هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تم استدعاء الجيوش بأعداد متزايدة في العديد من الدول حول العالم للمساعدة في نوعية مختلفة للغاية من الحروب، وهي الحرب ضد فيروس كورونا، التي من المرجح استمرارها، مع تزايد التعبئة والحشد في صفوف القوات المشاركة في هذه الحرب.
(بي بي سي) سلطت في تقرير لها الضوء على المهام الجديدة للجيوش لمواجهة الفيروس الذي يجتاح العالم.
يقول التقرير إن العديد من الواجبات العسكرية التقليدية توقفت. ففي بريطانيا على سبيل المثال توقف تدريب المجندين، كما أن المناورات الدولية، مثل مناورة حلف شمال الأطلنطي Defender-Europe 20، التي كان من المقرر أن تشهد أكبر عملية انتشار للقوات الأمريكية في أوروبا منذ سنوات عديدة، تقلصت إلى حد كبير.
وحتى العمليات الجارية علقت، وأعداد القوات المنتشرة تم تخفيضها كثيرا. ومن أبرز الأمثلة على ذلك الجهود الدولية التي كانت تعمل على تدريب ودعم القوات العراقية المسلحة.
وفي العديد من المجتمعات، عندما تنزل الجيوش إلى الشوارع، فإن ذلك يعد مؤشرا على عدم الاستقرار السياسي. وتتباين ردود الفعل تجاه التواجد الظاهر للجيش في الشارع في مختلف البلدان والثقافات.
فيما يلي خمسة أمور رئيسية يمكن أن يساعد فيها الجيش:
الموارد البشرية
توفر الجيوش مصدرا مهما للرجال والنساء المدربين والمنضبطين، الذين يتمتعون بمهارات متنوعة. وهؤلاء يتمتعون بالدهاء والقدرة على الحركة والعمل، وفي فترة زمنية قصيرة جدا.
كما أن لديهم العديد من التسهيلات، مثل القواعد والمطارات وغيرها، والتي يمكن استخدام بعضها في مهمات متنوعة.
الدعم الطبي
من المعلوم أن لدى الجيوش فرقا طبية ذات تدريب عال رغم قلة عددها. والقليل من جيوش الدول لديها موارد الجيش الأمريكي، حيث وافق البنتاغون بالفعل على تقديم خمسة ملايين كمامة وألفي جهاز تنفس من مخازنه للنظام الصحي.
كما حرك الأسطول الأمريكي مستشفييه العائمين (السفينتان USNS Mercy وUSNS Comfor)، ورغم أنهما لا يصلحان للحرب ضد مرض معد، ولكن يمكنهما المساعدة في تخفيف الضغط ولو إلى حد بسيط على المؤسسات الطبية. وسيستغرق الأمر بعض الوقت ليكونا على أهبة الاستعداد، وربما لا يتم نشرهما إلا في المدن ذات الموانئ الكبيرة.
وتتباين المساعدات الطبية التي يمكن أن يوفرها الجيش من بلد لآخر، وفي الكثير من الحالات قد يعني تقليص حجم الجيوش أن العديد من الأطقم العسكرية الطبية هي الآن من قوات الاحتياط، وربما تعمل بالفعل كأطقم طبية مدنية على "الخط الأمامي" في مواجهة الوباء.
ولكن موارد الجيوش لا تنضب، فالجنود مدربون على الإسعافات الأولية، ويمكنهم المساعدة في العديد من الأدوار الثانوية. وربما تحتاج الأطقم الطبية في النهاية إلى إقامة مستشفيات ميدانية مؤقتة وغيرها من المنشآت الطبية.
الخدمات اللوجيستية
ويعد هذا الدور من أوضح الأدوار التي يمكن أن تلعب فيها الجيوش دورا في مواجهة الوباء. فالقوات يمكنها المساعدة في نقل الإمدادات الحيوية. وفي بريطانيا تم تدريب بعضها على المساعدة في الحفاظ على إمدادات أنابيب الأوكسجين للمستشفيات.
كما يمكن للجيش أيضا المساعدة في التنظيم الأوسع لنظم الإمداد، وهنا قد يكون للاتصالات العسكرية دور.
الأمن والنظام
إذا كان هناك نقص في الشرطة المدنية، فيمكن استخدام الجيوش، ولن يكون تعاملها في هذه الحالة مباشرا مع الجمهور، وإنما سيقتصر دورها على حماية المنشآت والمخازن، لتتفرغ الشرطة المدنية للقيام بدورها التقليدي.
وفي العديد من الدول توجد قوات شبه عسكرية تمزج نوعا ما بين الدورين. وفي الولايات المتحدة يوجد بكل ولاية حرس وطني من قوات الاحتياط، ويتم نشره بحسب احتياجات حاكم الولاية.
وبالفعل قام 27 من حكام الولايات باستدعاء قوات الحرس الوطني للقيام بأدوار متنوعة.
الاطمئنان
يؤدي استدعاء الجيوش للتعامل مع الأزمات إلى الاطمئنان بأن الدولة بكل مواردها محتشدة في مواجهة الموقف.
ورغم ذلك، فإن الجيش ليس هو الرد على الوباء، فليس بوسعه القيام إلا بدور صغير في المساعدة على التعامل، والقوات نفسها عرضة للفيروس.
وقد أعلن البنتاغون، الجمعة، على سبيل المثال، أن نحو 2600 جندي أمريكي في أوروبا وضعوا أنفسهم قيد العزلة الذاتية على خلفية مخاوف من فيروس كورونا.
اقرأ أيضا: "أسوأ من حرب".. هكذا حاصر "كورونا" الإيطاليين