نشرت مجلة "
ذا اتلانتيك"
الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن أهمية
النكت والفكاهة مع انتشار جائحة فايروس
كورونا التي تعم العالم.
وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21":
"تسبب اجتياح فيروس كورونا حدوث أشياء كثيرة، بعضها يمكن التنبؤ به والبعض
الآخر لا. قام السياسيون في جميع أنحاء العالم بإبقاء الناس في منازلهم. وقام
السياسيون اليمينيون مؤقتاً بإيقاف الاقتصاد الوطني بشكل مؤقت. وبينما يمر العالم
بأسوأ أزمة صحية عالمية منذ 100 عام، كان هناك تدفق هائل من الميمات ومقاطع فيديو
مضحكة وسخافات تنتشر بين الناس. قد نكون خائفين، ولكن يبدو أن الناس مصممين على الاستمرار
بالضحك".
وأضافت: "لطالما كانت الفكاهة
لغزاً منذ زمن طويل. بالنسبة للفلاسفة اليونانيين القدماء مثل أفلاطون وأرسطو،
كانت ظاهرة خطيرة، وشيء يمكن أن يقوض السلطة والنظام. كان الضحك والنكات على
المسؤولين في المجتمع أمراً خطيراً -ولا يزال للآن في بعض المجتمعات الاستبدادية
في العالم-. أما اليوم في المجتمعات الديموقراطية، فإننا ندرك أهمية السخرية من
أصحاب السلطة، بل ونحتفل بها عبر البرامج التي تذاع في ليلة السبت".
وتابعت: "لكن الفكاهة هي أكثر من
مجرد حشر أنوفنا بما يخص السلطة، بعد عقد من دراسة كيف ولماذا يضحك الناس، تبين
أنها طريقة للترابط وقال الدكتور الراحل
روبرت ر. بروفين: "يعتقد معظم الناس أن الضحك رد فعل بسيط للكوميديا أو
لتحسين المزاج، لكن استنتجت أن الضحك هو في الأساس صوت اجتماعي يربط الناس معاً".
كما جادل بروفين في أمر الضحك وقال نحن
نضحك لنمنح أنفسنا "حرية القبول" ولنثبت أننا متشابهين".
وقالت المجلة: "نحن نضحك إذن لاستعادة
السيطرة والتواصل -وهما شيئان فقدناهما في معركتنا ضد فيروس كورونا المستجد-، ليس
فقط لأننا غير قادرين على إيقاف سلسلة العدوى التي تنتشر بيننا، ولكننا مضطرون
لتحمل هذا الواقع ونحن عاجزون ومعزولون في منازلنا. لذا نجد أن النكتة الآن هي
درعنا الواقي الأكثر موثوقية".
وقال ديفيد بادديل الكوميدي والكاتب
البريطاني: "الناس يحتاجون إلى الفكاهات، ويرجع الأمر نسبياً إلى أن الفكاهة
تساعد على التخلص من المخاطر، وهم يبحثون عن الكوميديا ليعلموا أنهم ليسوا وحدهم.
إذا وجدنا جميعاً أننا نواجه نفس التجربة فإن الأمر مضحك ويدعو للاطمئنان، وهو شكل
من أشكال العلاج الجماعي".
وأضاف: "لا يمكننا فعل الكثير حيال
الأمر، ولكن يمكننا أن نضحك في وجهه".
وتقول الصحيفة إنه "في أزمتنا
الحالية، النكتة في كل مكان لأن الخوف ينتشر بيننا، فالضحك يربطنا معاً ضد عدو
مشترك. ولكن علينا أن نكون حذرين أيضاً من تحول الفكاهة ضد الضعفاء أو المرضى، أو
الأقليات الذين قد يتم إتهامهم بالتسبب في الأزمة".
وقال الكوميدي البريطاني مات فوردي إن
التوقيت مهم جداً "إذا كان مزاحنا بشأن العزلة المملة لا يسيء لأحد مع معدل
الوفيات المنخفض نسبياً، فلن يكون كذلك إذا ما زادت الوفيات وتغيرت مزاجات
الناس".
كما أننا لن نستطيع الضحك على الأشخاص
الذين يموتون جراء صعوبات التنفس أو إساءة معاملة الأطفال التي قد تزداد نتيجة
الحجر المنزل القسري، ولا الاعتداء على الزوجات. إذاً يمكن أن تكون هناك أمور
خطيرة للغاية لا يمكن المزاح فيها. لكنها ستبقى جزءاً من الطبيعة البشرية، ونحن
بحاجة إليها.