هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار العالم الشرعي المغربي، الحسين آيت سعيد، عضو المجلس العلمي الأعلى في المغرب، فتوى بشأن صلاة التراويح في شهر رمضان القادم خلف شاشة التلفاز عن بعد.
وجاءت تصريحات سعيد بعد سؤاله عن صلاة التراويح في ظل الظروف الخاصة، مع منع الجماعة في المساجد بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، فأجاب "بجواز ذلك للفوز بفضل الجماعة الكبيرة".
وبين أن "المسألة تناولها الفقهاء منذ القدم بتفصيلها، وخاصة منهم المالكية والشافعية، فليست وليدة اليوم"، بحسب قوله.
اقرأ أيضا: مصر.. إقالة متحدث الأوقاف إثر تصريحات عن التراويح بالمساجد
وقال إن صلاة التراويح تندرج في باب النوافل التي وسع فيها الشارع ما لم يوسع في الفرائض، فأجاز النوافل جلوسا بلا علة، وعلى الدابة، وجماعة وفرادى، إلى غير ذلك من التوسع الجاري في بابها المفصل في كتب الفقه.
واستدل سعيد، أستاذ التعليم العالي في جامعة القاضي عياض، بأدلة من الفقه المالكي وأخرى من الفقه الشافعي.
وقال: "أما الفقه المالكي، ففي المدونة (1/175): قال الإمام مالك: ومن صلى في دُورٍ أمام القبلة بصلاة الإمام وهم يسمعون تكبير الإمام، فيصلون بصلاته ويركعون بركوعه ويسجدون بسجوده، فصلاتهم تامة وإن كانوا بين يدي الإمام...؛ وقد بلغني أن دارا لآل عمر بن الخطاب وهي أمام القبلة كانوا يصلون بصلاة الإمام فيها فيما مضى من الزمان، وما أحب أن يفعله أحد، ومن فعله أجزأه".
أما الشافعية، ففي الحاوي الكبير (2/343): قال الشافعي: "وإن صلى رجل في طرف المسجد والإمام في طرفه ولم تتصل الصفوف بينه وبينه أو فوق ظهر المسجد بصلاة الإمام أجزأه. كذلك صلى أبو هريرة فوق ظهر المسجد بصلاة الإمام في المسجد".
وبعد جدل أثارته تصريحاته، أوضح سعيد وفق ما نقلته صحف محلية: "أولا: هذا نقل وعرض لما في المسألة وليس فتوى، لأن الفتوى تكون جماعية لا فردية، والذين سموها فتوى فذلك شأنهم، وليس في كلامي من بدايته إلى نهايته ما يشير إلى أنه فتوى، وحتى لو كانت فتوى فليست بملزمة لأحد".
وأضاف: "ثانيا: ما عرضته ليس رأيي الخاص وإنما هو رأي لكبار الأئمة".
اقرأ أيضا: تاريخيا.. هل مر على المسلمين رمضانات بمثل جائحة كورونا؟
وتابع: "ثالثا: هذا الرأي مقيد بزمانه ومكانه كما هو مبين في النصوص المنقولة فلا يفهم منها التعميم على الإطلاق، فلا يجوز لأحد في المغرب أن يقتدي بأحد في المشرق أو في أوروبا وأمريكا للفارق الشاسع في أوقات الصلوات بيننا وبينهم، إذ كيف يمكن لواحد في المغرب عنده العصر وواحد في المشرق عنده العشاء أن يقتدي به في التراويح وهو لم يصل بعد المغرب ولم يدخل عنده العشاء. فإذن البلدان النائية إذا توهم أحد دخولها فهي غير داخلة على الإطلاق".