخليج وإرسال التحويلات المالية إلى بلادها التي لا تتوفر فيها فرص العمل.
وقال كاولانسكي" "هناك الكثير من العمال في دول مجلس التعاون الخليجي ممن لا يريدون العودة وراغبين بالبقاء والبحث عن عمل".
وأضاف: "ستكون خسائر ضخمة في الأعمال ودولهم ليست متحمسة لعودتهم نظرا للتحديات المرتبطة بالعائدين في هذا الوقت وندرة فرص العمل في أوطانهم".
وشدد بالقول: "بعض الدول كانت ناشطة أكثر من غيرها فقد وفرت الكويت وسائل ورحلات جوية للمهاجرين الذي كان يقيمون في البلد بدون أوراق رسمية، حيث يعتبر هؤلاء خطرا صحيا بسبب عدم القدرة على متابعتهم وفحصهم.
وكانت قطر أول الدول الخليجية التي حجرت على معسكرات العمالة الوافدة ومنحتهم مرونة في ظروف العمل بحيث يعطيهم الفرصة للحصول على الوظيفة المتوفرة.