قال الكاتب
والبروفيسور المساعد في جامعة نيويورك، كيث كلور، إن أنصار الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، يحاولون ترويج نظريات المؤامرة، حول فيروس كورونا المستجد، على شبكة
الإنترنت، بعد أن قلل ترامب من شأن المرض الجديد، قبل أن يعود عن رأيه ويعترف أنه
خطير.
وكات ترامب اعتبر
المرض في بداية الأمر إنفلونزا عادية، وأخبارا مزيفة ينشرها الإعلام الليبرالي،
بحسب ما نشرت مجلة "بوليتيكو".
وتابعت المجلة
أنه "بعد أن انتشر الفيروس حول العالم ودمر الأسواق فكيف يفكر هؤلاء الذين
يحسنون الحديث عن مظلوميتهم ويتغذون على كم من نظريات المؤامرة، فهل أصبحوا مثل
شون هانيتي وغيره من المذيعين البارزين في فوكس نيوز لا يقللون من خطر الفيروس؟ أم
أنهم لا يزالون على إنكارهم وضلالهم القديم؟ بل وزادوا على القصص خيالات جديدة.
وبسبب خطورة الوضع بات من المهم النظر إلى الفقاعات الجارية في الإنترنت. ولو
تجاهل هؤلاء الأشخاص وأتباعهم تعليمات السلامة لاعتقادهم أن الوباء ما هو إلا
أخبار مزيفة لتخفيف الضغط عن “الدولة العميقة” التي تتآمر على الإطاحة بترامب فإن
المخاطر عالية لنشر المرض".
للاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفايروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا
وتابعت بأنه
"من أجل الدخول في عالم الجماعات المتطرفة قام الكاتب بفتح حساب على تويتر
ليس للتعرف على نظريات المؤامرة لهم ولكن للعيش ومسح الفضاء الذي يحتلونه. وفي
البداية كان اختياره للحساب الذي يريد متابعته هو التعبير عن الشك بالفيروس
وخطورته. وبدأ بمتابعة الشخصيات المعروفة مثل بيل ميتشل وسيدني باول وجوردون ساذر
من حركة نظريات المؤامرة (كيو إي نون) والذي يؤمن أن ترامب يخوض معركة لتفكيك
الدولة العميقة. وكلما نقر على اقتراح من تويتر للمتابعة، تلته أسماء أخرى
ومتابعون جدد. فتابع أسماء غير معروفة كعميل للسي آي إيه سابق وأسماء معروفة مثل
سبستيان غوركا، المستشار السابق لترامب. وربما اختلفت مشاربهم إلا أنهم متحدون في
الدفاع عن ترامب وأنه يقوم بمعالجة الأزمة بطريقة جيدة".
وأضافت المجلة:
"وتوقف عن إضافة أسماء بعدما وصل عدد الحسابات إلى 70. وعلى مدى أسبوع بدأ
يكتشف الخط الفاصل في فضاء اليمين المتطرف بين من لا يشككون بأزمة كوفيد-19 مثل
هاكبي، رغم مشاكسته لليبراليين، وبين من غادروا العالم الحقيقي وإلى الأبد. ويحاول
المعسكر الأول البحث عن نقاط ضعف في الإعلام الرئيسي والناقد للرئيس لكنه لم يتخل
عن الواقع. أما المعسكر الثاني فلا يوجد شيء يشير إلى إمكانية إعادتهم للعالم
الحقيقي. وبعد انتشار الوباء بشكل سريع فإن هناك شيئا لدى الإنسان لديه شهية
للإيمان بنظريات المؤامرة. وهذا ليس مستغربا في ظل القلق والأيام الصعبة التي نمر
بها. ويقول الباحثون إن الأشخاص الذين فقدوا السيطرة على حياتهم عادة ما يبحثون عن
نظريات مؤامرة لكي تعطيهم مسارا لفهم الأحداث الغامضة".
ويتابع الكاتب
في مقاله نقلا عن الباحث في جامعة دارتموث بريندان نيهام: "عندما تحدث
الكوارث والمآسي تصبح نظريات المؤامرة جذابة أكثر من الواقع الذي حدث. لكن الكاتب
اكتشف أن عددا من المؤمنين بنظريات المؤامرة مثل صاحب موقع (إنفوورز) أليكس جونز
لا يشكك بانتشار الفيروس. ورغم أنه ممنوع من تويتر إلا أن الأشخاص الذين تابعهم
على تويتر قادوه إلى موقع ينشر فيه مواده. ولم يغير جونز من عاداته ونظرياته
السخيفة حول عمليات القتل الجماعي التي يقول إنها مدبرة ولا يزال ينشر الكثير من
نظريات المؤامرة حول أصول الأوبئة".
"ويختلف
موقف جونز من الفيروس وأنه ليس مجرد إنفلونزا عادية عن مواقف دعاة “كيو إي نون”
ممن تابعهم الكاتب على الحسابات ممن ينكرون الفيروس حتى بعد اعتراف ترامب بالواقع.
وقاد هذا الخلاف الكاتب للبحث عن نظريات المؤامرة التي انتشرت والكشف عن أي منها
استمر. وبدأ الكاتب حسابه في 17 آذار/ مارس وبعد ساعات من مؤتمر البيت الأبيض
الصحافي حول الفيروس. وكانت أول تغريدة تلقاها من ناشط قارن بطريقة غير صحيحة
الأرقام المتعلقة بالإنفلونزا العادية وفيروس كورونا، وهو ما فعله ترامب أكثر من
مرة. ولكن الرئيس تخلى عن شكه في الموضوع ذلك اليوم".
ولم يظهر بيل
ميتشل الذي طالما شجب ما رآه تضخيم الإعلام لخطر فيروس كورونا. وفي الوقت الذي
ألمح فيه ميتشل إلى أن أصل الفيروس جاء كحرب إرهابية بيولوجية من الصين، فإن البعض
من متابعي حركة (كيو إي نون) قالوا إن التنافس على تطوير لقاح ضد الفيروس تجاري
بين شركات صناعة الأدوية التي تعتبر المجرم. وفي الوقت الذي شجب فيه جوردان ساذر "بيغ
فارما" أو صناعة الدواء الأمريكية إلا أنه لام الأشرار القريبين منه بعدما
قرأ تغريدة ترامب: "العالم في حرب من عدو مجهول، وسننتصر". فالرئيس كان
يشير إلى الفيروس غير المرئي، إلا أن ساذر فسره بأنه “كابال” الدولة العميقة.
وأشار الكاتب إلى أن جماعات اليمين على منصات التواصل نشرت خبرا عن اعتقال المذيعة المعروفة أوبرا
وينفري لأنها أدارت حلقة لتجارة الجنس بين الأطفال. وتم الكشف عن كذب الشائعة، إلا
أن وينفري وجدت نفسها مضطرة لتكذيب ما نشر. وقال آخرون كذبا إن نجوما آخرين
اعتقلوا بمن فيهم توم هانكس لكن العملية الأمنية السرية أدت لانتشار وباء كورونا
ولحرف نظر العالم عن تقديم الكابال الشيطاني للعدالة.