هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا قالت فيه إن شركات تقوم بمعالجة كميات هائلة من المعلومات السرية عن مرضى فيروس كورونا المستجد بالبلاد، في عملية بحث في إطار جهود الحكومة لمواجهة الجائحة.
وأوضحت الصحيفة أنها اطلعت على وثائق تتعلق بالعملية تظهر أن شركة "بالانتير" الأمريكية الرائدة في قطاع البيانات، لمالكها الملياردير الجمهوري "بيتر ثيل"، تعمل مع شركة "فاكلتي" البريطانية الجديدة للذكاء الاصطناعي، لتعزيز قواعد بيانات الحكومة ومساعدة الوزراء والمسؤولين للرد على انتشار الوباء.
وتقوم شركة "فاكلتي" باستخدام البيانات من أجل بناء نماذج تنبؤية محوسبة تتعلق بكوفيد-19. وتشير وثيقة للصحة الوطنية إلى أن الشركة توجهت قبل أسبوعين للقيام بمحاكاة من أجل تقييم أثر سياسة "مناعة القطيع"، ولكن محامين عنها قالوا إن الفكرة لم يتم تطبيقها.
وقام الذراع الرقمي للصحة الوطنية "أن أتش أس إكس"، المختص بالتحول الرقمي، بالاتفاق مع الشركتين لبناء "مخزن بيانات لكوفيد-19"، وأكد المسؤولون فيه أن الخطوة من شأنها منح الحكومة والوزراء "معلومات حقيقية" حول الخدمات الصحية تكشف عن الأماكن التي تحتاج إلى معدات حيوية وضرورة نشرها.
وأكدت "أن أتش أس إكس" أن الشركتين لا تسيطران على المعلومات ولا يسمح لهما باستخدامها أو المشاركة فيها لأغراضهما الخاصة، بحسب الغارديان.
لكن محامي "فاكلتي" قالوا إنها تستطيع الدخول على معلومات بدون تحديد هوية أصحابها وعبر أنظمة "أن أتش أس".
وكانت الحكومة قد أعلنت سابقا أنها ستستخدم شركتي بالانتير وفاكلتي في المشروع، إلا أن مستوى تعامل الشركتين مع معلومات حساسة عن المرضى بات مثار شك بحسب الوثائق التي حصلت عليها "الغارديان".
تشير الوثائق إلى أن قواعد البيانات ستسهل حصول قادة الصحة الوطنية ومكتب الحكومة ومكتب رئيس الوزراء على معلومات إجمالية عن الذين يجب إدخالهم للمستشفى وتوفر الأسرة وأجهزة التنفس وإمدادات الأوكسجين.
وتكشف الوثائق أن المشروع يحتوي على كميات من المعلومات التي تعود إلى مرضى بما في ذلك معلومات سرية ونتائج فحوص "كوفيد-19" ومحتويات مكالمات الأفراد للخط الساخن 111، الذي فتحته "أن أتش أس"، بالإضافة لمعلومات سريرية تتعلق بمن أدخلوا إلى غرف العناية الفائقة.
اقرأ أيضا: الغارديان: هل سيؤدي "كورونا" لقمع اليمين المتطرف أم زيادته؟
ومع أنه يمكن نقل المعلومات بدون الكشف عن هوية المرضى إلا أنها تظل حساسة ولا يمكن الاطلاع عليها، بحسب التقرير، الذي اعتبر أن استخدامها في بيانات تابعة للحكومة المركزية يطرح أسئلة حولها من خبراء الخصوصية.
وقال مسؤول في الحكومة إن هناك قلقا حول الطريقة غير المسبوقة التي يتم فيها نقل معلومات ضخمة إلى المشروع والتي تتم على قاعدة مثيرة للخوف وبدون الإلتفات إلى الخصوصية أو الأخلاق ولا قوانين حماية المعلومات.
وتقترح الوثائق أن المعلومات المجهولة والسرية في مكالمات 111 حول كوفيد-19 قد تحتوي على جنس الشخص ورمزه البريدي وأعراض المرض والوقت الذي أجريت فيه المكالمة. ويستخدم المشروع رقما شبيها برقم "أن أتش أس" للمقابلة التي تجرى مع المريض، مع قاعدة البيانات الواسعة، ومصادر أخرى من الصحة الوطنية.
ورغم أن موقع الهاتف ليس أولوية إلا أن هناك إمكانية أن يتم استخدامه أيضا مخزن البيانات المقدم من الشركتين إلى الحكومة.
وتضيف الصحيفة أن "فاكلتي" عرضت إجراء محاكاة على الكمبيوتر لاستراتيجية "مناعة القطيع المستهدفة" إلا أن محاميها قالوا إن هذا كان في بداية النقاشات الأولى، قبل أن يعبر وزير الصحة مات هانكوك عن شكوكه في تلك الاستراتيجية، والتي تقوم على إصابة عدد كاف من الأشخاص بالفيروس وتطوير مستوى من المقاومة لبقية السكان.
وأكدت الصحة الوطنية أن مخزن بيانات كوفيد-19 سيظل تحت سيطرتها، وبحماية قانون المعلومات. لكن مصدرا في الحكومة اعتبر ما ورد في الوثائق التي اطلعت عليها الغارديان بأنه "خرق صارخ".
ويأتي تعاون الحكومة مع شركات القطاع الخاص المتخصصة بالبيانات نتيجة للقمة التي عقدها مستشار رئيس الوزراء دومينيك كامينغز، في 11 آذار/مارس وحضرها عدد من مدراء شركات التكنولوجيا، وهو متحمس للذكاء الصناعي والنمذجة على الكمبيوتر، بحسب الصحيفة.