هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفردت الصحافة البريطانية، مساحات واسعة في تغطيات، الجمعة، خصصتها لمتابعة تطورات كورونا ونقل آلام ومطالب المصابين.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة "الغارديان"، في تقرير لجيسيكا موري بعنوان "مؤلم للغاية... مصابون يطالبون الناس بالتعامل مع المرض بجدية"، تحدثت الكاتبة إلى عدد من البريطانيين المصابين بكورونا عبر الفيديو من داخل عزلهم في منازلهم، حيث حدثوها عن الأعراض اللتي أصابتهم والآلام التي يشعرون بها.
وقال آندي هاردويك (51 عاما) من داخل عزله بمنزله، إن المرض حوله على حين غرة من شخص مواظب على الرياضة إلى شخص يستطيع بالكاد النهوض من الفراش.
وقال هاردويك إنه في العادة في حالة صحية جيدة، ويذهب لممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع، لكن كورونا طرحه أرضا.
وأضاف: "عمودي الفقري يؤلمني، ظهري يؤلمني. لا أستطيع الحديث طويلا، لأن الكلام يجعلني غير قادر على التنفس. لا يمكنني أحيانا أن أرفع رأسي عن الوسادة من شدة الإعياء".
وأضاف: "يأتي الألم على موجات، وستشعر بتحسن طفيف أحيانا، ثم يعاودك الألم، وهو ألم شديد حقا. ليس كأي ألم شعرت به من قبل".
وقال هاردويك إن المرض بدأ يوم الجمعة "بسعال جاف جدا" أصاب حلقه بألم بالغ، فقرر أن يبقى في فراشه، على أمل أن تنتهي الأعراض بحلول الصباح. لكنه استيقظ بارتفاع في درجة الحرارة، وأصبح يعاني من صعوبة في التنفس".
واستطرد قائلا: "كنت أتصبب عرقا في فراشي وأشعر بعطش بالغ". وإثر ذلك اتصل بالرقم الذي خصصته الخدمات الطبية الحكومية لحالات كورونا، وشُخصت حالته على أنها كذلك.
وأضاف هاردويك: "إذا انتابني السعال، يكون ذلك أمرا مؤلما جدا. وإذا حاولت أن تضحك، فلن تستطيع، لأن الضحك صعب جدا".
أما سارا آشلي، 36 عاما، فقالت للصحيفة إنها استيقظت الاثنين بما ظنت أنه صداع بسبب تناول الكحول: "كنت أشعر بإرهاق شديد، وظننت أنني فقط في الحاجة إلى الخلود للنوم مبكرا".
ثم بدأ السعال، الذي وصفته آشلي بأنه سعال جاف عميق من أعماق الجهاز التنفسي. ويوم الخميس قررت أن تعمل من المنزل.
وتصف آشلي آلام الصدر والجهاز التنفسي التي شعرت بها: "كنت أشعر كما لو كان شخصا يقف فوق قفصي الصدري".
اقرأ أيضا : إصابة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بفيروس "كورونا"
وفي صحيفة ديلي تلغراف كتبت للورا دونلي وهنري بودكين تقريرا بعنوان "ثلث المصابين دون أعراض".
ويقول التقرير إن مسؤولين طبيين بريطانيين قالوا إن نحو ثلث المصابين بالفيروس قد لا تظهر عليهم أي أعراض، لكن رغم ذلك يمكنهم نقل العدوى لغيرهم.
وقال مسؤولو الصحة العامة إن العاملين في المستشفيات الذين قد يكونون مرضى دون أن أعراض يزيدون من انتشار الفيروس، نظرا للافتقار لمعدات الوقاية الأساسية.
وتضيف الصحيفة أن ذلك جاء في الوقت الذي أعلنت مراجعة عاجلة لمعدات الوقاية؛ إذ وصف أطباء وضعهم بأنهم "كما لو كانوا حملانا يساقون للذبح" بدون أقنعة واقية وقفازات.
في حين جاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان "المخرج من الأزمة"، وتقول الصحيفة إن عملية الإغلاق التي شهدتها العديد من الدول للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا بدأ تطبيقها منذ عدة أيام أو أسابيع، لكن على الرغم من ذلك بدأت العواقب الاقتصادية الوخيمة للإغلاق في الظهور.
وتقول الصحيفة إنه في بريطانيا حاول نصف مليون شخص إضافيين الحصول على إعانات اجتماعية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وتضيف أن صندوق النقد الدولي حذر من أن الكساد الاقصادي الذي سيشهده العالم جراء كورونا سيكون أشد وطأة من الأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم عام 2008، التي استمرت آثارها نحو عشر سنوات.
وتقول الصحيفة إن الخيار بين إنقاذ حياة الناس بتجنيبهم المرض والخيار بين إنقاذ الاقتصاد والأقوات ليس خيارا هينا، فعملية الإغلاق التي تشهدها مناطق كثيرة في العالم ليست فقط لإنقاذ حياة الأكثر ضعفا على مواجهة المرض، بل لإنقاذ النظام الصحي في الكثير من الدول من الانهيار.
وتضيف الصحيفة أنه في حال انهيار النظام الصحي فإن الضحايا لن يقتصروا فقط على مرضى كورونا، بل على غيرهم من الذين يحتاجون إلى عناية طبية عاجلة.