هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
درج الاعتقاد عند الكثيرين منذ تفشي فيروس كورونا المستجد عالميا، بأن الوباء يؤثر على كبار السن تحديدا، ما يثير سؤالا بشأن تأثيره على الشباب أيضا.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن الشباب ما يزالون يمرحون ويمارسون حياتهم بشكل شبه طبيعي في دول عدة بينما يقوم كبار السن بعزل أنفسهم خوفا من الوباء.
ولكنها لفتت إلى أن "هؤلاء الشباب يعتقدون أنهم محصنون ضد المرض. ولكن هل هذه هي الحقيقة؟"، مجيبة بأنه "كشفت معلومات نشرت في الولايات المتحدة أن الشباب ليسوا محصنين أبدا".
ونقلت عن شاب أمريكي في ولاية فلوريدا، قوله في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي: "إذا اصبت بالكورونا لن يمنعني ذلك من مواصلة اللهو والتمتع بالحفلات".
وأضافت، تشير الأرقام الخاصة بالحالات المبكرة للإصابة بالفيروس في الولايات المتحدة إلى أن الأجيال الشابة معرضة جدا للإصابة.
اقرأ أيضا: هل شكل الشباب "نقمة" على كبار السن بأزمة كورونا؟
يعتقد العديد من الشباب أنهم قد يصابون بأعراض طفيفة لمرض "كوفيد-19"، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
ولكن تقريرا صدر مؤخرا عن مراكز السيطرة على الأوبئة في الولايات المتحدة يدحض هذا الاعتقاد، ويقول إن أعداد الشباب المصابين إصابات خطرة قد يكون أعلى بكثير.
وتوصل تقرير أمريكي إلى أن 20 في المئة من حالات الإصابة بفيروس كورونا التي أدخلت المستشفيات تراوحت أعمارها بين الـ 20 والـ 44، و38 في المئة من الحالات تراوحت أعمارها بين الـ 20 والـ 54.
ولكن ما يزال صحيحا أن الغالبية العظمى من الذين يموتون جراء الإصابة بالفيروس هم من كبار السن.
فبالنسبة للمصابين الذين تتجاوز أعمارهم الـ 85، تبلغ نسبة الوفيات 14,8 في المئة، بينما لا تتجاوز هذه النسبة 0,2 في المئة لمن هم دون الـ 40.
ولكن هذا لا يعني أن صغار السن لا يصابون بالفيروس ويمرضون به.
وبحسب تقرير مراكز السيطرة على الأوبئة في الولايات المتحدة، فإن نسبة اولئك الذين في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم الذين يدخلون إلى المستشفيات لا تقل عن نسبة كبار السن.
تأثير إصابة الشباب
ولفتت إلى أن التأثير الأهم بعد إصابة الشباب بالفيروس بأنهم يشكلون ضغطا على أنظمة الرعاية الصحية.
ففي إيطاليا، بينت إحصاءات رسمية نشرت في الأسبوع الماضي أن 12 في المئة من المرضى الذين أدخلوا في ردهات العناية المركزة كانت تتراوح أعمارهم بين الـ 19 والـ 50، كما بينت إحصاءات نشرتها السلطات الفرنسية أن عدد المصابين من صغار السن في تصاعد.
اقرأ أيضا: عادات بسيطة تساهم في حماية القدرات الذهنية لكبار السن.. تعرّف عليها
ونقلت "بي بي سي" عن الأستاذ مارك ليبستيش، أستاذ علم الوبائيات في كلية الصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، قوله: "الأمر الذي أعتقد أنه يمكننا قوله بكل ثقة هو أن المرض يظهر بشكل أقل حدة لدى الشباب، ولكن مع ذلك قد يصاب الشباب بحالات خطيرة جدا".
وأضاف: "هذا سبب واحد للاعتقاد أن اعتماد نظرية تكوين مناعة عمومية في أوساط صغار السن ليس السبيل الصحيح، فهناك أعداد كبيرة من صغار السن، ما يعني أن أعدادا كبيرة منهم ستصاب بالمرض".
ولكن مما يدعو للتفاؤل أنه من النادر أن ينتهي الأمر بالمراهقين والشباب بدخول المستشفيات. فالاحصاءات القادمة من كل الدول تقريبا تشير إلى أن الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 19 لا يصابون بأعراض خطيرة، ولو أن سبب ذلك غير معلوم إلى الآن.
ولكن في كل الحالات، ومن المعلومات من كل أرجاء العالم، يبدو أن بإمكان صغار السن الذين يتمتعون بصحة جيدة أن ينشروا المرض لكبار السن الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة.
وللاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفايروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا