هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "أتلايار" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تخطيط الجيش الأمريكي لبناء قاعدة عسكرية جديدة غرب العراق، لحماية مصالحها من أي هجوم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه حسب أحد المصادر الأمنية سيقع نشر أنظمة دفاع مضادة للطائرات من طراز باتريوت الرائدة في الدفاع الأمريكي، بمجرد إنشاء هذه القاعدة التي ستقام شمال حي البغدادي في مدينة هيت في منطقة أم سميج في محافظة الأنبار، بالقرب من الحدود مع سوريا.
وبينت الصحيفة أن الهدف من هذه القاعدة يكمن في حماية قاعدة عين الأسد والمصالح الأمريكية في الأراضي العراقية من التعرض لهجمات جديدة محتملة من إيران أو ميليشياتها العراقية، خاصة قوات الحشد الشعبي. ففي الثامن من كانون الثاني/ يناير، بعد خمسة أيام من الهجوم الذي استهدف الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس، تعرضت قاعدة عين الأسد لعشرين قذيفة أصابت أكثر من 100 جندي أمريكي.
ومنذ ذلك الحين، استمرت الهجمات والهجمات المضادة مما تسبب في أضرار مادية لا حصر لها إلى جانب الخسائر البشرية. وخلال الأسبوع الماضي فقط، جدت ثلاث هجمات ضد القوات الأجنبية، بما في ذلك وحدة الناتو وأعضاء التحالف الدولي التي تقاتل ضد تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: مشاهد لرصد طائرة أمريكية بأجواء إيران خلال مقابلة (فيديو)
وأوضحت الصحيفة أن بعض المصادر أكدت أن "تحديد موقع لنشر نظام صواريخ باتريوت يعد سابقة هي الأولى من نوعها في العراق. وتدل هذه الإجراءات على نية القوات الأمريكية البقاء في قواعدها الغربية في العراق لفترة طويلة". وقد تزامنت هذه التقارير مع التحركات الأخيرة للقوات الأمريكية في البلاد.
من جهته، كشف موقع "المونيتور" قبل أسبوع أنّ التحالف الدولي بدأ في إعادة تجميع بعض قواته في قواعد عسكرية أكبر بالتنسيق مع الحكومة العراقية. ومن المتوقع أن تكون هناك العديد من المرافق المتضررة، على غرار قاعدة القائم بالقرب من الحدود مع سوريا، وقاعدة القيارة الجوية بالقرب من الموصل، وربما أيضا قاعدة كي وان الجوية بكركوك.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عاملا آخر يجب أخذه بعين الاعتبار ألا وهو أزمة فيروس كورونا، التي تؤثر أيضا على وجود القوات الأجنبية في العراق. فقد كشف موقع "المونيتور" يوم الإثنين أن التحالف الدولي يعمل على إجراء "تعديلات مؤقتة" في مهمته ضد التنظيم الإرهابي. وقد أدى ذلك إلى اتخاذ قرار يقضي بإعادة "بعض القوات التي تخضع إلى التدريب مؤقتا إلى بلدانها في الأيام والأسابيع القادمة". ومن المحتمل أن تُستأنف هذه المهام، التي جرى تعليقها يوم الجمعة الماضي، "عندما يسمح الوضع بذلك"، وذلك حسب ما أفادت به وزارة الخارجية الأمريكية.
وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا أمرت يوم السبت الماضي بسحب حوالي 200 فرد من قواتها من قاعدة بسماية الواقعة على بعد حوالي 50 كيلومترا جنوب العاصمة العراقية بغداد، على خلفية تعليق مهام التدريب التي جرى تكليفهم بها. من ناحية أخرى، سيبقى حوالي 523 عسكريا إسبانيا آخرين في المرافق.
رفض بغداد
أوضحت الصحيفة أن النشر المحتمل لأنظمة الدفاع الجوي باتريوت لم يلق ترحيب السلطات العراقية، التي يجب أن نتذكر أنها قدمت شكوى الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الهجمات المضادة الأمريكية المتعاقبة في البلاد، التي راح ضحيتها ثلاثة جنود من الفرقة 19 واثنين من أعضاء فوج الطوارئ العراقي، إلى جانب إصابة 11 مقاتلا آخرين.
اقرأ أيضا: روحاني يرفض مساعدات أمريكا ضد كورونا ويهاجم عقوباتها
وعندما بدأت الشائعات في الظهور حول الخطط الأمريكية، ندد النائب العراقي كريم عليوي، عضو لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب، في 23 كانون الثاني/ يناير، بأن "محاولة القوات الأمريكية نشر أنظمة صواريخ باتريوت في قواعدها لتعزيز قدراتها مرفوض ويعتبر انتهاكا لسيادة البلاد".
ونقلت الصحيفة عن عليوي قوله إن "وجود القوات الأمريكية في العراق غير قانوني. والقرار البرلماني الأخير واضح. الكرة الآن في ملعب الحكومة لإخراج تلك القوات. وإذا لم يتم تنفيذ ذلك، سيكون هناك رد فعل من جميع الجبهات"، وذلك في إشارة إلى الاقتراح الذي صادق عليه البرلمان قبل أيام الذي يقضي بطرد القوات الأجنبية من البلاد، بما في ذلك الولايات المتحدة.
منذ ذلك الحين، لم تكن هناك تحركات كبيرة في هذا الصدد، باستثناء المعلومات التي تم نشرها في منتصف شباط/ فبراير التي ادعت أن جنود الجيش الأمريكي بدأوا في الانسحاب من حوالي 15 قاعدة عسكرية في العراق. ومع ذلك، لا يمكن التحقق من صحة هذه المعلومات.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الاستراتيجية التي يبدو أن واشنطن قد تبنتها، مع عسكرة غرب العراق في الأفق، لا تضع حدا لطموحات الطبقة السياسية العراقية فحسب بل الشعب أيضا، الذي دعا إلى رحيل القوات الأجنبية في المظاهرات. وكما ذُكر سابقا إن "هذه الإجراءات تدل على نية القوات الأمريكية بالبقاء في قواعدها الغربية في العراق لفترة طويلة".