ما المطلوب لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال؟

مع استمرار اعتقال الاحتلال الإسرائيلي الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، وتعريضهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا، تثار تساؤلات عن السبل الأنجع التي يجب اتباعها من أجل تحرير الأسرى من قبضته.

وفي مثل هذا اليوم من كل عام، الموافق 17 نيسان/ أبريل، يحيي الشعب الفلسطيني لجمعة "يوم الأسير الفلسطيني"، الذي يأتي هذا العام وما زال أكثر من 5000 أسير وأسيرة فلسطينية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

اهتمام أكبر

وحول أهم الاحتياجات أو الخطوات لتحرير الأسرى خاصة مع الأخطار المضاعفة عليهم، في ظل تفشي وباء كورونا، شدد الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية منصور أبو كريم، على وجوب "تظافر جميع الجهود المحلية والعربية والدولية، للضغط على إسرائيل لإنهاء ملف الأسرى والمعتقلين، خاصة في ظل انتشار وباء كورونا".

وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "فيروس كورونا، يشكل خطرا على حياة الأسرى في سجون الاحتلال، في ظل الانتشار الكبير للفيروس في إسرائيل"، منوها إلى أن "قضية الأسرى، هي قضية وطنية، يجب الاهتمام بها بشكل أكبر، بعد ما تراجعت من سلم أولويات القوى السياسية والمجتمعية في المجتمع الفلسطيني بفضل الانقسام والتناحر السياسي والحزبي"، بحسب تقديره.

وحول المطلوب من السلطة الفلسطينية، نبه أبو كريم، إلى أن "السلطة عليها مسؤولية كبيرة تجاه قضية الأسرى والمعتقلين، باعتبارها الكيان السياسي الشرعي والمعترف به دوليا، ما يحمّلها المسؤولية الأكبر في حمل ملف الأسرى في السجون المعتقلات الإسرائيلية، من أجل الضغط بصورة أكبر على حكومة الاحتلال، للإفراج الفوري عن جميع الأسرى، تحسبا لمخاطر انتشار وباء كورونا داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية".

اقرأ أيضا: الأسرى الفلسطينيون في يومهم.. يواجهون "كورونا" و "الجلاد"

أما المطلوب من الفصائل الفلسطينية، فذكر أنه "تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في الضغط السياسي والشعبي، بهدف وضع قضية الأسرى على أجندة المفاوضات، من أجل سرعة الإفراج عن كافة الاسرى".

ولفت إلى ضرورة أن "تغادر الفصائل مربع البيانات والمناشدات، وتنزل إلى الميدان بخطوات عملية من أجل تصعيد الأنشطة والفعاليات المطالبة بالإفراج عن الأسرى والمتعلقين، قبل تفشي وباء كورنا داخل السجون الإسرائيلية، الأمر الذي يعرض حياة العديد منهم للخطر".

وبشأن المجتمع المدني، نبه الباحث، إلى أهمية أن "تقوم مؤسسات المجتمع المدني وخاصة مؤسسات حقوق الإنسان، بتعاظم دورها في الدفاع عن قضية الأسرى خلال الفترة المقبلة، بهدف وضع قضيتهم على طاولة المنظمات الدولية، والتحذير من مخاطر الوضع الإنساني للأسرى داخل سجون الاحتلال".

وأضاف: "ولذلك يجب رفع ملف الأسرى أمام مجلس حقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، وغيرها من المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، للضغط على حكومة الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين قبل فوات الأوان".

السبيل الوحيد

وعن دور المقاومة الفلسطينية، بين أبو كريم، أن "قضية الأسرى، تمثل أهمية كبيرة لدى المقاومة الفلسطينية، وهي تحاول تكرار تجربة صفقة وفاء الأحرار (صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط)، خاصة أن بيد المقاومة الفلسطينية ورقة مهمة، وهي ورقة الجنود الإسرائيليين الذين استطاعت اسرهم خلال حرب عام 2014".

ونوه إلى أن "المقاومة تحاول استثمار ما لديها، من أجل الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى والمعتقلين، ومن المحتمل أن تجرى صفقة تبادل جديدة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال بوساطة دولية وإقليمية".

وقدر أنه "يجب عدم استعجال الأمر، واشترط خروج المعتقلين أصحاب الأحكام العالية، ومعتقلين ما قبل أوسلو، وقادة الحركة الوطنية الذين يعانون من المرض وكبار السن".

وفي نهاية حديثه لـ"عربي21"، أشار إلى أن "قضية الأسرى بشكل عام، تمثل قضية مركزية لكل القوى الوطنية والإسلامية، ما يتطلب تظافر الجهود الوطنية للإفراج عنهم جميعا تحسبا لتفشي وباء كورونا في السجون الإسرائيلية".

من جانبه، رأى مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى، المحرر فؤاد الخفش، أن "السبيل والطريق الوحيد لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، هي عملية تبادل مباشر للأسرى بين المقاومة والاحتلال، كما جرى في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وقبلها صفقة أحمد جبريل عام 1985".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ما دون ذلك، المفاوضات مع الاحتلال، يمكن أن تؤدي إلى إفراجات ولكن بسقف غير مرتفع، يحدده الاحتلال من الأسرى ذوي الأحكام المنخفضة، وبدون ذلك لن يكون هناك أي طريقة لتحرير الأسرى، إلا من خلال عمليات التبادل".

وذكر الخفش، أن الشعب الفلسطيني "جرب المفاوضات، المؤسسات الدولية، المناشدات وغيرها الكثير من الوسائل والأساليب، ولكنها لم تؤتي أكلها ولم تفرج عن الأسرى، ودليل ذلك؛ هناك 51 أسير فلسطيني أمضوا أكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال، وهناك 14 آخرين، أمضوا أكثر من 30 عاما في الأسر".

وقال: "الأسير الذي أمضوا أكثر من 38 عاما في سجون الاحتلال، مثل كريم يونس ونائل البرغوثي، ما هي الطريقة التي يمكن أن تضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن هؤلاء الأسرى من قبضة السجان الإسرائيلي؟، سوى عمليات التبادل، كما حدث في صفقة وفاء الأحرار الأولى".